Author

أبشر

|
أصبحت هذه الكلمة من المتلازمات التي تعرفها شعوب العالم عن الشعب السعودي، وهي كلمة عربية فصيحة، وتدل على الوعد بالخير. تلزم هذه الكلمة صاحبها بأن يتوخى الجانب المضيء في المقبل من الأيام، كما أنها تعطي المستمع وعدا بحصول ذلك الخير أو على الأقل الاستعداد لبذل الجهد في سبيل العمل على تحقيق ذلك الخير للمستمع. سمعت هذه العبارة أمس تصدر من مسؤول وعد شابا بأن يتحمل تكاليف زواجه؛ المسؤول نائب أمير منطقة حائل، والسائل شاب كفيف يعمل معلما زاره الأمير وعرض عليه أن يطلب منه ما يشاء، فكان طلبه العفوي السريع هذا. يسر التواصل الذي شاهدناه خلال الفترة الماضية بين الشباب من أمراء ونواب أمراء المناطق في المملكة والمواطنين يؤكد أن الروح المنتشرة بين الجميع هي روح المحبة والبذل في سبيل رخاء ورفاهية وراحة أبناء البلاد في مختلف المناطق. هذه الروح المتجددة التي شاهدنا فيها من يزور المناطق النائية، ومن يقف على حدود البلاد ليطمئن على الخدمات والأمن الذي يعيشه الناس هناك، وغيرها من المناسبات العديدة، تكسر الحواجز، وتجعل الوطن لحمة متأصلة بين الفريقين. إن ما يشاهد عند الحضور الشخصي يختلف تماما عما تنقله التقارير أو ينشر عبر وسائل التواصل أو يتناقله الناس مشافهة أو مكاتبة، ولهذا شاهدنا خادم الحرمين الشريفين يطالب الوزراء، بأن يتجهوا إلى حيث تقدم خدمات وزاراتهم، ويتواصلوا مع المواطنين لضمان اتضاح الصورة وإلغاء كل الرتوش التي يمكن أن تسيء إلى العلاقة بين المواطن والجهات المسؤولة عن خدمته. لهذا اخترت أن أبدأ بكلمة أبشر، وهي التي تمثل العلاقة المقبلة بين المواطن والمسؤولين، وبهذا ستكون البشارة طابعا مستقبليا للعلاقة بين الجميع. البشرى التي من ضمنها مجموعة من المعالم الواضحة في تبني مكافحة الفساد كوسيلة للوصول إلى الأداء الفاعل والنجاح المأمول للقطاعات كافة. ثم يأتي دور مجموعة المشاريع التي ستكون مركزة ومتفاعلة مع الاحتياج، ومهتمة بالواقعية والشفافية والمسؤولية التي تفرضها بيئة العمل الجديد، سيكون دور المواطن أساسا ونحن نحاول أن نوفر كل الفرص له لتقديم خدماته لوطنه، مستفيدين من كل القدرات والمعارف الوطنية حيث كانت وفي أي مجال. هذا يتطلب اعترافا بهذه القدرات، وتوفير المجال لأصحابها ليسهموا في نهضة وتقدم الوطن وخدمة المواطن وسعادته، وأبشروا.
إنشرها