الطاقة- النفط

النفط يهبط دولارا وسط انتعاش الآمال بارتفاع الطلب في 2018

النفط يهبط دولارا وسط انتعاش الآمال بارتفاع الطلب في 2018

تخلت أسعار النفط عن مكاسبها الأولية وهبطت أكثر من دولار أثناء تعاملات نهاية الأسبوع مع صعود الدولار الأمريكي في أعقاب بيانات قوية للوظائف في الولايات المتحدة.
وما زالت أسواق الطاقة تلقى دعما من التزام قوي بتخفيضات إنتاجية تقودها منظمة "أوبك" وتوقعات بارتفاع الطلب العالمي في 2018.
وبحسب "رويترز"، هبطت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت لأقرب استحقاق 1.44 دولار، أو 2.07 في المائة، إلى 68.26 دولار للبرميل، بينما انخفضت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 1.20 دولار، أو 1.8 في المائة، إلى 64.70 دولار للبرميل.
وخلال الأسبوع الماضي ارتفعت أسعار النفط مدعومة بالالتزام القوي من قبل المنتجين في "أوبك" بتخفيضات الإمدادات، حتى مع صعود إنتاج الخام الأمريكي فوق عشرة ملايين برميل يوميا للمرة الأولى منذ 1970.
وفي كانون الثاني (يناير) صعد الخامان القياسيان كلاهما لخامس شهر على التوالي مع تحقيق برنت مكاسب قدرها 3.3 في المائة في حين سجل الخام الأمريكي قفزة بلغت 7.1 في المائة، في أقوى بداية للعام لبرنت في خمس سنوات وللخام الأمريكي في 12 عاما.
وأظهر مسح أن "أوبك" واصلت الشهر الماضي الالتزام باتفاق تخفيضات الإمدادات الذي تقوده المنظمة، ورفع بنك "جولدمان ساكس" توقعاته لثلاثة أشهر لسعر برنت إلى 75 دولارا للبرميل من 62 دولارا، وتوقعاته لستة أشهر إلى 82.50 دولار من 75 دولارا.
لكن المسح أظهر أن أسعار النفط من غير المرجح أن تتقدم كثيرا فوق 70 دولارا للبرميل في 2018، بالنظر إلى المنافسة الشديدة بين "أوبك" وصناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة.
ورفعت أكبر المصارف العالمية توقعاتها لأسعار النفط في العام الجاري، وذلك بسبب وضعية هيكل الأسعار الحالي الذي تحول من الـ "كونتانجو" إلى الـ "باكورديشين"، إضافة إلى تحسن العوامل الأساسية في السوق، وبقاء المخاوف المرتبطة بالعوامل الجيوسياسية.
وتوقع بنك "جي بي مورجان" الأمريكي أن العقود الآجلة للنفط الخام المتداولة في لندن ستقترب من مستوى 78 دولارا بداية الربع الثاني من العام الحالي، لافتا إلى أن صناديق التحوط رفعت رهانها على الاتجاه الصاعد لأسعار خام برنت.
ونقل تقرير للبنك الأمريكي عن محللين اقتصاديين أن أسعار النفط الخام تلقت دعما واسعا من هبوط الدولار، مشيرا إلى أن التأثير طويل الأجل لخفض الإنتاج بالتزامن مع الطلب المتزايد على الخام سيظلان الدافع الرئيسي لإعادة التوازن في السوق واستمرار ارتفاع الأسعار.
وأوضح التقرير الدولي أنه على المدى الطويل من المرجح أن النفط سيتعافى أكثر وأكثر حيث من المتوقع أن تنمو الاقتصادات الصاعدة في آسيا بمعدل سنوي قدره 4 في المائة خلال العقد المقبل، مشيرا إلى أن نموها سيؤدي إلى زيادة استهلاك النفط العالمي بنسبة 38 في المائة.
وأضاف التقرير أنه "على الرغم من طفرات الإنتاج الأمريكي من النفط الصخري ومن الحقول البحرية إلا أنها لا تستطيع أن تواكب سرعة نمو الطلب، حيث إن هناك تحديا أمام المنتجين لتوفير 36 مليون برميل إضافية يوميا من النفط لتلبية احتياجات الاستهلاك في قطاع النقل فقط في الصين والهند وجنوب شرق آسيا".
ولفت تقرير "جي بي مورجان" إلى استمرار نمو الشحن البحري والجوي، منوها بأن كليهما يعتمد اعتمادا كبيرا على الوقود الأحفوري وسيؤدي أيضا إلى زيادة الطلب على النفط بشكل خاص.
وذكر التقرير أنه على الرغم من التعافي الحالي والسريع في الأسعار، إلا أن السوق لم تستكمل بعد كافة جهود استعادة التوازن وعلاج المشكلات السابقة، لافتا إلى أنه بالنسبة إلى المستقبل القريب فإن التقلبات ستظل راسخة بقوة في أسواق النفط، مشيرا إلى أنه من الصعب التنبؤ بمسار النفط على المدى القصير.
ورفع "جولدمان ساكس" الأمريكي و"سوسيتيه جنرال" الفرنسي توقعاتهما لأسعار برنت وخام غرب تكساس الأمريكي بفضل "الباكورديشين"، وهي الحالة التي يصبح فيها سعر عقود النفط الآجلة في المستقبل أقل من أسعارها الآن، فيما تصبح الأسعار المستقبلية أعلى في حالة "الكونتانجو" من الأسعار الحالية، وهو ما يشجع على تخزين النفط بدلاً من بيعه لتحقيق مكاسب أعلى مستقبلاً.
وقال "جولدمان ساكس"، "إن الزيادة الحالية في أسعار النفط جاءت بدعم زيادة الطلب، والتزام "أوبك" بخفض الإنتاج، وتوقع أن يوسع الخام مكاسبه ويتجاوز التوقعات".
وأضاف البنك الأمريكي في مذكرة أن "الارتفاع الذي تشهده أسعار النفط في الوقت الحالي مدفوع بالسياسات القوية ونمو الطلب العالمي، وارتفاع الامتثال لخفض الإنتاج من جانب منظمة "أوبك".
وبالنسبة إلى توقعات "جولدمان ساكس" لأسعار خامي برنت ونايمكس خلال العام الجاري، فقد جاءت عند 62 دولارا و57.5 دولار للبرميل على التوالي، وتوقع البنك أن تشهد هذه التوقعات مزيداً من الارتفاعات العام الجاري. على الجانب الآخر أعرب البنك عن مخاوفه تجاه مستوى الأسعار في 2019 مع زيادة نشاط الإنتاج وزيادة التحوط.
أما مصرف "سوسيتيه جنرال" الفرنسي فقد عدل توقعاته لأسعار برنت، من 58 دولارا إلى 62 دولارا خلال العام الجاري، ورفعها كذلك لخام غرب تكساس إلى 57.75 دولار، من 54 دولارا سابقاً، مع انخفاض تخمة المخزونات النفطية، ومع تحول الأسعار إلى "الباكورديشين".
وتوقع البنك الفرنسي بقاء "الباكورديشين" خلال كامل العام مع تحسن العوامل الأساسية والعوامل غير الأساسية، وبقاء المخاوف الجيوسياسية، وأن يستقر متوسط سعر برنت في السنوات المقبلة على مستوى 65 دولارا للبرميل، بحلول عام 2022.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط