الطاقة- النفط

أكبر صناديق التحوط العالمية: النفط سيعتلي 80 دولارا للبرميل في 2018

أكبر صناديق التحوط العالمية: النفط سيعتلي 80 دولارا للبرميل في 2018

ارتفعت أسعار النفط اليوم الثلاثاء، بدعم من النمو الاقتصادي الجيد واستمرار تخفيضات الإمدادات من جانب مجموعة من الدول المصدرة من بينها منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وروسيا.
وسجلت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 69.38 دولار للبرميل بحلول الساعة 07:56 بتوقيت جرينتش بارتفاع قدره 35 سنتا، أو ما يعادل 0.5 في المائة، مقارنة مع السعر في التسوية السابقة وهو مستوى لا يبعد كثيرا عن الأعلى في ثلاث سنوات، الذي سجله في 15 كانون الثاني (يناير) عندما بلغ 70.37 دولار للبرميل.
وسجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 63.93 دولار للبرميل بارتفاع قدره 36 سنتا، أو ما يعادل 0.6 في المائة، عن التسوية السابقة. وارتفع الخام إلى أعلى مستوياته منذ كانون الأول (ديسمبر) 2014 في 16 كانون الثاني (يناير) عند 64.89 دولار للبرميل.
وتوقعت شركة BBL للسلع "أكبر صناديق التحوط العالمية تركيزا على سوق النفط" أن سعر خام برنت سيرتفع إلى 80 دولارا للبرميل هذا العام، مع الانخفاض السريع في المخزونات العالمية نتيجة تخفيضات الإنتاج التي تنفذها "أوبك" وحلفاؤها.
وتشير توقعات مخزونات الخام في الولايات المتحدة التي يصدرها معهد البترول الأمريكي إلى انخفاض المخزونات للأسبوع الثامن على التوالي، وتسجيلها مستوى أدنى جديد خلال ثلاث سنوات.
وكان صندوق النقد الدولي عدل أمس صعوديا توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي في عامي 2018 و2019 إلى 3.9 في المائة لكليهما، بزيادة قدرها 0.2 نقطة مئوية عن التحديث السابق في تشرين الأول (أكتوبر).
وأكد معهد إكسفورد الدولي لدراسات الطاقة، أن العالم لا يزال بحاجة إلى كثير من النفط الخام حتى لو زاد النفط الصخري إلى الضعف أو حتى إلى أربعة أضعاف ليسجل مستوى عشرة ملايين برميل يوميا أو 20 مليون برميل يوميا، مشددا على أن سوق النفط الخام في العالم يحتاج إلى زيادات تصل إلى ما بين 70 إلى 80 مليون برميل يوميا في الفترة من 20 إلى 30 عاما المقبلة.
وأوضح المعهد، في تقرير دولي أعده سبنسر دال، كبير الاقتصاديين في "بي بي" وبسام فتوح مدير المعهد، أن السعودية وغيرها من المنتجين الخليجيين يتمتعون بأكثر احتياطيات نفطية منخفضة التكلفة في العالم، مشيرا إلى أنه على الرغم من ذلك هناك جهود جيدة تبذلها دول الخليج من أجل التحول إلى اقتصاديات متنوعة.
وأشار التقرير الدولي، إلى أن ارتفاع الطلب على النفط الخام على المدى الطويل هو أمر موضع اتفاق بين أغلب الدوائر المعنية بالصناعة، مشيرا إلى أن تحديد توقيت ذروة الطلب على النفط هو أمر غير دقيق وفي غير محله.
وقال التقرير، إن ارتفاع الطلب يعزز وضعية المنتجين منخفضي التكلفة الذين سيكونون أكثر تفوقا وازدهارا من الناحية الاقتصادية من منتجي النفط المستخرج باهظ الثمن.
وأضاف التقرير، أن تحديد ذروة الطلب على النفط كان من القضايا الرئيسة التي تشغل عالم الطاقة على مدى العامين الماضيين، وقد برزت هذه الفكرة بشكل أكبر خلال عام 2017 في ظل بيانات قوية عن ارتفاع مستمر في مستوى الطلب، مشيرا إلى أنه إذا استمر ارتفاع أسعار النفط في عام 2018 سيبدأ مستوى نمو الطلب في التذبذب مما يجدد الحديث مرة أخرى عن توقيت ذروة الطلب.
واعتبر التقرير، أن الدول التي تعتمد على عائدات النفط بشكل كامل تحتاج دوما إلى سعر أعلى بكثير للحفاظ على النظام الاجتماعي في اقتصاداتها، مشيرا إلى أن تكلفة استخراج برميل النفط في الشرق الأوسط قد لا تتجاوز عشرة دولارات، ولكن في المقابل هناك حاجة إلى الأسعار العالية لتمويل الميزانيات الاجتماعية ولتقديم دعم إلى الوقود ولقطاع الطاقة بشكل عام.
وذكر التقرير، أن التحدي الأهم الذي يواجه المنتجين التقليديين هو تعظيم القدرات للاستفادة من إمكانية استخراج النفط بتكلفة زهيدة والعمل على استقطاب مزيد من حصص السوق وتحفيز الطلب إلى جانب الإسراع في خطط التكيف الاقتصادي وبناء القدرات.
وفي سياق متصل، مالت أسعار النفط الخام إلى تسجيل مكاسب جديدة بفعل رفع صندوق النقد الدولي لتوقعاته للنمو الاقتصادي العالمي خلال العام الجاري وعزز الارتفاعات جهود "أوبك" والشركاء المستقلين في خفض الإنتاج وتقييد المعروض النفطي العالمي إلى جانب توقعات انخفاض المخزونات النفطية إلى أدنى مستوى في ثلاثة أعوام.
وفي هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية" جوران جيراس، مساعد مدير بنك "زد إيه إف" في كرواتيا، أن نجاح اجتماع المنتجين في مسقط أدى إلى نتائج إيجابية على السوق، وأرسل رسالة مفادها تمسك المنتجين بالتعاون لخفض الإنتاج والتأكيد على أن هدفهم الرئيس هو المخزونات وليس الأسعار، مشيرا إلى أن لقاءات قادمة قريبة ستجمع المنتجين في الرياض في نيسان (أبريل) وفي فيينا في حزيران (يونيو) المقبل مما يعمق المشاورات المستمرة والتقييم المتواصل لتطورات السوق.
وأوضح أن الدورين السعودي والروسي كانا محورين في تهدئة مخاوف السوق من تحذيرات لوكالة الطاقة بحدوث فيضانات من الإنتاج الصخري، لافتا إلى أن الدولتين تمسكتا بجهود التعاون المشترك وإطالة أمد أطر التعاون بعد المكاسب السابقة سواء في الأسعار أو تقلص المخزونات ما يدشن لاستراتيجية تعاون طويلة المدى.
من جانبها، قالت إيرينا سلاف، المحللة في "أويل برايس"، إن المنتجين يستهدفون توازن السوق بشكل مستدام ولا يفضلون مستويات الأسعار شديدة الارتفاع وهذا الاتجاه تدعمه السعودية وروسيا، ولذلك من المحتمل أن تطرأ تغييرات على إعلان التعاون في حزيران (يونيو) أو بنهاية مدة الاتفاقية في ختام العام الجاري.
وأضافت، أن ارتفاع الأسعار استفاد منه المنتجون الأمريكيون بشكل رئيس حتى الآن وأن الارتفاعات قد يكون لها جانب إيجابي وانعكاسات مفيدة أيضا قبل طرح شركة أرامكو للاكتتاب العام في النصف الثاني من العام الجاري.
بدوره، قال ردولف هوبر، الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، أن الإنتاج الأمريكي وصل بالفعل إلى مستوى 9.9 مليون برميل يوميا، مشيرا إلى أن الارتفاع لا زال مستمرا ولا يعرف أحد أين ولا متى ستنتهي موجة ارتفاعات الإنتاج الأمريكي؟ ولا ما حقيقة قدرات الولايات المتحدة الإنتاجية؟.
وأضاف، أن البعض يبالغ في التقديرات ويرى أن الإنتاج الأمريكي يمكن أن يذهب إلى 15، أو 20، أو 50 مليون برميل يوميا، حيث يجد الحفارون الصخريون الأمريكيون دوما طرقا أكثر من أي وقت مضى لخفض التكاليف، معتبرا أن منتجي "أوبك" والمنتجين المستقلين التقليديين سيواجهون تحديات صعبة إذا حدث ذلك ـــ بحسب تقديره ـــ لافتا إلى أن وضع ذروة الطلب على النفط غير واضح .
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط