FINANCIAL TIMES

مغزى إضافة الرنمينبي إلى سلة الاحتياطي الألماني

مغزى إضافة الرنمينبي إلى سلة الاحتياطي الألماني

ارتفع سعر صرف عملة الصين: الرنمينبي بعد أن قال البنك المركزي الألماني "بوندسبنك" إنه سيضيف العملة الصينية إلى احتياطاته من العملات، وهي خطوة ينظر إليها على أنها تعزز تدويل العملة الصينية، حتى قبل تدشينها عملة قابلة للتحويل بالكامل.
قال أندرياس دومبريت، عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الألماني، في المنتدى المالي الآسيوي في هونج كونج يوم الإثنين الماضي، إن البنك المركزي "قرر تضمين الرنمينبي في احتياطي العملات لدينا".
وأردف: "يتم استخدام الرنمينبي بشكل متزايد كجزء من احتياطيات النقد الأجنبي لدى البنوك المركزية، على سبيل المثال، أدرج البنك المركزي الأوروبي من قبل الرنمينبي (عملة احتياطية)".
تأتي هذه الخطوة بعد أن أصبح الرنمينبي العملة الخامسة في عام 2016 التي تنضم إلى سلة حقوق السحب الخاصة التابعة لصندوق النقد الدولي، وهي عبارة عن مجموعة من العملات الاحتياطية التي تُستخدَم بديلا عن الدولار.
اتخذ مجلس البنك المكون من ستة أعضاء قرارا بالاستثمار في أصول الرنمينبي في منتصف عام 2017، لكنه لم يعلن عن هذا الأمر في ذلك الوقت. ولم يتم الدخول في أية استثمارات حتى الآن؛ والتحضيرات لعمليات الشراء مستمرة.
إدراج الرنمينبي في سلة احتياطيات البنك المركزي الألماني يؤكد أهمية الصين المتزايدة في المشهد المالي العالمي، وهو علامة على السياسات الرامية إلى جعل العملة أكثر قابلية للتداول بحرية على الصعيد الدولي.
بدأ البنك المركزي الأوروبي شراء أصول الرنمينبي في العام الماضي، معلنا في حزيران (يونيو) الماضي، عن أنه دخل في استثمارات بقيمة 500 مليون يورو بالعملة الصينية.
وقال دومبريت: "التطور الملحوظ من وجهة النظر الأوروبية خلال السنوات القليلة الماضية، كان الدور الدولي المتزايد للرنمينبي في الأسواق المالية العالمية".
يوم الإثنين الماضي، قال يواكيم فيرملينج، عضو مجلس إدارة البنك المركزي الألماني المسؤول عن احتياطي المخزون البالغ 167 مليار يورو: "قرار قبول الرنمينبي هو جزء من استراتيجية تنويع طويلة الأمد، وهو دلالة على الدور المتزايد للعملة الصينية في النظام المالي العالمي. إضافة إلى الدولار والين، كنا نستثمر بالدولار الأسترالي منذ عام 2013، ونتطلع للاستثمار في عملات أخرى".
في الأسبوع الماضي، قرر بنك الشعب الصيني التخلي عن آلية أنشأها أخيرا لدعم الرنمينبي وحمايته ضد هروب رؤوس الأموال، في إشارة إلى ارتفاع الثقة بالعملة. وقال دومبريت إن هذه الخطوة هي "شيء نرحب به كثيرا".
قال ستيوارت جاليفر، الرئيس التنفيذي لبنك HSBC، في كلمة له في المؤتمر نفسه إن تدويل الرنمينبي سيحظى بمزيد من الدعم من مبادرة الحزام والطريق الجديدة، التي تدعو إلى إقامة روابط بنية تحتية لربط الصين بشكل وثيق مع وسط وجنوب شرق آسيا، والشرق الأوسط، وأوروبا وإفريقيا، وتطوير سوق السندات الخضراء في آسيا.
وقال جاليفر: "هاتان المبادرتان ستحركان تدويل الرنمينبي. الرنمينبي. . . لديه في الأصل بعض الزخم من حيث إدراجه ضمن حقوق السحب الخاصة.
وفي الوقت الذي نواصل فيه رؤية تطوير الحزام والطريق، وفي الوقت الذي نواصل فيه رؤية تطور التمويل الصديق للبيئة، سيتم إنجاز الكثير من هذا في الرنمينبي، وهذا سيزيد من استخدام الرنمينبي أكثر حتى من قبل".
تدويل العملة الصينية لا يزال يواجه رياحا معاكسة لا يستهان بها.
قال دومبريت: "لا يزال مستوى احتياطات الرنمينبي صغيرا مقارنة بالدولار أو اليورو". وتابع: "هو يتقدم من خلال عدد من الخطوات الصغيرة لكن بعض هذه الخطوات الصغيرة تشمل خطوات قليلة إلى الوراء. وفي الآونة الأخيرة، يبدو أن عملية تدويل الرنمينبي فقدت قليلا من الزخم".
التدابير التي اتخذت خلال الأشهر الـ 18 الماضية للحد من تدفقات رؤوس الأموال من الصين، كانت من بين العوامل التي تعرقل تدويل العملة.
أضاف دومبريت أن إطار سعر صرف الرنمينبي يفتقر إلى الشفافية، في حين أنه كان لدى بعض المراقبين، من الاتحاد الأوروبي أيضاً انطباع بأن تدخلات كتومة في السياسة النقدية من الصين كانت تهيمن عليه.
كان الرنمينبي في البر الصيني مسموحا بتداوله في نطاق 2 في المائة على جانبي السعر اليومي الذي يحدده بنك الشعب الصيني، أي أنه أقوى بنسبة 0.7 في المائة مقابل الدولار يوم الإثنين الماضي عند 6.4186 رنمينبي، في حين أن الرنمينبي في الخارج، الذي لا يقيده نطاق التداول، كان أقوى مقابل الدولار بنسبة 0.5 في المائة عند 6.4260 رنمينبي، وهو نطاق مستويات غابت عن المشهد منذ أواخر عام 2015.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES