FINANCIAL TIMES

بكين تستنشق الهواء عقب تنقية الجو من التلوث

بكين تستنشق الهواء عقب تنقية الجو من التلوث

أدت التدابير الصارمة الهادفة إلى خفض التلوث في المناطق المحيطة ببكين خلال الأشهر الأخيرة من 2017، إلى وجود هواء نظيف ونقي بشكل غير عادي في العاصمة، متفادية المضاعفات الجانبية للانتعاش الاقتصادي على الصعيد الوطني، وفقا لبيانات جديدة.
أغلقت السلطات عددا من المصانع ومنعت المقيمين في المقاطعات المجاورة لبكين من استخدام الفحم لتدفئة منازلهم خلال فصل الشتاء، في محاولة أخيرة لتحقيق أهداف خفض الانبعاثات في عام 2017.
كما طردت بكين أيضا مئات الآلاف من العمال المهاجرين إلى قراهم ومناطق أخرى، وأزالت عدة أحياء مجاورة محيطة بالمدينة. قوالب الفحم ذات النوعية الرديئة المستخدمة في تدفئة القرى والأحياء الفقيرة المجاورة، تمثل نصف الفحم المستهلك في بكين والمناطق المحيطة في فصل الشتاء.
نتيجة لذلك، انخفضت انبعاثات المادة الجسيمية 2.5- وهي مقياس للجزيئات الصغيرة جدا في الهواء - بنسبة 33 في المائة في المنطقة المحيطة لبكين خلال الربع الأخير من 2017 مقارنة بالفترة نفسها خلال العام الماضي، وفقا لدراسة أجرتها "السلام الأخضر"، المجموعة المدافعة عن البيئة. جاء هذا الانخفاض رغم انتعاش النمو وارتفاع استخدام الطاقة الكهربائية.
على الصعيد الوطني، انخفضت مستويات المادة الجسيمية بنسبة 4.5 في المائة فقط في عام 2017 مقارنة بعام 2016، لأن كثيرا من أنشطة التلوث تحول إلى أماكن أخرى في الصين. وقد اشتملت التدابير الأخرى التي اتخذت للتقليل من الجسيمات في الهواء، على وضع أغطية على مواقع البناء وفرض قيود على الوقود.
بذلت الحكومة أقصى جهودها لتحقيق أهدافها لأن 2017 كان الأخير ضمن حملة مكافحة التلوث التي دامت خمس سنوات، بحسب ما ذكر يانج فوكيانج، كبير مستشاري مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية، وهي جماعة مختصة بالبيئة.
وقال إن من المتوقع أن تكون الأهداف الجديدة خلال السنوات المقبلة أكثر تشددا من قبل. وأضاف: "أدركت الحكومة أنه يمكنها تحقيق نتائج جيدة طالما كانت جادة لحل المشاكل".
قبل تنفيذ تلك التدابير الصارمة الهادفة إلى خفض التلوث الصناعي، ارتفعت مستويات المادة الجسيمية 2.5 في المنطقة المحيطة ببكين بنسبة 6 في المائة على أساس سنوي، في الفصول الثلاثة الأولى من عام 2017.
كان الهواء الأنقى ملحوظا بشكل أكبر في بكين، على الرغم من الغضب الشعبي إزاء إخلاء المهاجرين المفاجئ والعنيف في بعض الأحيان. عادة ما يتميز فصل الشتاء في بكين بنوبات من الضباب الدخاني الخانق.
قال الرئيس الفرنسي عمانويل ماكرون يوم الأربعاء الماضي في ختام زيارة دولة دامت ثلاثة أيام إلى الصين: "لم أر من قبل بكين في مثل هذه الحالة أبدا". كما أشاد بالإجراءات التي اتخذتها بكين والمتمثلة في إغلاق مصانعها. "يبين هذا أن لديهم القدرة السريعة وحتى القاسية".
كما أشاد الرئيس ماكرون أيضا بالدعم الذي قدمته الصين لاتفاقية باريس، التي تعهدت فيها البلدان باتخاذ تدابير للحد من الانبعاثات وتفادي التغير المناخي. تتوقع الصين بأن تزيد انبعاثات الكربون لديها حتى 2030.
مع ذلك، كشفت في عام 2012 عن خطة وطنية متطورة لتوقف الصناعة في شمال الصين عن استخدام الفحم، وتحويل المصانع نحو استخدام شبكة الكهرباء الوطنية.
الإجراءات التي اتخذتها بكين والهادفة إلى القضاء على مصادر حرق الفحم، بما في ذلك المراجل الصناعية ومواقد التدفئة السكنية، لم تواكبها أعمال تنفيذ البنية التحتية الجديدة للغاز.
نتج عن ذلك ارتفاع في أسعار الغاز وردت الحكومة من خلال الحد من استخدام الغاز في المناطق الرئيسية في الصين، قبل التساهل والسماح للمقيمين في المناطق الريفية بتدفئة منازلهم من خلال استخدام الفحم.
تعرض الحكومة الآن حوافز إضافية، بما في ذلك تقديم قروض من البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، لتوسيع البنية التحتية للغاز الطبيعي.
ومن المتوقع أن تعمل خطة مكافحة التلوث على زيادة استخدام الصين للغاز بشكل لا يستهان به على الأمد الطويل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES