Author

شاب بلا جلد

|
تم تشخيص موين يونس وهو في شهره الثاني بإصابته باضطراب انحلال البشرة الفقاعي، وهو اضطراب نادر يؤدي إلى ظهور بثور وتقرحات على سطح الجلد. ومن سوء حظ يونس أنه أصيب بأشد أنواع هذا الاضطراب شراسة؛ إذ يتطلب أن يغير الضمادات التي يلفها على كل أرجاء جسده يوميا في عملية تستغرق 6ــ8 ساعات يوميا، فضلا عن بقائه في حوض الاستحمام ما يزيد على ساعة ونصف يوميا للتخلص من بقايا الضمادات السابقة قبل ارتداء الجديدة. ظلت أمه شافية تقوم بذلك طوال 18 عاما من دون انقطاع يوما واحدا. بعد أن اكتشفت معاناة ابنها كرست حياتها له. توقفت عن دراستها وأحلامها وعملها لمساعدة فلذة كبدها. تقول في تقرير مؤثر بثته قناة بي بي سي البريطانية: "قلقة على مستقبل ابني عندما أصبح عاجزة. من سيقوم بتغيير الضمادات له". رغم التعب الذي يكسو وجهها وهي تتحدث على الشاشة، كانت تحاول أن تمنح المشاهدين أملا: "سمعت أن بعض المصابين بهذا الاضطراب تزوجوا، أرجو أن أراه متزوجا"، قاطعها ابنها: "من ستتزوجني؟". التفتت نحوه ورأسها يكاد يسقط من رقبتها كمدا قبل أن تنتقل الشاشة إلى جسد موين المكتظ بالجراح، وهو يتضور ألما، وعيناه تحتشدان بالدموع. عندما شاهدت هذا الڤيديو القصير عن موين أدركت حجم النعم التي لا تعد ولا تحصى ونتمتع بها من دون أن نحمد الله عليها. فهل سبق أن تأملنا جلدنا وشكرنا الله عليه؟ قليل منا فعل ذلك. علينا أن نعلم أن هناك الآلاف الذين يعانون مثل يونس. يعيشون بلا جلد يحميهم ويقيهم. لدي ولديك ملايين النعم التي تستوجب الشكر، وقبلها أمهاتنا اللاتي حملننا وربيننا واعتنين بنَا حتى ارتفعنا. نحتاج أن نمتن ونشكر إزاء هذه النعم الوفيرة. شكرا لشافية على سخائها، ولكل أمهاتنا "الشافيات" على بذخهن في العطاء والرعاية.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها