Author

«هيئة الرياضة» .. نظرة للمستقبل

|

رغم قلة متابعتي للشأن الرياضي بشكل عام إلا أن التغيير الذي يحدث في "هيئة الرياضة" في فترة قصيرة بات حديث الشارع وقد لاحظت أن المختلفين والمعارضين لإدارة "رئيس الهيئة" يجمعون على نجاحه في إدارة ملفات صعبة ومعقدة كان مجرد الاقتراب منها أمرا مستحيلا. ولعل قدرة «هيئة الرياضة» على السيطرة على التعصب الرياضي، ومواجهة الفساد، وتطبيق الأنظمة بشفافية وعدالة، وغيرها من الملفات تؤكد البداية القوية الناجحة لمرحلة جديدة من العمل الرياضي. الذي أتمناه من "رئيس الهيئة" وجهازه الإداري هو تعزيز التخطيط الاستراتيجي والعمل المؤسسي لهيئة الرياضة حتى لا تبقى النجاحات مرتبطة بوجود أو رحيل أشخاص وهو أمر تعانيه بعض مؤسسات الدولة التي تغلب فيها رؤية الشخص على رؤية المؤسسة وتنتهي المنجزات برحيله ثم نعود لنقطة البداية، والخاسر بغياب العمل المؤسسي هي الدولة والمجتمع.
أما ما يهمني هنا هو "صناعة الموارد الرياضية" وقد أسست الدولة فيما سبق بنية تحتية هائلة لهذه الصناعة تضمنت أندية، ومدنا رياضية، ومعاهد تدريب، ومستشفيات رياضية، ولكن الجميع يعرف أن تراجعا حدث في السنوات الأخيرة يتطلب إعادة العمل وفق التوجهات الحديثة لصناعة الموارد الرياضية، وهذا يتطلب التركيز من وجهة نظري على بعض الأمور منها:
أولا: العمل بجهد مضاعف لإنهاء ملف "الخصخصة" الذي سيضمن لنا نقل نوعية في العمل الرياضي وفق المؤشرات التنافسية التي نجحت فيها الدول الأخرى، وتحويل الأندية من عبء على الدولة إلى مؤسسات ناجحة مستقلة، وسينعكس هذا على طريقة الإدارة الرياضية واختيار الكفاءات والاستقلالية والمرونة في قرارات التطوير والتغيير.
ثانيا: التوسع في "إنشاء الأكاديميات الرياضية" لمختلف الألعاب وتشجيع الاستثمار في هذا الجانب وتسهيل الشروط الخاصة للراغبين في الاستثمار حتى لو تطلب الأمر دعم الهيئة المادي لها فهي ستكون المورد الأول للمواهب الرياضية وربما من المناسب دعم اللاعبين القدامى المؤثرين في مختلف الألعاب للانخراط في هذا المشروع الوطني الذي نتمنى أن نراه في كل حي من أحياء المدن، فهي ستغنينا عن إنشاء مزيد من الأندية، ويمكن تعزيز ذلك من خلال الشراكة مع مراكز الأحياء وأمانات المدن وغيرها.
ثالثا: إعادة النظر في خريطة الأندية الموجودة فكثير منها بلا فاعلية والإحصائيات تقول إن هناك نحو 200 ناد رياضي على مستوى المملكة وأرى أن بعضها يتطلب الإلغاء أو الدمج مع أندية مجاورة لتكون أكثر فاعلية.
رابعا: لدينا نحو 15 مدينة رياضية على مستوى مناطق المملكة إضافة إلى سلسلة من "بيوت الشباب" وكلها تتوافر فيها تجهيزات رياضية هائلة من ملاعب ومسابح وصالات متنوعة ومسارح وقاعات وغيرها، لكن المؤسف أن هذه المدن لم تستغل بشكل مثالي لخدمة المجتمع فهي تفتح أبوابها لأسابيع محدودة في السنة لبعض المنافسات ثم تغلق أبوابها على مدار العام وهذا هدر كبير ليس من المنطقي استمراره ولا بد من البحث عن حلول لاستثمارها على مدار العام بالشراكة مع المؤسسات الحكومية والأهلية.

إنشرها