Author

السعودية والإمارات .. وحكاية العضيد

|

كان الرجل العربي قديما يفرح حين تنجب زوجته ولدا، ويفرح أكثر حين تلد ولدا آخر حتى يكون "عضيدا" لأخيه. ملحمة "العضيد" في عصرنا هذا نراها مجسدة في العلاقات الأخوية الضاربة جذورها بعمق التاريخ بين السعودية والإمارات الشقيقة، فمنذ تأسيس الدولتين وتاريخهما يحكي قصة "العضيد"، فرغم كل الأحداث التي مرت بها المنطقة العربية والخليجية خصوصا إلا أنها لم تزد هذه العلاقة إلا رسوخا ومتانة وصلابة، في ظل علاقات دولية في هذا العالم المضطرب تبنى على المصالح الخاصة والشخصية التي غالبا لا تصمد هشاشتها أمام الأحداث.
من يقرأ صفحات التاريخ سيدرك أن قوة هذه العلاقة ومتانتها لم تكن وليدة اليوم أو البارحة، بل كانت من أيام حكم الشيخ زايد آل نهيان ــ رحمه الله ــ حيث بدأت هذه العلاقات الأخوية في النمو على مختلف الأصعدة بينه وبين جميع الملوك الذين تعاقبوا على الحكم في المملكة وصولا للعلاقة الأخوية المتينة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بأخيه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وكذلك العلاقة الأخوية المتينة للشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي وأخيه الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي.
هذا الثقل الذي تمثله المملكة والإمارات جعل منهما صمام الأمان الإقليمي في ظل مخاطر خارجية تهدد المنطقة وتهدف إلى التدخل في الشؤون الداخلية ليس لدول الخليج فقط بل للدول العربية بشكل عام.
في حكاية "العضيد" أنت لا تحتاج إلى أقوال حتى تبرهن على صدق الحكاية بل تحتاج إلى أفعال وحقائق، وهذا ما نعيشه واقعا مجسدا بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ففي أزمة قطر كان التوافق تاما والآراء موحدة في التعاطي مع الأزمة، وفي التحالف العربي لإعادة الشرعية لليمن كانت الإمارات من أكثر الدول المشاركة بعد المملكة في زفاف أرواح أبنائها الشهداء بكل شجاعة وتضحية، وفي المناسبات الاجتماعية المتبادلة ستجد الحضور الجميل لكلتا الدولتين، وفي الأيام الوطنية للدولتين ستجد أن كل شعب يحتفل باليوم الوطني للآخر وكأنه يومه الوطني، وفي أيام العطل والإجازات سترى تدفق السياح السعوديين على الإمارات، حيث الأخوة والإحساس بالأمان.
إن سألوك يوما وكنت سعوديا أو إماراتيا ما هي حكاية العضيد؟ فأظنك ستعرف الجواب.

 

اخر مقالات الكاتب

إنشرها