FINANCIAL TIMES

عودة برلسكوني الفارس العجوز .. عودة القيصر أم نيرون إلى روما؟ «2 - 2»

عودة برلسكوني الفارس العجوز .. عودة القيصر أم نيرون إلى روما؟ «2 - 2»

عودة برلسكوني الفارس العجوز .. عودة القيصر أم نيرون إلى روما؟ «2 - 2»

في إيطاليا، أثارت متانة برلسكوني مؤيديه والمعارضين المشوشين على قدم المساواة. قالت جابرييلا جيامانكو، النائبة البالغة من العمر 40 عاما من حزب فورزا إيطاليا، التي ترشح نفسها من أجل إعادة انتخابها في صقلية: "يمكن أن يولد برلسكوني واحد فقط كل 100 عام.
إنه يولد الفضول، ويولد التعاطف. وهو لا يزال يحتاج لحواجز أمنية عندما يمشي في الأنحاء، وإلا سوف يتدافع عليه المتحمسون"، كما تقول.
تحذر آنا أسكاني، وهي عضو في الحزب الديمقراطي تبلغ من العمر 30 عاما من أومبريا ومقربة من رينزي من "الذاكرة القصيرة" للإيطاليين.
"كنت في السابعة من العمر عندما فاز لأول مرة في عام 1994. يجب أن أفكر أنه فعل الكثير من الأضرار التي لحقت بجيلي".
ووفقا لمسح أجرته وكالة إيبسوس لاستطلاع الرأي، الذي صدر هذا الأسبوع، يأتي أقوى دعم لبرلسكوني من المتقاعدين وربات البيوت والعاطلين عن العمل.
كبار السن، وليس الشباب، هم الذين يقودون عودة فورزا إيطاليا، والناخبات الإناث، وليس الناخبون، حتى في عصر ثورة #MeToo العالمية ضد التحرش الجنسي، وعلى الرغم من تاريخه من الحفلات الباذخة مع فتيات دون السن القانونية.
قدرة برلسكوني على التواصل مع قاعدته ظهرت بشكل بارز خلال المقابلة التي أجراها مع جيليتي، عندما عرض تحية لعظمة النساء الإيطاليات - خاصة الأمهات - وأهمية الأسرة.
وقال: "كنت محظوظا جدا بأن لدي خمسة أطفال - كل واحد أفضل من الآخر"، على الرغم من أنه أقرب إلى مارينا، ابنته الكبرى البالغة من العمر 51 عاما، التي تدير إمبراطورية أعماله.
"ذهبت أمي إلى السماء في مرحلة معينة، وحلت مارينا مكانها. كنت أتصل بأمي كل يوم لأعول على حلاوتها، وحكمتها، وعاطفتها، وأفعل الشيء نفسه الآن مع مارينا".
على أنه حتى مع انتعاش حظوظه، لا يزال برلسكوني أكثر ضعفا من الناحية السياسية منه، عندما كان في منصبه.
تصل نسبة الاقتراع لصالح فورزا إيطاليا إلى نحو 16-17 في المائة، وهو جزء بسيط من الأرقام التي سجلها برلسكوني في الانتخابات السابقة، عندما كان في ذروة سلطته. وهو شخصيا أقل شعبية من كل من جنتيلوني ولويجي دي مايو، مرشح حزب النجوم الخمس لمنصب رئيس الوزراء.
وهناك تساؤلات حول ما إذا كان قادرا على نشاطات الحملة الانتخابية كما كان في الماضي. عزز برلسكوني ظهوره الإذاعي والتلفزيوني، التي هي بيئته الطبيعية، ونقطة الانطلاق لكثير من الانتصارات.
غير أن الرجل اضطر إلى إلغاء مقابلة أخرى يوم الأربعاء الماضي بسبب "الإعياء"، وفقا لما ذكرته وسائل الإعلام الإيطالية.
وقد تبنى وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن عدد متابعيه على منصة تويتر أقل من متابعي منافسيه، ويمكن أن يجهد من أجل مجاراة حركة النجوم الخمس في استخدام الإنترنت كأداة سياسية.
ولا تزال المشاكل القضائية تعلق به: فهو يواجه المحاكمة لدفعه مالا لعدد من النساء للإدلاء ببيانات خاطئة عن حفلات سيئة السمعة. وقد نفى هذه الاتهامات.
لم تتغير فكرة برنامجه للناخبين كثيرا، ومفادها أنه هو وحده الذي يستطيع أن يهندس أي انتعاش إيطالي من خلال تخفيض الضرائب ومعاشات تقاعدية أكثر سخاء.
يقول أحد كبار المصرفيين: "إنه ببساطة ليس ليبراليا مدافعا عن السوق الحرة، فنحن في انتظار ذلك في إيطاليا منذ عقود". ويضيف: "سياساته الاقتصادية تعتمد بشكل كبير على الدولة".
برلسكوني يستخدم أيضا الخوف لإحداث تأثير كبير. في الحملات السابقة، كان يخيف الناس من آفة الشيوعية، لكنه يصر الآن على أن هناك تهديدا أكبر يأتي من حركة النجوم الخمس، التي يصفها بأنها موزع لـ"الفقر، وعدالة المتحمسين الذين يفرضون القانون بأنفسهم، عبر التمرد".
إذا نجحت حيل برلسكوني القديمة مرة أخرى، فإن بلاده - وبقية أوروبا - قد تتنفس بشكل غريب الصعداء، على أن كل المؤشرات تقول إن ذلك لا يمكن أن يكون إلا مجرد ربيع قصير الأجل.
يحذر أحد كبار رجال الأعمال الإيطاليين قائلا: "عاجلا أم آجلا سوف يختفي وسوف ينهار يمين الوسط. يسار الوسط يسير في الصحراء، لذلك فإن الأمر يتسم بالفوضى.
قد يكون هناك ائتلاف كبير، لكنه سيكون محدودا، والخطر الكبير هو أن هذا كله يعطي مساحة أكبر لحركة النجوم الخمس".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES