Author

أحلامك المجنونة .. افعلها

|

قال أحد الحكماء "حين نكبر سنندم ليس على الأمور التي فعلناها، بل على التي لم نفعلها وكان بإمكاننا فعلها". أرسلت لي قارئة صورا جميلة يكاد الفرح ينطق فيها، وأكاد أشعر بأنفاس المرح بين جنباتها، بل ستعتقدون أني أبالغ إن قلت لكم، أكاد أسمع صوت ضحكاتهم فيها!
تقول هذه القارئة العزيزة (اليوم اتبعت حلمي الصغير وقررت أن أعود طفلة وأعيش مشاعر الشقاوة التي حرمتني منها زوجة أب قاسية، قمت بعمل مسابقة بعنوان "دغدغني عايزة أضحك" وقمت بدعوة أمهات العائلة وأبنائهن وكانت قوانين المسابقة تقتضي أن يقوم كل طفل بدغدغة والدته، وأكثر أم تستمر بالضحك تفوز هي وابنها أو ابنتها بهدية قيمة) تقول في البداية الكل سخر من حلمي الصغير المجنون لكن بعد أن أقنعتهم وعملنا أول مسابقة لا يمكن أن تتخيلي كمية السعادة والبهجة التي شعرنا بها لدرجة أننا اتفقنا على إقامتها بشكل شهري)!
تلك الأوقات الجميلة بين الأم وأبنائها ستظل محفورة في الذاكرة!
أتعرف أيها القارئ؟
لقد شعرت بالسعادة حين قرأت اسم المسابقة فكيف بمن عاش التجربة؟
صدقني أخطر اختيار ستندم عليه بعد مرور السنين هو أن تتخلى عن أحلامك الصغيرة المجنونة، مهما كانت أحلامك مجنونة ومستحيلة في نظر المحيطين بك فضع في اعتبارك أنها أحلامك أنت، لا أحلامهم هم، وأنك لست مسؤولا عن إرضائهم بالتخلي عنها، وإن فعلت ذلك فأنت شخص مهزوم من الداخل، لا تمتلك الشجاعة والجرأة لتحميها.
أحلامك التي "شطحت" في عقلك يوما ما قم بتحقيقها، ما دامت في إطار الدين والأخلاق فلا تخش أحدا!
قد ترغب في ركوب لعبة مرعبة في مدينة ملاه فيقول لك الآخرون "وش ذا الهبال وأنت هذا كبرك"، لا تنصت لهم، اركبها وعش مشاعر الطفل في داخلك صدقني ستستمتع فربما في طفولتك لم تسنح لك الفرصة ولن تسنح لك في شيخوختك فعشها الآن!
قد ترغب في الذهاب لعملك "بسيكل" أو على "بعير"، أمنية مضحكة لكن ما المانع أن تطبقها إن كنت تشعر في داخلك برغبة حقيقية ستدفعك للمتعة و"الفرفشة" مع من حولك!
مثل هذه الأحلام البسيطة الصغيرة .. ستندم حين تكبر وتصبح عجوزا أنك لم تفعلها وتستمتع بلحظاتها الممتعة المضحكة مع أحبتك!
أما الأحلام الكبيرة فسينهش الندم كل جزء من ذاكرتك.. ويعاتبك على كل لحظة خوف قيدتك ولم تدفعك لتحقيقها!

اخر مقالات الكاتب

إنشرها