أخبار اقتصادية- خليجية

قرقاش: الموقف الإماراتي مرآة للتوجه السعودي .. شراكة استراتيجية

قرقاش: الموقف الإماراتي مرآة للتوجه السعودي .. شراكة استراتيجية

قرقاش: الموقف الإماراتي مرآة للتوجه السعودي .. شراكة استراتيجية

قال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، إن معالجة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن الحصيفة لأزمة عدن، تفادت فتنة سببها غياب الحكمة، مشددا على ضرورة التأكيد لأصحاب الفتن ولمحبي التصيّد في المياه العكرة أن الموقف الإماراتي مرآة للتوجه السعودي.
وأشار إلى أن "الأولوية لهزيمة الحوثي ومشروعه"، مضيفاً أن الحوار اليمني الجدي مطلوب للتعامل مع قضايا حقيقية تراكمت سلبياً.
وأضاف قرقاش في سلسلة من التغريدات على حسابه بموقع التواصل "تويتر" أمس: "سرني البارحة تأكيد سياسي يمني مهم قوله إن موقف الإمارات في اليمن نبيل وسيكتب التاريخ بحروف من ذهب عن فزعتها لجيرانها وتضحيات أبنائها وشفافية موقفها".
وأكد أن معالجة التحالف الحصيفة لأزمة عدن تفادت فتنة سببها غياب الحكمة من كل الأطراف، الأولوية لهزيمة الحوثي ومشروعه، والحوار اليمني الجدي مطلوب للتعامل مع قضايا حقيقية تراكمت سلبيا.
وتابع وزير الدولة الإماراتي: "وكما نحن مطالبون بالدعوة إلى حسن تدبير الأمور وتقديم الأولويات من دون تناسي المطالب، فنحن أيضا مطالبون بالمبادرة سياسياً في ضوء التصدعات الكبيرة في موقف التمرد الحوثي وشرعيته".
وشدد قرقاش على أنه "من الضروري التأكيد لأصحاب الفتن ولمحبي التصيّد في المياه العكرة أن الموقف الإماراتي مرآة للتوجه السعودي، نبني شراكة استراتيجية تشمل أزمة اليمن وتتجاوزها".
وأنهى وزير الدولة الإماراتي تغريداته بالقول إن "الإعلام العربي المسؤول لا يشوه المواقف الإقليمية افتراءً، بل ينطلق من قراءته للسياسات التي أقحمت نفسها في الشأن العربي، لا يمكن للفعل إلا أن يكون له ردّ فعل".
وتمثل العلاقات السعودية - الإماراتية، قوة ضاربة يمكنها العمل لتحقيق مصالح الأمة العربية والدفاع عنها في المحافل الدولية، وقد أثبتت الأحداث قوة ومتانة هذه العلاقات على المستويين الرسمي والشعبى.
وجمعت المملكة والإمارات علاقات تاريخية استمرت وثيقة وقوية، وهي علاقات أخوية ضاربة في جذور التاريخ، وتعززها روابط الدم والمصير المشترك.
ولم يكن تأكيد الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، على أن العلاقات بين البلدين قائمة على أرض صلبة إلا دليلا واضحا على قوة ومتانة العلاقة.
وكان الشيخ محمد بن زايد قد ذكر أن المسؤولية التاريخية والمشتركة للبلدين تجاه المتغيرات والمستجدات قائمة على أرضية صلبة من التعاون والتفاهم والتآزر، وما التحالف العربي إلا أحد أوجه العمل الناجح، الذي أسهم في وضع حد لتدهور المنظومة الأمنية للمنطقة.
وقال إن دولة الإمارات تقف بقوة وثبات مع السعودية أمام التحديات كافة التي تواجه دول وشعوب المنطقة على أسس راسخة من التضامن الأخوي والتنسيق الموحد، موضحا أن تعاون وتعاضد دول المنطقة بشأن القضايا والتحديات التي تواجهها مطلب أساسي وحيوي.
وبين أن السعودية والإمارات تدركان تماما حساسية المرحلة وحجم التحديات والمخاطر المحدقة بهذه المنطقة وبمستقبلها ومستقبل دولها وشعوبها.
فالسعودية والإمارات هما صمام الأمان للأمن القومي العربي، حيث تسعى قيادتا البلدين إلى تحقيق أكبر قدر من التوافق والتنسيق السياسي والأمني العربي في مواجهة الأخطار كافة، في ظل توافق رؤى الجانبين حول أهمية الوقوف يداً واحدة في مواجهة محاولات التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.
والعلاقات بين البلدين كانت ومنذ عقود، مميزة وقائمة على الرابطة الدينية والأخوّة العربية والتراث الاجتماعي المشترك، ولكنّ هناك مقوّمًا آخر للعلاقة بين الدولتين، وهو الأمن الوطني لكل منهما، حيث صار هذا المقوّم أكثر أهمية بسبب التحوّلات الإقليمية والعالمية.
وتعتبر العلاقات القوية والاستراتيجية بين السعودية والإمارات مستندة إلى أسس متوافقة تجاه قضايا المنطقة والعالم، ويجد المراقبون أن العلاقة بين الرياض وأبوظبي تعد ركنًا أساسيًا من أركان الأمن الجماعي في مجلس التعاون الخليجي والأمن القومي العربي.
وشكلت العلاقات الثنائية نموذجًا للتعاون والتبادل المشترك بين دولتين، إذ تعمل كل من السعودية والإمارات على التعاطي بشكل موحد في القضايا والمستجدات من خلال مبدأ التكاتف في مواجهة التحديات، التي ظهرت بشكلها الواضح في قضايا اليمن وإيران، وغيرها من الصعوبات التي تواجه المنطقة، ما شكل سدًا منيعًا أمام تلك التحديات، وهو ما شكل منظومة الأمن والاستقرار في المنطقة كلها، خاصة مع ما تتميز به سياسة البلدين، سواء على المستويين الإقليمي أو العالمي، من توجهات حكيمة ومعتدلة، ومواقف واضحة في مواجهة نزعات التطرف، والتعصب والإرهاب، والتشجيع على تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات.
وعقد لقاءات واسعة ذات زخم بشري وموضوعي بين مسؤولي البلدين، ضمن «خلوة العزم» التي تعد رافدا قويا لتعزيز العلاقات بين البلدين، المنبثقة من مجلس التنسيق السعودي - الإماراتي، الذي أُعلن في أيار (مايو) 2016 بمدينة جدة، بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي.
وتهدف «خلوة العزم» إلى تفعيل بنود الاتفاقية الموقعة بين البلدين بإنشاء المجلس، ووضع خريطة طريق له على المدى الطويل، كما تناقش ضمن أجندتها ثلاثة محاور استراتيجية بين البلدين، تختص بالجانب الاقتصادي، والجانب المعرفي والبشري، والجانب السياسي والعسكري والأمني.
وأجمع مسؤولون وسياسيون سعوديون وإماراتيون، على أن العلاقات بين قيادتَي وشعبَي البلدين، تعدّ نموذجاً مثالياً يتخطى طموح أي دولتين متحالفتين في العالم.
وأكدوا أن هذه العلاقات التاريخية لم تكن أقوى في أي مرحلة سابقة مما تشهده في الوقت الراهن من تطابق، بداية من الرؤى والمواقف وانتهاءً بدماء شهدائهما الذين دشّنوا لعلاقة تاريخية جديدة حين ضحوا بحياتهم دفاعاً عن شرعية اليمن وأهله ونصرة للحق، وحرصاً على تماسكه ووحدته وإنقاذه، بما يرسخ للأمن القومي العربي، متفقين على أن الأزمات الأخيرة زادت من الروابط بين البلدين على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية والإعلامية.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- خليجية