أخبار اقتصادية- محلية

العلا .. عاصمة التاريخ القديم ووجهة العالم الجديد

العلا .. عاصمة التاريخ القديم ووجهة العالم الجديد

العلا .. عاصمة التاريخ القديم ووجهة العالم الجديد

العلا الوادعة بين جبلين أشمين، على مر عصورها، كطريق لتجارة الحرير القديم وكعاصمة للتاريخ والآثار الإنسانية الشاهدة على حضارات تعاقبت بين جنباتها، تعود برعاية ملكية سعودية لتصدر المشهدين المحلي والعالمي، إثر إنشاء هيئة مختصة تعنى بماضيها وتطوير حاضرها ومستقبلها، بترؤس ولي العهد محمد بن سلمان بن عبدالعزيز مجلس إدارتها، فيما يقوم الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود على إدارة دفة برامجها الطموحة، لتضاف هذه المحافظة بكامل مقوماتها إلى رصيد "رؤية السعودية الجديدة 2030" كنقطة جذب سياحي واستثماري فارقة على المستويين الإقليمي والعالمي باستهدافها أكثر من مليون سائح سنويا.

ربط وجذب

منذ اللحظات الأولى للإعلان عن ضوابط إصدار التأشيرة السياحية والطلبات الخارجية لم تتوقف، بحسب كثير من المكاتب العالمية المختصة، في إشارة رمزية وعملية واضحة إلى حجم السوق المقبل ثقافيا وسياحيا واقتصاديا. حيث المردود المالي جزء لا يتجزأ من عوائد أشمل وأعم في عرف صناعة السياحة، التي ستقودها العلا محليا بمقومات تراثية وطبيعية وجغرافية منافسة.
وكما ربطت العلا جغرافيا وتاريخيا بين ثقافات متعددة وحضارات متنوعة، جعلتها في زمن ما طريقا للحرير الرابط بين حضارات المشرق والمغرب، وفي زمن آخر رابطا بين شمال الجزيرة العربية وجنوبها عبر رحلتي الشتاء والصيف المعروفة. هي اليوم مؤهلة لجذب سياحي متميز تنصهر بين جنباته رؤى التسامح والتعايش الديني والثقافي بريادة سعودية.

قيمة استثنائية

إذ تعد مدائن صالح العلا اليوم قيمة عالمية "استثنائية" وهي الشهادة التي تقرها اتفاقية التراث العالمي الموقعة من 148 دولة حول العالم لكل موقع يُدرج في "قائمة التراث العالمي". هذه القيمة الاستثنائية هي ما تحقق لأربعة مواقع سعودية حتى الآن بفضل جهود حكومية عليا تقودها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وشركاؤها الفاعلون منذ تأسيسها قبل أكثر من 15 عاما.
تكامل المنتجات الثقافية الخالصة، التي تميزت بها هذه البلاد عن غيرها، برعاية الهيئات والأندية المستحدثة، جنبا إلى جنب مع مدن وبنى تحتية سياحية بمواصفات عالمية، هو ما سيجعل لهذه المحافظة وقعا متميزا على مستوى السمع العربي والاهتمام العالمي، فضلا عن المواطن المستهدف أولا وأخيرا، سواء بوصفه زائرا تلبي هذه المدن حاجاته السياحية واحتياجات أسرته الترفيهية، أو بوصفه طالبا للعمل سيجد في هذه المشاريع فرصا وظيفية عالمية، متوجة ببرامج ابتعاث عليا بدأت الهيئة عبر حسابها في "تويتر" الإعلان عنها فيما خصصت أولوية التسجيل لأبناء المحافظة ذاتها.

بوصلة التنمية

فلم يعد يخفى على أحد أن السياحة بوصفها صناعة عالمية تعد اليوم من أهم مصادر الدخل، وقبل ذلك توفير الوظائف وتدوير العمل والاقتصاد. ولنا في دول عربية تضررت صناعتها السياحية بفعل الحروب مثل بسيط عن الآثار السلبية المترتبة على انهيار هذه الصناعة، فكيف هي الحال ببلد مستهلك فقط لهذه الصناعة كالمملكة العربية السعودية خارج حدوده دون استفادة تذكر.
الأكيد أن بوصلة التنمية بحسب "رؤية السعودية 2030" وإدارة صندوق الاستثمارات العامة لم يعد لها اتجاه واحد فقط، بل عدة اتجاهات، شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، كما أنه لم يعد لها مصدر واحد للدخل، بل عدة مصادر طبيعية وصناعية واستثمارية أيضا. توجت الأخيرة بصناديق تكنولوجية تستثمر في المستقبل بالقدر ذاته الذي نستثمر فيه مقدرات البلد الجغرافية والتاريخية.
وسيبقى التاريخ شاهدا لهذه الجهود الوطنية المخلصة من قبل ولي العهد الشاب وفريق حكومته بتوجيهات من خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تجاه تحرير اقتصاد البلد بتحرير منتجاته المادية والتراثية والثقافية أولا ثم بتهيئة المدن العالمية الطموحة كفرص مثلى للاستثمارات المحلية والعالمية، ما يعود بالنفع وبالخير الوفير على الجميع.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- محلية