Author

لم يعد لك

|

أستغرب اندفاع بعضنا للتواصل مع أشخاص يتجاهلونهم. من لا يرد على اتصالاتك ورسائلك واهتمامك هو يوجه لك رسالة مباشرة تقول لك: "لست من أولوياتي". لا أتحدث هنا عن موقف عابر أو اتصال يتيم. أتحدث عن تجارب مختلفة ومتراكمة خضتها مع هذا الشخص وولدت لديك إحساسا متعاظما بتجاهلك بعد أن أعطيته أكثر من فرصة لكنه لم يعد إليك، لأنه في الحقيقة لم يعد لك. عليك أن تحفظ ما تبقى من كرامتك وانصرف عن طريقه واتجه إلى من يتطلع إلى مجرد قراءة حرف يهطل من أصابعك. هناك كثير ممن يرجون معانقة صوتك، توجه لهم بقلبك وروحك.
لا يوجد أدنى شك أن كثيرا ممن نحب مشغولون ومنهكون، ويجب أن نعذر تقصيرهم في التواصل الدائم والحضور السخي إثر ظروفهم لكن رسالة قصيرة لن تعطل مشاريعهم وحياتهم بل ربما تزدها توسعا ونجاحا. ومكالمة واحدة لن تضرهم بل تسعدهم وتبهجهم إذا كانت لك مكانة في أعماقهم.
في زحام العمل والرحلة القاسية لتأمين لقمة العيش قد نجد صعوبة بالغة في البقاء بجوار أحبتنا، لكن دائما نتحسس هواتفنا ونبحث عن رسائلهم وأخبارهم وحروفهم وصورهم. الرد عليهم لا يزعجنا وإنما يسعدنا. ربما لا يمكن أن نمنحهم ما يشتهون من تعبير وعبير لكن لا يمكن أن نرميهم بالتجاهل والغياب، ليس من أجلهم فحسب بل من أجلنا كون تفاعلنا معهم يضيئنا ويشعلنا ولا يشغلنا. فلا يمكن أن يجتمع الاحترام مع الإهمال. فمن يحبك سيوجد الوقت لك. من الجميل أن تعذر مرة أو مرتين أو حتى ثلاثا. لكن أن يكون مصيرك هو الاستبعاد المزمن فيجب عليك إدارة ظهرك له والبحث عما يستحق عطرك وابتسامتك.
وتأكد أن من يرغب في بقائك في محيطه لن يدعك تذهب، وإنما سيتمسك بك بألف طريقة. من يحبك لا يبتعد عنك وإنما يقترب منك.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها