Author

3 مدن ذكية على مسار التنمية النوعية

|
المواطن هو محور التنمية في هذا العهد الزاهر الميمون، هكذا جاء في كلمة المهندس عبد اللطيف بن عبد الملك آل الشيخ وزير الشؤون البلدية والقروية في افتتاح اللقاء السنوي للقطاع البلدي وشركائه "بلدي 2017"، لكن أهم عباراته جاءت بعد ذلك وهو يؤكد أنه ليس أمام العاملين في الوزارة إلا مواكبة التطوير وتدارك المستقبل للحاق بركب العالم المتقدم. من يقرأ هذه التصريحات يدرك أن الطريق الذي رسمه خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين أصبح واضح المعالم و"رؤية المملكة 2030" هي النبراس والمنارة التي يهتدى بها الجميع، ولقد كان لحزم الملك وسياسته القوية تجاه الفساد وترسيخ مبادئ جديدة للعمل أثر بارز، فقد أكد الوزير أن أبرز الخدمات التي أطلقتها الوزارة هذا العام وهو خط ساخن لمكافحة الفساد يمكن للمواطنين من خلاله التبليغ عن أي فساد يرصد في مختلف المجالات التي تتبع للوزارة وأماناتها ووكالاتها. ومع تحول جذري يسري في البلاد يجعلنا نشعر جميعا معني بناء حكومة فاعلة ومنتجة وشعب طموح، نستذكر معا مقولة الأمير محمد بن سلمان إن طموحنا هو عنان السماء ولكن الأمر يحتاج إلى قبول التغيير والعمل الجاد. في كلمة وزير الشؤون البلدية جاء الطموح كبيرا مع السعي لإدخال ثلاث مدن سعودية ضمن أفضل 50 مدينة عالمية، وهذا معناه تحول جذري في أساليب الحياة وطرق المعيشة، تحول في الاستثمارات وفي إنترنت الأشياء والبيانات الضخمة وشبكات الأعمال، وما يسمى سلسلة الكتلة blockchain التي ستنقل العمل الحكومي إلى مستويات يصعب علينا الآن إدراكها وتوقعها، والمدن الذكية ستوظف هذه التقنيات بشكل يرفع من مستوى جودة الخدمات المقدمة للمواطنين ويجعل زيارة الدوائر الحكومية أمرا من ترهات الماضي، وهذا يتطلب - من بين أشياء أخرى ـــ رفع مستوى الاستثمار وأداء القطاع الخاص ومستوى مشاركته، زيادة القدرة على إنتاج قيمة مضافة أكبر مع استدامة الاقتصاد. من جانب آخر، فإن المدن الذكية تسعى إلى تحسين حياة الناس من النواحي النفسية والاجتماعية والصحية، ولهذا فإن عليها وعلى الوزارة توفير خدمات كبيرة في هذه الجوانب. لهذا كله نقول إن الوصول بمدينة واحدة إلى هذا المستوى يعد طموحا كبيرا جدا فكيف ونحن نحلم أن نصل إلى ثلاث. ورغم تحديات الواقع لكن الأمر ممكن جدا وإذا نجحنا في مدينة فسيكون الأمر أكثر سهولة مع المدن الأخرى. وقد تبين من خلال افتتاح أعمال "بلدي 2017" أن وزارة الشؤون البلدية تسعى جاهدة إلى تحقيق هذا الطموح الكبير فقد قامت بتدشين "بلدي واحد"، وكذلك خدمة "بوابة المقاولين" وخدمة قيم مدينتك" وخدمة "الرخص الفورية 2" إضافة إلى استراتيجية الخصخصة التي تبنتها الوزارة لرفع كفاءة تقديم الخدمات البلدية وتعزيز العوائد من الفرص الاستثمارية بهدف استدامة الموارد المالية للمدن، ومن المهم في هذه المرحلة تعزيز المشاركة الواسعة ونقل المعرفة والخبرات. سيتم من خلال هذه المشاريع تقييم الخدمات وتغذية المؤشرات من مصادر عديدة ودعم البيانات الإحصائية، إضافة إلى استطلاعات الرأي للسكان لجودة الخدمات، كما أعلنت الوزارة أنه تم الآن إنشاء منصة إلكترونية تهتم بتشجيع المبدعين من المواطنين في المشاركة في عملية التطور العمراني والحضاري.
إنشرها