ثقافة وفنون

الخطابة

الخطابة

يقتضي تصحيح مصطلح مادة الخطابة القديمة وتقريبه من أغراض سيمانطيقا الخطاب وتداوليته في عصرنا، إعادة ترجمة الخطابة لأرسطو وتحيينها حتى يمكن الانتقال إلى المرحلة الجديدة، مرحلة سيادة الفكر اللساني المعاصر. ومعنى تصحيح المصطلح والانتقال به من الخطابة الكلاسيكية، كما هي متداولة في الوقت الحاضر، هو الخروج من الفكر الجدلي أو الخطابي الذي يرمي إلى الإقناع، والدخول في فكر تداولي يهدف إلى إنجاز الفعل. لأن القناع في عرف فلاسفة العرب، ممن تعرضوا للخطابة مرتبط بالظن، وإذن فهي صناعة مرتبطة بالظن والخيال والوهم، في حين إن لفظ التقنية في لسان الإغريق مرتبط - حسب معجم بايي - بالمهارة والإنجاز والممارسة البراجماتية التداولية. ولذلك كان تصحيح هذا المصطلح وغيره من مفاهيم خطابة أرسطو ضروريا بالرجوع إلى الأصول الإغريقية حتى يفهم غرض أرسطو من وضعه للخطابة، وفي تصور هذا الفيلسوف فإن الخطابة - كما يصرح في كتابه هذا - معادلة للفكر السياسي، والسياسة فعل إنجازي.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون