Author

يزرع المخدر في منزله ويهدد أسرته

|

حالة مستفزة لكنها واقعية ويعيشها أشخاص ممن فقدوا القدرة على السيطرة على إدمانهم ووقوعهم تحت تأثير نزواتهم الشخصية، هذه الحالة ــ والعياذ بالله ــ هي مرض لا بد أن بوادره كانت ظاهرة من الأساس، ولعل الأسرة كانت تراقب انخراط الأب بشكل غير منطقي في حالة الخنوع والخضوع للمخدر كوسيلة للتعامل مع الضغوط، ثم وسيلة للبحث عن السعادة، ثم مرض لا يمكن أن يعالجه سوى التوجه إلى جهات الاختصاص.
عندما تجاوز الوضع النفسي والأسري لرجل ستيني حالة المتعة الزائفة وتحول إلى مهدد لكل من حوله وأولهم زوجته وبناته، وعندما أصبح خاضعا لآثار التدمير النفسي والجسدي للمخدر، بل أصبح زارعا له في منزله، وصلت الحالة إلى مرحلة اللاعودة، وهذا استدعى تدخل الجهات الأمنية والتعامل بشدة معه.
شدني في الموضوع أن الأثر الخطير الذي تركه هذا الرجل على نفسية وصحة عائلته، لم يكن ليدفعهم في البدايات إلى البحث عن الحلول الأمنية والقانونية والصحية لحالة رب الأسرة، وهذا موضوع مهم لكل من يضطر إلى التعامل مع من يصبحون ضحايا للإدمان. الإدمان هو مرحلة يصعب الخروج منها، لكن الرقابة الدقيقة للعلاقات الأسرية وأسلوب حياة كل أفراد الأسرة والتعامل السريع مع التغيير في نمط التعامل وأشكال التفاعل والوضع الصحي بشكل عام ضروري لحماية الجميع.
قد لا تكون أسرة هذا الشخص قادرة على التفاعل مع التغييرات التي لا بد أنهم لاحظوها فيه، لكن الأسر الأخرى قادرة في حالات كثيرة على كشف ظواهر وأشكال التغيير التي يمكن الخلوص منها إلى عدم توازن الفرد وأهمية البحث عن علاج لحالته من البداية.
لهذا تقدم المستشفيات وجمعيات الدعم وغيرهما من مؤسسات التعامل مع المخدرات وسائل عديدة، تعين الأسرة على معرفة مؤشرات معينة في السلوك والتعامل، تدل على ضرورة العمل المبكر للتدخل في الحالات التي قد تكون مبكرة، وتسمح للأسرة بحماية مكوناتها من الإدمان وخطره.
هذه الجمعيات والمستشفيات مطالبة اليوم بأن تكون أكثر تفاعلا وقربا من كل المحتاجين لتوفير الدعم والرعاية التي يحتاج إليها كل المهددين بالانغراس في وحل المخدرات التي تعتبر من أكبر ما يمكن أن يؤثر في الأسرة والوطن وهي تفقده أعز ما يملك لمستقبل غير معلوم.

إنشرها