أخبار اقتصادية- محلية

وسط صراع إيطالي ـــ ألماني .. 3.5 مليار ريال واردات السعودية من المطابخ سنويا

وسط صراع إيطالي ـــ ألماني .. 3.5 مليار ريال واردات السعودية من المطابخ سنويا

وسط صراع إيطالي ـــ ألماني .. 3.5 مليار ريال واردات السعودية من المطابخ سنويا

وسط صراع إيطالي ـــ ألماني .. 3.5 مليار ريال واردات السعودية من المطابخ سنويا

وسط صراع إيطالي ـــ ألماني .. 3.5 مليار ريال واردات السعودية من المطابخ سنويا

تبحر البواخر العملاقة من شواطئ إيطاليا وألمانيا كل شهر محملة بالمئات من المطابخ لعملائها في السوق السعودية، وبمتوسط أسعار لا يقل عن 60 ألف ريال للمطبخ الواحد، فيما يصل سعر بعضها إلى 200 ألف ريال، حيث اشتهرت هاتان الدولتان بالسيطرة على هذه الصناعة، وهي تصميم وصناعة وتركيب المطابخ الحديثة في العالم.
وفيما يشبه الصراع أو الحرب على الحصة السوقية الضخمة في السعودية التي تقدر بنحو 3.5 مليار ريال سنويا من واردات المطابخ الأجنبية، شرعت تلك الشركات سواء بشكل مباشر أو عبر وكلائها في تطوير أساليب التسويق في السوق المحلية التي تعد الأضخم في الشرق الأوسط، والتي كان آخرها الاستعانة بالمشاهير و"الفانيشيستا" على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لخدماتهم.
ورغم وجود صناعة محلية للمطابخ في المملكة، ومنافسة الصينيين للإيطاليين والألمان إلا أن رغبة المواطن في اقتناء المطابخ المستوردة، وقفت عقبة أمام تميز الصناعة المحلية من جهة، وتوسع الصناعة الصينية من جهة أخرى.
"الاقتصادية" ترصد في هذا التحقيق ومن خلال جولة ميدانية حجم هذه السوق وأسباب تميز التصنيعين الإيطالي والألماني والإقبال عليهما من قبل المستهلكين في السعودية، وخبايا تلك الصناعة .. وهنا المحصلة:



حجم السوق
وفق البيانات المتاحة من قبل الجمارك العامة ووزارة التجارة والاستثمار، فإن واردات المملكة من المطابخ في عام 2017 تجاوزت قيمتها 3.5 مليار ريال، فيما يبلغ عدد السجلات التجارية لأنشطة المطابخ في المملكة 5534 سجلا تجاريا.
وهنا قال لـ "الاقتصادية"عيسى العيسى المتحدث الرسمي لمصلحة الجمارك العامة، إن واردات المملكة من المطابخ لعام 2017، بلغت قيمتها المالية 3.5 مليار ريال، حيث يعادل وزنها 442.6 مليون كيلو، مشيرا إلى أن الدول التي يتم استيراد المطابخ منها هي الصين، إيطاليا، تركيا، ألمانيا، بولندا، أمريكا، ماليزيا، إسبانيا، الإمارات، البحرين، فرنسا، تايوان، السويد، الهند، مصر، إندونيسيا، كوريا الجنوبية، البرتغال، التشيك).
وأوضح العيسى، أن مصلحة الجمارك العامة قامت بتسجيل مخالفات على بعض شركات المطابخ، حيث كانت كالتالي: عدم تسجيل هذا النشاط في السجل التجاري لذا يصعب تحديد المنتجات بدقة، مخالفات في المنشأ من خلال وضع دلالة منشأ لدولة أخرى تشتهر بجودة صناعتها غير دولة الإنتاج، تقديم فواتير أقل من القيمة الحقيقية ووضع علامات تجارية مضللة للمستهلك، استيراد أصناف غير مطابقة للمواصفات القياسية في السعودية.
وعلى هامش سيطرة الشركات الألمانية والإيطالية حول العالم والمملكة خاصة، قال عبد الرحمن الحسين المتحدث الرسمي باسم وزارة التجارة والاستثمار، إن عدد السجلات للشركات التي تحمل نشاط "تركيب وتجهيز وتأثيث المطابخ" 5534 سجلا تجاريا.
وضع السوق
يرى فارس آل إسماعيل أحد الزبائن، أن المطابخ الألمانية والإيطالية أصبحت موضة حديثة في كل منزل سعودي، حيث يدعو ذلك إلى التفاخر بين الأقارب بزعم صناعتها خارجيا، موضحا أن على المواطن والمواطنة تشجيع الصناعة المحلية للمطابخ.
من جانبه أشار محمد القحطاني أحد الزبائن، إلى أن أسعار المطابخ الألمانية والإيطالية عالية جدا وبينهما فروقات شاسعة، حيث يحكمها الشحن وتأخير صناعتها، مبينا أن المطابخ الإيطالية تسعى فقط لأشكال التصميم بعكس جودة المطابخ الألمانية وضمانها الطويل، فيما قال طارق العبيد أحد الزبائن، إن سوق المطابخ الألمانية والإيطالية يوجد فيها فرق في الأسعار ويلجأ إليها المواطن لضمان جودتها الطويلة المدى فقط، مبينا من خلال تجربة في منزله أن المطابخ عند تفصيلها يتم تركيبها متى ما تبقى من التكلفة 5 في المائة بعكس وجود بعض المشاكل والإمدادات فيها، وذلك يؤدي إلى التلاعب والتأخير.

إيرادات الشركات
من جهته أوضح خالد طفران مدير مبيعات إحدى الشركات الألمانية، أن الزبائن ترغب في التفصيل أكثر من المطابخ الجاهزة، حيث يمكن ذلك الزبون من تحديد الوزن والجودة المختارة والضمان الأطول، فيما تختص ألمانيا بالجودة فقط بعكس إيطاليا المهتمة بالألوان والأخشاب، موضحا أن أسعار المطابخ تحدد برغبة العميل والميزانية لديه كلما كانت المساحة للمطبخ أكبر كانت هناك زيادة في سعره، حيث إن أغلب المساحات المطلوبة تكون 4 في 4 بسعر يبدأ من 30 ألفا إلى 40 ألف ريال.
وبين طفران، أن الدخل الشهري للشركات يحدد من نسبة ما تم إنجازه من المطابخ في مقر المصنع وكل شهر يفرق صناعة عدد المطابخ بمثال أن الشركة في ألمانيا تقوم بتصنيع ما يقارب ألفي مطبخ في اليوم، وهذا متوسط التصنيع، بعكس باقي الأشهر قد تزيد أو تنقص وفي حالة أن الشركة تقوم بصناعة أقل من صناعة ألفي مطبخ يعتبر ذلك ركودا وشبه انخفاض لمبيعاتها.
من جانبه يرى هاني علي مدير فرع إحدى الشركات الإيطالية، أن المجتمع السعودي ينقسم إلى قسمين، 50 في المائة يبحثون عن الجودة في المطابخ و50 في المائة يبحثون عما يسمى "الديرتي" وتكون على مطبخ لواجهة المنزل ومطبخ لاحتياجات المنزل، مبينا أن التنافس بين الشركات الألمانية والإيطالية يكمن في المقاييس الأوروبية، حيث إن التخصص في التصميم الراقي يكون في إيطاليا، وصناعة المنتج تتوافر في ألمانيا.
وبين هاني، أن الأسعار للمطابخ تكون على حسب "القطعة" وهناك اختلاف في أسعار القطع من الجودة والموديلات، وكيفية تحديد الأسعار تكون على تسعير مبدئي ويبنى على المساحة التي يحتاج إليها العميل، والتصميم النهائي هو السعر الأخير، موضحا أن المطابخ الإيطالية البالغة مساحتها عشرة أمتار تبدأ من 40 ألفا حتى 150 ألف ريال، حيث إن المدة التي يصل فيها المطبخ للعميل من شهرين إلى ثلاثة أشهر وهذه الفترة تتعامل بها أكثر الشركات الإيطالية، مبينا أن الشركة سنويا تصنع ما يقارب 50 ألف مطبخ على مستوى العالم، وبذلك يبلغ متوسط الدخل الشهري ما يقارب نصف مليون.
من جهته أوضح أحمد عبد المنعم مدير إحدى الشركات، أن أسعار المطابخ تحدد حسب التصميم النهائي، حيث إن المساحة تشكل جزءا مهما والتصميم يشكل الجزء الأكبر من إجمالي السعر، مشيرا إلى أن أغلبية الشركات الكبرى تفتقد لوجود مصانع محلية لها وتعتمد على النصاعة في الخارج، وبذلك أكثر الشركات في المملكة تكون المهمة لديها التركيب وطلب "قطع المطبخ".
وأوضح عبد المنعم، أن الموديلات الإيطالية للمطابخ أعلى سعرا من الألمانية، باعتبارها تكون مصنعة وجاهزة وتكلفة إنتاجها وشحنها عالية، موضحا أن شركات المطابخ في المملكة تعاني تأخير نقل المطابخ الخارجية وفترة وصولها للسعودية، ما يجعل العميل قد يتنازل عن طلب المطبخ ويلجأ إلى المطابخ الجاهزة أو المتوافرة بالشركة.

موسم المبيعات
يرى هاني مدير فرع إحدى الشركات الإيطالية، أن موسم الصيف يعتبر الأكثر إقبالا من الزبائن، بسبب كثرة الأعراس والمناسبات التي يحتاج المواطن حينها إلى تأثيث المطبخ، ونهاية السنة الميلادية بسبب العروض المقدمة من الشركات، بعكس فترة الاختبارات النهائية وبداية دخول شهر رمضان يكون الإقبال على الشركات والمحال منخفضا.
المستثمرون
حسن آل الشيخ أحد المستثمرين في مجال المطابخ، يقول إن الاستثمار في المطابخ يعتبر جيدا لأصحاب رأس المال العالي ومجالا اقتصاديا ناجحا، حيث توجد منافسة بين القطاعات الخاصة والصناعة المحلية، موضحا أنه يوجد مستثمرون في مجال المطابخ بمسمى "موزعين" وهم مستوردون للمصانع المحلية مثل (الألمنيوم، إكسسوارات المطابخ، الأجهزة الإلكترونية) وهناك كبار في سوق الموزعين وأبرزهم "الجعيدي، البركة، السعدي".
وأوضح آل الشيخ، أن أسعار المطابخ ثابتة لا تتغير على حسب أمتار مساحة المطبخ، حيث أغلب الشركات للصناعة المحلية يراوح المتر فيها بين 500 و1000 ريال والشركات الألمانية والإيطالية يراوح المتر بين 2000 و3000 ريال، والطلب في سوق المطابخ اليوم في زيادة لكثافة السكان في المملكة وإنشاء الأحياء الجديدة التي يتطلب سكان الحي فيها تأثيث منازلهم.
من جهته قال تركي العامودي مستثمر ومالك لشركة مطابخ، إنه يجب على المستثمر التنوع في اختيار مشاريعه، حيث إن ذلك يسهم في تنويع الاقتصاد في المملكة ويعزز من الكفاءة في التجارة الخاصة، مشيرا إلى أن الاستثمار في مجال المطابخ يتطلب الخبرة الكافية لمعرفة إدارة هذا المشروع، حيث يعتبر من أصعب المشاريع الاستثمارية لوجود منافسة قوية في سوق المطابخ، مؤكدا أن الصناعة المحلية للمطابخ تفتقد الخبرة الكافية بوجود الأيادي العاملة المتوافرة، ما جعل المواطن يلجأ إلى طلب تصميم المطبخ الخاص من دول الخارج أو الحصول على المطابخ الجاهزة في الشركات والمحال حسب المساحة المطلوبة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- محلية