Author

اقتحام مدرسة

|

تتميز مدارسنا وخصوصا مدارس البنات بأسوارها العالية وصعوبة الوصول إليها، وهذا قد يكون حافز الرجل "المريض نفسيا" الذي حاول اقتحام إحدى المدارس في جازان. رغم أن المدرسة جزء مهم في تركيبة أي مجتمع وأي حي في الوقت الحاضر، إلا أنه يبقى هناك بعض الفتور في العلاقة بينها وبين المجتمع الذي تخدمه.
الدافع الذي جعل من عملية الاقتحام سؤالا يوجه لإدارات التعليم، هو من البساطة بحيث يمكن أن يجيب عنه أي شخص، لكن هل صحيح أن الشخص المعتل نفسيا فعل ذلك بدافع الفضول أم أن هناك من يحاول أن ينعته بالجنون لإخفاء أمر معين. هذا السؤال وضحه من يعرف الشخص وأكد أن الاتهام غير صحيح. هل لدى الجهة صاحبة العلاقة ما تحاول أن تخفيه فيما يتعلق بتلك المحاولة؟
رغم عدم وضوح الرؤية في هذه الحادثة بالذات، فقد استخدم الاعتلال النفسي كسبب لكثير من عمليات إخفاء الحقائق التي مارستها مؤسسات كثيرة. انعدام الشفافية والمصداقية جعلنا نؤمن أن كل من يد يدّعى جنونه هو أعقل الناس. يكفي أن الأنبياء كانوا يتهمون بالجنون لأنهم يختلفون عن العرف العام للناس ولأنهم يحملون شعار التغيير.
ليست الحالة هنا مشابهة، لكنني أدعو المسؤول الذي يحاول أن يتعرف على الحقائق لطلب الشخص والتعرف عليه ومعرفة حقيقة الأمر الذي وراءه. إن الاهتمام بمعرفة الحقائق جزء من الحلول التي قد تكون خافية عن المسؤول بسبب عدم حصوله على ما يكفي من معلومات.
لا شك أن فحوى توجيه خادم الحرمين الشريفين للمسؤولين بزيارة المواقع التي ترتبط بهم في مناطق المملكة، والتفاعل مع المواطن والتعرف على همومه واحتياجاته نابعة من علمه بأن الوجود الشخصي يوفر المعلومة الصحيحة ويسهم في اتخاذ القرار الصائب.
الأكيد أن هذا الأمر أصبح جزءا من جدول أمراء المناطق ونوابهم اليومي، وها نحن نشاهدهم يتحركون في كل الاتجاهات ويزورون كل المحافظات والمراكز للتعرف على الاحتياج والتفاعل مع الواقع الذي قد تشوهه التقارير التي يعدها أشخاص قد يكونون بعيدين عن المصداقية أو يحاولون تلميع شيء أو شخص معين.
الادعاء بالاختلال العقلي لأي مخالف يجب ألا يمنعنا من البحث عن الواقع والحقائق التي دفعت هذا "المجنون" إلى فعل ما فعل إن كان كذلك.

إنشرها