Author

بئر زمزم

|

يستمر العمل في تطوير موقع بئر زمزم للتيسير على زوار البيت الحرام وعمّاره، وحماية الطائفين من آثار الازدحام الذي يسببه وجود موقع البئر قريبا بهذا الشكل من المطاف. مع هذا العمل الجبار يستمر الزوار والعمار في القدوم والحصول على كل الخدمات بشكل قل نظيره في أي مكان آخر.
يأتي في السياق ظهور مجموعة من الشائعات عن وجود نبع آخر قريب من الموقع الحالي لماء زمزم، وهي البئر التي تستمر في العطاء منذ أكثر من ستة آلاف عام دون توقف أو تأثر، مهما كان الضغط عليها كبيرا.
تعتبر السنوات الأخيرة مساوية لجميع ما مر بهذه البئر طول حياتها من الاستهلاك. كل هذا بسبب الأعداد الهائلة من الحجاج والزوار، فعدد من يقدمون إلى المملكة اليوم لأداء العمرة والحج يتجاوز في السنة الواحدة ما كان يفد إليها في مائة سنة في قرون مضت، بل إن الأعداد الكبيرة من سكان المملكة الذين يزورون الحرم خيالية، ولا يحضرني رقم لها، لكن الجميع يشاهد حجمها، وإجازة المدارس الحالية أكبر دليل.
ناهيك عن الكميات الهائلة التي تستخرج من البئر وترسل في أنحاء العالم بدءا بالمسجد النبوي ثم مساجد المملكة، وصولا إلى أغلب دول المعمورة. هذه الحال العجيبة التي تمثلها بئر زمزم من العطاء المستمر المتجدد هي من المعجزات الإلهية التي بين ظهرانينا.
ثم إن التأكيد أنه ليس هناك مصدر آخر غير العين التي يتم العمل عليها اليوم أمر يزيد المرء إعجابا وإيمانا بهذا المصدر العظيم الذي منحه المولى - جل وعلا - نبيه إسماعيل، حين تركه أبوه إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - في أرض لا ماء فيها ولا كلأ، وهو ما رصده قوله - تعالى - "ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم"، وهو يمثل الثقة العظمى لنبي الله بأن ربه سيتولاهما بعنايته.
ثم إن "زمزم" تعني الكثير روحانيا لكل المسلمين، فهي لما شُربت له، كما أكد نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -. تلكم أسس بنيت عليها عملية تأهيل الموقع ليكون سهلا ومتوافرا لكل من يريد أن ينهل من هذه البئر المباركة. وهي المرتبطة بمكونات الحج والعمرة لدى المسلمين، أمران نمارسهما تأسيا بسنة نبينا محمد وجده إبراهيم - عليهما السلام -.

إنشرها