Author

البرد مرة أخرى

|

عندما سافرت مع صديق إلى المنطقة الشرقية الأسبوع الماضي، ضحكنا كثيرا لأنه أحضر ثيابه البيضاء فنحن في منتصف فصل الشتاء والخبراء يؤكدون أن هناك موجة برد قادمة يدفعها منخفض سايبيري سريع الرياح شديد البرودة. بعد يومين اكتشفنا أن صاحبنا على حق، وتمنى الجميع لو أنهم فعلوا مثله أو على الأقل لم يهزأوا به إذ إنه لم يكن ينقصه من الدعابة والاستهزاء شيء، فبقي يحدثنا عن العلم الأبيض كلما دخلنا أو خرجنا.
يهددنا الخبراء كل يوم بموجة جديدة من البرد والصقيع والثلوج، ثم يأتي آخرون ليرونا مقاطع من آسيا وأوروبا تصور ما نفق من الحيوانات والبشر نتيجة موجة البرد القاسية التي عانت منها أغلب دول العالم. يمر الوقت دون أن يكون هناك التهديد الحقيقي لأغلب مدن الداخل، صحيح أن مناطق الشمال والجنوب عانت أجواء باردة خلال الفترة الماضية. لكن أجواء أغلب المناطق الداخلية استمرت ضمن المعقول، بل إنها أقل من سنوات ماضية.
أعرف اختصاصيين ممن تعودوا أن يرونا كل يوم نتائج بحثهم وتأكيداتهم على البرد القادم، وهذا "بقدرة الله" لا يحدث. أكتب اليوم وأنا ألبس الملابس الصيفية في فترة ما يسمى بالمربعانية التي ذكر أنها أشد مواسم البرد انخفاضا في درجات الحرارة، وقد سبقتها مواسم كان فيها الجو يميل إلى الاعتدال.
مشكلتي أنني لم أتمكن من ربط درجات الحرارة بالاحتباس الحراري الذي تتحدث عنه أغلب منظمات حماية البيئة، وتحذر فيه الدول من أشكال الاستخدام الجائر للطاقة التي تؤدي انبعاثاتها إلى التأثير على طبقة الأوزون. يتحدث الجميع عن هذه الأزمة وكأننا على شفا انهيار هائل في الحماية التي تكونها هذه الطبقة المهمة.
هل ما يحدث في الشمال سواء في دول آسيا وأمريكا من تجمد ودرجات حرارة غير مسبوقة تأكيد على أنه لا احتباس حراري، وأن كل ما يقال عنه غير صحيح أم أنها هي السبب في درجات الحرارة المنخفضة، ما أعرفه مع علم لا يأتي من الكتب والوثائق هو أن درجة الحرارة ترتفع مع توسع طبقة الأوزون. هذا ما يحدث معي اليوم، وأتصور أن تستمر الحرارة على هذه المستويات الرائعة غير المسبوقة.
هذا لا يغني عن أن يحرص الكل على التمسك بالملابس الشتوية، مع بقاء الملابس الصيفية قريبة.

إنشرها