Author

التفاعل مع المواطن

|
بعيدا عن الخلافات التي يبتكرها عشاق الهاشتاقات والبحث الدائم عن مواطن الخلاف التي يبدع في استغلالها من يحاولون أن يؤثروا في الرأي العام، تأتي مبادرات محددة لتذكرنا جميعا بالعلاقة الحميمة التي تربط بين القيادة والشعب. هناك كثير ممن يمتهنون البراجماتية الاقتصادية التي لا تربط القرارات بالفئات كافة التي تتأثر بالقرار الاقتصادي، هذه البراجماتية تدفعهم إلى عدم التفاعل مع الواقع الذي يعيشه المواطن. نتحدث هنا عن كثير من التغيير الذي يريده المخططون في فترة قصيرة، هم بهذا يريدون أن يحرقوا المراحل للوصول إلى هدف مثالي، لكن الحالة البشرية تتطلب كثيرا من المراعاة والتأمل في القرارات. جاء نتيجة لذلك توجيهات سديدة من القيادة تطالب المخططين بالتريث في تنفيذ القرارات لأثرها الاجتماعي المهم في المواطنين على مستويات مختلفة. هنا يتأكد أمر أساس يجب أن نلاحظه جميعا وهو أن اختلاف الرأي مهما بدا مشتتا للمجهود وبعيدا عن الواقع، فهو لا يعني أبدا سوء النيات، وإنما عدم الإحاطة بالآثار السلبية التي تنتج في العادة عندما نتعامل مع الإنسان كجزء من المكون الأشمل والأهم وهو الوطن. هذا يعني أن كثير مما نشاهده اليوم من القرارات التي تؤجل تحقيق توازنات اقتصادية معينة، هو في الواقع تفاعل مع المتلقي واحتياجاته وقدرته على تقبل التغيير. هذا ما يؤدي في النهاية إلى تعميق الثقة بين المواطن وقيادته كمرجعية مهمة لاتخاذ القرارات وتصحيحها عند الحاجة لتحقق الغرض منها، ولكن بوجود الجميع معا في مركب واحد يضمن الوصول إلى الهدف بانسيابية ومنهجية إيجابية. قرارات حماية المواطن من غلاء المعيشة التي تهدف إلى تخفيف المعاناة عن المواطن تضع مزيدا من الضغط على المخططين وهم يعودون لمراجعة توقعاتهم، وكيفية تحقيق النتائج المطلوبة بالقدر الأكبر من القبول والمراعاة لمن يتأثرون بهذه القرارات. واضح أن مهندس "الرؤية" ولي العهد عندما اقترح بدل غلاء المعيشة، كان يراقب الأثر والقبول لدى المجتمع بكل فئاته، ولهذا اقترح على خادم الحرمين الشريفين أن يكون هناك قدر أكبر من الدعم للمواطنين بكل فئاتهم. عندما تكون الرؤية ذات توقعات عالية، سيكون علينا جميعا أن نتفاعل مع هذه التوقعات. يعيننا في المجال التواصل المستمر بين القيادة والمواطن وتلمس النتائج والدفع للأمام بكل ما يضمن استمرار الحياة الكريمة والقبول الأشمل للقرارات، وهو ما تعودنا عليه من قيادتنا، فشكرا خادم الحرمين الشريفين.
إنشرها