default Author

«الغباء» قوة مدمرة

|
صفة قد نستهين بها وقد نضحك على أصحابها لقيامهم ببعض التصرفات الغبية وغير المحسوبة، متجاهلين أو غير عارفين بالقوة التدميرية لهذه الصفة على الأشخاص أنفسهم ومجتمعاتهم الصغيرة والكبيرة والعالم بأسره! كلما زاد عدد الأغبياء زادت الخطورة لأنهم غير ملحوظين ونتوقع أن غباءهم شيء خاص بهم فقط بينما هو ضار بالكل، فالغبي يقوم بتصرفات قد تضر بغيره وبه دون أن يشعر بذلك لذا تم تصنيف الأشخاص حسب تصرفاتهم مع أنفسهم ومع الآخرين إلى أربعة أصناف "الأذكياء، واللصوص أو الأنانيون، والبؤساء، والأغبياء" الأصناف الثلاثة الأولى ليس لهم خط ثابت فهم مزيج غير ثابت أو متناسق، يتصرفون في الغالب بذكاء وأحيانا تغلب عليهم الأنانية وحب الذات كالأناني مثلا يتصرف بذكاء لمصلحته حتى لو أضر بالآخرين، أما الغبي فهو يتصرف على طول الخط بحماقة وغموض حتى إنك لا تستطيع التنبؤ بتصرفاته، ما يجعله شخصا شديد الخطورة. يقول كارلو سيبولا في كتابه "القوانين الأساسية للغباء البشري": إن الأغبياء أساسا أشخاص خطرون ومدمرون؛ لأن العقلاء يجدون صعوبة بالغة في تخيل وفهم سلوكهم وتصرفاتهم غير المنطقية، فالشخص الذكي قد يتفهم منطق الشخص النصاب، فأعمال النصب تتسم وتتبع نمط العقلانية، أو لنقل العقلانية السيئة، ولكن لا تزال عقلانية. بينما الأمر مختلف تماما مع الشخص الغبي فهو يتسبب بإزعاجك وإيذائك في كل الأوقات والمناسبات دون سبب، ومن دون أي مخطط يمكن تخيله أو التنبؤ به، وليس هناك أي وسيلة عقلانية، تمكنك من تحديد متى أو كيف أو لماذا يهاجمك هذا الكائن، ولو حدث وتعرضت لهجوم ومواجهة شخص غبي فتأكد أنك قد وقعت تحت رحمته تماما. ونتيجة لذلك يكون الشخص الغبي أخطر من الشخص النصاب أو اللص أو المجرم وحتى القاتل!! ولو نظرنا للشعوب والحضارات والدول المنهارة لوجدنا أنها كانت خاضعة لسيطرة الأغبياء سواء كانوا حكاما أو مواطنين، فكل الشعوب والمجتمعات والدول لديها مواطنون من جميع الأصناف السابقة ولكن حين تكون الغلبة للأغبياء دون أن يكون للأذكياء دور يقلل من تأثير تصرفات الأغبياء أو حين يدعم تصرفات الأغبياء من الشعب بأنانية الحكام تنهار الشعوب وتهزم الدول! فالمدير أو المسؤول الذي تؤدي نتيجة تصرفاته وأعماله وقيادته إلى سقوط عديد من الضحايا، وإلى وقوع خسائر كبيرة، من أجل الحصول على ترقية في المنصب أو وسام أو حتى البقاء في منصبه، هو كائن غبي، يجب التعرف عليه والمسارعة بإقصائه عن صنع القرار!! مستواك التعليمي منصبك نوع مهنتك لا يعفيك من أن تكون غبيا، فالغباء صفة مستقلة تماما وقد تطغى على باقي صفاتك، فكن حذرا!
إنشرها