Author

السياحة الخليجية لم تعد ترفا .. عُمان أنموذجا

|

يحظى قطاع السياحة باهتمام كبير لدى جميع دول مجلس التعاون الخليجي كإحدى السبل لتنويع موارد اقتصادات هذه الدول. وقد نجحت دولة الإمارات العربية نجاحا ملحوظا في جذب كثير من الاستثمارات الأجنبية وزيادة عدد الزوار من مختلف دول العالم. وتسعى عمان والمملكة العربية السعودية والبحرين إلى تذليل العقبات ومواجهة التحديات لتنمية هذا القطاع المهم. وليس ببعيد عن الأذهان المشروعات التنموية الضخمة التي أُعلِنت في المملكة، مثل مشروعات "نيوم" و"البحر الأحمر" و"القدية". لا شك أن تنمية قطاع السياحة أصبحت ضرورة وليست ترفا في هذه الدول، لحاجتها إلى تنويع مصادر دخلها من جهة، ولما تمتلكه من مقومات طبيعية مثل المياه الدافئة والرمال الجميلة، إضافة إلى موقعها المناسب والآثار الجذابة التي تمتلكها، مثل العلا في المملكة وبعض الآثار في سلطنة عمان، علاوة على توافر الاستقرار السياسي والبنى التحتية الحديثة كالطرق والمطارات والفنادق ونحوها. وتزداد فرص تنمية قطاع السياحة في دول الخليج العربية مع استمرار الاضطرابات وعدم الاستقرار في معظم الوجهات السياحية التقليدية في الدول المجاورة.
استمتعت بقضاء إجازة قصيرة في سلطنة عمان قبل أيام؛ فكانت رائعة بكل تفاصيلها، خاصة في أجواء مناخية دافئة نسبيا، لا تقل عنها طبيعة الشعب العماني الذي يأسر الزائر بالطيبة والتعامل الراقي، زرت خلالها الشواطئ الجميلة والمنتجعات الرائعة والقلاع التاريخية. وخلال هذه الزيارة جاءت فكرة هذا المقال الذي يحمل إيجابيات كثيرة لن أتمكن من سردها بالكامل، إلى جانب بعض التحديات والمقترحات لتنمية السياحة في عمان خصوصا ودول مجلس التعاون عموما. ومن نقاط القوة للسياحة في سلطنة عمان ما يلي:
1. طيبة أفراد الشعب العماني وتسامحهم وميلهم الفطري إلى المساعدة.
2. الأمن والاستقرار وقلة المتسولين في الشوارع والميادين مقارنة ببعض الدول العربية الأخرى.
3. الهدوء وجمال الطبيعة، خاصة المناطق الجبلية المجاورة لمدينة مسقط، إضافة إلى وجود بعض الشواطئ النظيفة مثل شاطئ القرم.
4. تكاثر الطيور في محميات غابات أشجار القرم أمر يزيد البهجة والمتعة لدى زوار عمان.
5. الالتزام بأنظمة المرور، ما يجعل السفر في أرجاء السلطنة آمنا وممتعا.
6. امتلاك السلطنة إمكانات السياحة الشتوية في مسقط وما جاورها من جهة، والسياحة الصيفية في مرتفعات صلالة من جهة أخرى.

وعلى الرغم من ذلك، هناك تحديات أو صعوبات تحتاج إلى توقف وحلول عاجلة، منها:
1. تسيطر بعض المنتجعات والفنادق الكبيرة على شواطئ جميلة، بحيث لا تترك أمام العامة أي منفذ للاستفادة منها أو من الشواطئ المجاورة لها.
2. من المستغرب عدم وجود تطبيقات متقدمة لخرائط جوجل Google Maps في السلطنة، ما يهدر كثيرا من وقت السائح في البحث عن المواقع المرغوبة، أو يضطره إلى التوقف المتكرر للسؤال عن الاتجاهات، خاصة مع قلة اللوحات الإرشادية.
3. قلة الإعلانات عن المناطق الطبيعية الجميلة أو عن العروض الموسمية السياحية.

في الختام، هناك حاجة إلى مزيد من الجهود لتطوير قطاع السياحة في عمان خصوصا ودول الخليج عموما، ومنها:
1. توحيد التأشيرات السياحية بين دول الخليج أسوة بتأشيرة "شنجن" في الدول الأوروبية، بحيث يكون الحصول على تأشيرة لدخول إحدى الدول الخليجية كافيا لدخول الدول الأخرى.
2. طرح مبادرة لتشجيع السياحة الدولية Gulf Pass بحيث يستطيع السائح الدولي زيارة ستة أماكن ــ على سبيل المثال ــ في دولة واحدة أو في عدة دول بسعر مخفض.
3. تشجيع السياحة البينية في دول الخليج.
4. ضرورة العمل على توطين الوظائف في قطاع السياحة والمهن المرتبطة به مثل سيارات الأجرة والاستقبال في الفنادق ونحوهما.

إنشرها