FINANCIAL TIMES

تدافع أباطرة العقار للتكيف مع خدمات الاقتصاد التشاركي

تدافع أباطرة العقار للتكيف مع خدمات
الاقتصاد التشاركي

للوهلة الأولى، لا يبدو أن المباني السكنية في سان فرانسيسكو، التي تعود إلى العصر الفكتوري، قد تأثرت كثيرا نتيجة ثورة الابتكار التكنولوجي.
مع ذلك، يتفهم أكبر مالك عقاري في المدينة الأمر بشكل مختلف. تقول شركة فيريتاس للاستثمارات، التي تمتلك ما قيمته ثلاثة مليارات دولار من العقارات قيد الإدارة، إن طلبات الزبائن الجديدة للحصول على المرونة والراحة تعمل على قلب قطاع الإيجارات.
عملت شركات مثل إير بي إن بي على جعل أسلوب الإقامة في منزل شخص غريب يبدو أمرا طبيعيا، ويعترك كل من الشركات العقارية والملاك الآن، حول كيفية التعامل مع ذلك التغيير.
هذا يشكل تحديا خاصا بالنسبة للمباني السكنية: إن تم تأجير الكثير من الأجزاء في مبنى معين من قبل شركة إير بي إن بي، يمكن أن يصبح المبنى من الناحية العملية وكأنه فندق، على الرغم من أن ذلك لم يكن في الحسبان أثناء تأسيس الإدارة.
يقول يات بنج أو، مؤسس شركة فيريتاس والرئيس التنفيذي لها، إن الوتيرة السريعة للتغيير دفعته لإطلاق حاضنة تكنولوجيا، فيريتاس للابتكارات، التي تعمل مع شركات العقارات والسكن الناشئة.
قال أو: "نحاول في الواقع تنشيط تلك المنازل بمرافق وخدمات يريدها العملاء، وهذا يشمل تشارك المنازل"، مستشهدا بميزات مثل الأقفال "الذكية"، التي يستطيع مالكو البيوت استخدامها للسماح بدخول شخص ما من على بعد عندما يكونون خارج المنزل.
"خلافا لمطوري الشقق الجدد الذين بوسعهم بناء شقق في أسطح، فإن المباني لدينا صغيرة جدا وقديمة جدا على نحو لا يصلح لذلك، لكننا قادرون على استيعاب ذلك العالم من خدمات الاقتصاد التشاركي".
ليس من السهل دائما على مالكي المباني السكنية التعامل مع أعداد مرتفعة من نزلاء شركة إير بي إن بي، الذين هم في الغالب غير مطلعين على قواعد المباني، ويمكن أن يشكلوا أيضا خطرا أمنيا فيما لو نسوا إقفال أحد الأبواب، أو تركوا المفتاح في الباب.
تحاول إحدى الشركات الناشئة الأولى والمدعومة من قبل شركة فيريتاس للابتكارات، وهي بيلو هومز، المساعدة في حل هذه المشكلة.
تبيع شركة بيلو في مقرها في سان فرانسيسكو برمجيات لمالكي المباني السكنية لمساعدتهم على التعامل مع نزلاء شركة إير بي إن بي الماكثين هناك - على سبيل المثال، السماح لموظفي المبنى بالاطلاع على قائمة النزلاء المقيمين حاليا، أو مساعدة النزلاء على حجز خدمات التنظيف.
كما يمكن أن تساعد البرمجيات أيضا على إنفاذ التعليمات المتعلقة بعدد الليالي التي يُسمح فيها للمقيم بتأجير غرفته.
قال شون كونواي، الرئيس التنفيذي لشركة بيلو: "تماما مثل خدمة الواي فاي والغسيل والاصطفاف، نرى ذلك على أنه أحد المرافق القياسية في المستقبل، من النوع الذي يريده جميع المقيمين".
عندما يمكث النزيل في مبنى مشترك، ينقسم الأجر ما بين المضيف، والمبنى السكني، وشركتي بيلو وإير بي إن بي.لا يزال المضيف يحتفظ عادة بنحو 75 في المائة من الأجر، لكن مالك المبنى يحصل أيضا على بعض الدخل الإضافي.
كما حاول أصحاب الفنادق وشركات السياحة والسفر أيضا التنويع استجابة لظهور شركة إير بي إن بي.
في عام 2015، اشترت مجموعة فنادق ويندهام حصة لم يكشف عنها في شركة لاف هوم سواب الناشئة في مقرها في لندن، وهي خدمة اشتراك تسمح للناس بتبادل المنازل.
على مدى العامين الماضيين، استحوذت آكور، مجموعة الفنادق الفرنسية، على "وان فاين ستاي"، موقع تأجير المنازل الفاخرة في المملكة المتحدة، وعلى شركة سكوير بريك، لتأجير المنازل الفرنسية الناشئة، وشركة ترافل كيز الأمريكية التي تعمل كوسيط لتأجير الفلل الفاخرة.
قال الرئيس التنفيذي للشركة سيباستيان بازين: "ينبغي أن تدخل شركة آكور قطاع السياحة والسفر، ما يعني ألا تبقى جهة مزودة للفنادق فقط".
الرغبة في وجود مرونة بين شاغلي العقارات التجارية تتسبب أيضا في حدوث تغييرات، ولا سيما استجابة لارتفاع شعبية شركة وي ويرك لتأجير المكاتب المدعومة من قبل "سوفت بانك" في اليابان.
يقول التنفيذيون في الصناعة إن بعض الشركات لم تعد تريد التأجير لفترات طويلة، أو حتى أن يكون لها مدخلها الرئيسي إلى البناية، وإنما تسعى لتكون لديها أماكن مرنة تستطيع زيادتها أو إنقاصها حسب المطلوب.
بالتالي فإن النموذج التقليدي القائم على التأجير لمدة 15 عاما لمساحات واسعة يتعرض الآن للتحدي، وتحاول الشركات المالكة للعقارات مثل بريتش لاند أن تعرض المزيد من خيارات المكاتب استجابة لذلك.
بل إن شركة وي ويرك اشترت المتجر المعروف في نيويورك لسلسلة المتاجر العامة لورد آند تايلور، التي تأسست قبل 191 سنة، التي ستستاجر الطوابق من شركة وي ويرك اعتبارا من العام المقبل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES