Author

التخلص من الهواتف الذكية

|
لعل الاعتماد على تطوير التقنية والبحوث المستمرة في المجال واحد من أهم مصادر حياة شركات التقنية العالمية. عندما تشتري هاتفا ذكيا اليوم، فأنت بالتأكيد لا تشتري آخر ما توصل إليه العلم من تقنية مهما كانت قيمة الجهاز الذي تشتريه، ذلك أن كثيرا من الأبحاث التي تتم في المجال تبقى في الأدراج لضمان استمرارية عمليات تصريف المنتج الحالي. يمكن القول إنه بعد أربع سنوات على الأكثر ستكون التقنية التي نستخدمها اليوم في أحدث الأجهزة قديمة. هذا النمط هو ما أدى لكثير من الإفلاسات في سوق صناعة الأجهزة والبرمجيات العالمي. الاعتقاد أن هناك من يسيطر على السوق اليوم وغدا وبعد ذلك هو من أخطر المفاهيم التي قد تتبناها إدارة أي شركة في المجال، وليكن مثال شركة "نوكيا" ماثلا أمام الجميع، وهي تعتقد أنها مسيطرة على السوق، فسقطت بين عشية وضحاها بعرض درامي على المسرح قدمه رئيس شركة أخرى. هذا الدافع القوي الذي يسير عمليات الإنفاق الخيالي في المجال، والذي يصنع ثروات هائلة للمتخصصين والمبدعين الذين تستقطبهم الشركات، هو ما يجعلنا جميعا بحاجة إلى إنشاء طريقة تعامل علمية ومنطقية مع هذا التطور التقني وما سيليه. على أن الخصوصية ستتأثر باستمرار بما يحدث على مختلف أصعدة التطوير التي نشاهدها ونتوقعها في المجال، إلا أننا بحاجة إلى بناء مفاهيم جديدة للتعامل مع التقنية بما يحمي الأسرة من كل النواحي، وهي تعيش في حالة من الافتتان بهذه الأجهزة والتطبيقات على مختلف المستويات. تأتي كثير من النصائح لمستخدمي الأجهزة والتطبيقات عند التخلص منها، برغم أنني ممن يرون أن قضية الخصوصية أصبحت من الماضي. لكن الخصوصية والحماية ستفقد تماما عندما نضع أيا منها ضمن المكون التقني الذي نستخدمه، وهو ما لا يقتنع به كثيرون ويستمر أغلبهم في النصح والإرشاد للوسائل الكفيلة بالإبقاء على أسرار الأسرة. لكن الواقع يقول إنه لم يعد هناك مجال للسرية التي نتشبث بها. لهذا أزعم أنه ليس صحيحا أننا سنتمكن عند بيع الجهاز من استخدام أي وسيلة لإلغاء ما فيه من المعلومات أو الصور أو المقاطع مهما نصح وأفتى المختصون.. والله أعلم.
إنشرها