Author

السعودية والإمارات..الوطن واحد والمصير واحد

|
العلاقات بين الدول تحكمها الأعراف الدبلوماسية والمصالح المشتركة، هذه هي القاعدة التي تقوم على أساسها الوشائج بين بلد وآخر، وبالتالي فإن المواقف عرضة للاهتزاز لأي متغير يطرأ على أي منهما، فقد يتم خرق العرف الدبلوماسي لهذا السبب أو ذاك، كما أن المصالح قد تضيق أو تتسع تحت مؤثرات لعبة الأمم واحتياجات الشعوب ومقدراتها، إلا أن العلاقة بين البلدين الشقيقين السعودية والإمارات ضربت أروع الأمثلة في الشموخ؛ لأن العرف الدبلوماسي والمصالح يصدران عن روحانية سامية ومناقبية أصيلة ليصبح كلاهما ــ العرف والمصالح ــ مندمجين في تلك الروحانية والمناقب، ما يمنحهما على الدوام ضمانة بأن يكونا هما بذاتهما مكرسين بموقف مشترك واحد له أبعاده المعنوية العميقة مثلما له دوره الراسخ والاستراتيجي في أن يكون كلا البلدين الشقيقين لحمة واحدة قلبا وقالبا. هذه العلاقة الفريدة والأكثر تميزا بين البلدين الشقيقين العربيين الخليجيين باتت معروفة ومشهودا لها على مدى تاريخ البلدين سواء في محيطهما العربي أو الإقليمي أو الدولي، وهي كانت وما زالت وستظل - بإذن الله- كذلك؛ لأن قيادتي البلدين ظلتا على الدوام حريصتين كل الحرص على السمو بهذه العلاقة لإيمانهما بأنهما في مصير مشترك تجمعهما أبعاد تاريخية وثقافية واجتماعية، فشعب السعودية مثله في هذه الأبعاد مثل الشعب الإماراتي الشقيق، فيما الزعامتان كانتا على الدوام تعملان على أن تكون التنمية والفعل الحضاري في البلدين في أفضل مستويات التحقق، بما يضمن للشعبين الشقيقين والأسرة الخليجية كل أسباب الأمن والاستقرار. إنما كان قد كرسته الأعمال والمواقف الشاهقة التي قام بها الشيخ زايد ــ رحمه الله ــ سواء لدولة الإمارات العربية في صيانة وحدتها سيادتها والعمل على رقيها وتحديثها، أو فيما قدمه من جهود حكيمة ورؤى ثاقبة لتمتين العلاقة الأخوية بالمملكة، ما زال يجد في قيادة الإمارات اليوم الحرص على السير في الطريق ذاته بكل عزم وحزم وبكل شرف ونبل تعبر عنه هذه العلاقة الأبوية بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ــ حفظه الله ــ والشيخ محمد بن زايد، وكذلك العلاقة الأخوية الحميمة بينه وبين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهي علاقة تشهد بها المواقف الثابتة الصادقة والشجاعة في مختلف الظروف التي مرت بها دول المجلس أو المنطقة. وقد كانت قيادتا البلدين معا ضد الأعمال الإرهابية والمتطرفة ومعا أيضا في الدفاع عن أمن واستقرار الخليج والحقوق العربية، ومعا كذلك في شرف الوقوف لنصرة الشرعية في اليمن وفي التصدي للمؤامرات والدسائس الرعناء التي تقف وراءها حكومة الولي الفقيه في طهران وأذرعها الإرهابية كالحوثيين وحزب الله ممن تستخدمهم لتنفيذ أجندتها الإجرامية المدانة على نطاق العالم. تلك المواقف الحاسمة الصادقة التي قامت بها القيادة الإماراتية لدرء المخاطر وحماية السلم الاجتماعي، كانت تسير معها سابقا ولاحقا جهود مدهشة بذلها الشيخ محمد بن زايد، جعلت من الإمارات واحدة من منارات التنمية الأكثر تألقا في العالم فباتت مقصدا للسياح والزائرين من مختلف أقطار الدنيا؛ ما يؤكد جلال ما أنجز من أعمال ومدى ما بلغته من رقي وحداثة، وبما يعني أن موارد البلاد وفي صدارتها القوى البشرية الإماراتية، هي صانعة هذا التحول التنموي الكبير، كما أنها في الوقت ذاته ذخيرة المواقف الشجاعة والأمينة في حماية هذه التنمية وسيادة الدولة والدفاع عن منطقة الخليج من كل الأخطار والأطماع. لقد كان خير السلف في الإمارات هو اليوم متألقا أيضا في خير الخلف، يحس به مواطنو الإمارات والأشقاء في الخليج، بل إن الشعب السعودي يدرك مدى الحب الذي يكنه الشيخ محمد بن زايد على نحو خاص للمملكة، والذي ترجمه فعلا وقولا يسموان بنبله في كل المواقف والظروف، وحتما تثمن له القيادة السعودية ومواطنو المملكة ذلك، كما تثمن للحكومة الإماراتية وللشعب الإماراتي الشقيق صادق الحب وشرف الموقف.
إنشرها