Author

حرس الحدود والحذر

|

ظهرت حوادث بحرية كثيرة في الفترة الأخيرة، ولعل انطلاق الكثير من السياح ومحبي البحر في الجو الشتوي الرائع في مناطق الساحل الغربي أحد الأسباب المهمة لانتشار هذه الحالات خلال الشتاء. يمكن أن نعزو السبب إلى الاهتمام الجديد بالبحر والرياضات البحرية، وخصوصا الصيد والتنزه التي يمارسها كثير من الباحثين عن المتعة في المناطق البحرية. غني عن الذكر ما تحويه سواحلنا الغربية من الجمال في تضاريسها البحرية، وما يمكن أن يحققه الصيد من مكاسب فردية وهو ما جعل هذه المناطق تحت المجهر من السعوديين والأجانب، ولهذا تنتشر هذه الأيام دورات الغوص التي يتجه لها أغلب الأجانب الذين ينوون ممارسة هذه الرياضة، ويذهبون في مجموعات سياحية كبيرة. دفع هذا مجموعة من الشباب السعوديين للسفر إلى جازان واستئجار قارب مع دليل ليقضوا ساعات في البحر ويزوروا جزيرة فرسان، ومع أن الدليل كان خبيرا في المنطقة إلا أنه مع الظلام بدأ يفقد الاتجاه وبقي هو ومجموعته ثلاثة أيام دون أن يأتي من ينقذهم إلا في اليوم الرابع. نتج عن حالات كهذه إصابات وفقد لكثير ممن جاؤوا بدافع المتعة، وهو هاجس كبير لحرس الحدود الذين يمارسون عملية حماية مستخدمي المناطق البحرية إضافة إلى مهمتهم الأساسية في حماية السواحل من أي انتهاكات سواء بدافع الجريمة أو غيرها. هذه المهام الإنسانية ــــ رغم أهميتها ــــ إلا أنها تؤثر في انتباه وأداء أفراد حرس الحدود. تأتي هنا ضرورة المعرفة ومحاولة ممارسة الهوايات بشكل علمي يضمن سلامة الجميع، وهو ما نبهت له في فقرة الحديث عن الأجانب الذين يركزون على المعرفة قبل الدخول في المناطق الخطيرة مثل تلك التي تنتشر في البحر الأحمر وهو من أعمق البحار وأكثرها تركيبات مرجانية. قد تكون هناك ضرورة لوضع عقوبات على من يمارس العمليات دون وجود التجهيزات الحيوية خصوصا أجهزة تحديد المواقع والاتصالات الفضائية، وهذا يضمن تحديد الموقع والتواصل مع الجهات التي يمكن أن تنقذ من يتعرضون لصعوبات في البحر. ثم يأتي في السياق نشر مراكز التدريب التي تسهم في توعية كل من يريد أن يتوجه للبحر وإلزامهم بالحصول على شهادات عن طريق نشر مواقع رقابة في مواقع التنزه البحري التي تقع في مواقع محددة ومعروفة للجميع.

إنشرها