default Author

إنهاء الفقر يتحقق بتوفير الخدمات الصحية «2 من 2»

|

تركيز الأهداف الإنمائية للألفية الذي انصب على تحسين صحة الأم والطفل، ومكافحة الأمراض المعدية مثل الإيدز والسل والملاريا قد شهد زيادات كبيرة في توفير الخدمات الصحية لهذه الفئات. إذ زادت تغطية العلاج المضاد للفيروسات الرجعية للمصابين بفيروس الإيدز من 2 في المائة في عام 2000 إلى 53 في المائة في عام 2016؛ وزاد استخدام الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات من أجل الوقاية من الملاريا من 1 في المائة إلى 54 في المائة في عام 2016؛ وزاد علاج السل من 23 في المائة إلى 50 في المائة في عام 2016. وهذا يدل على أن الجهود المتضافرة، مثل خطة رئيس الولايات المتحدة الطارئة للإغاثة من الإيدز، والصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، تحقق الهدف المنشود منها. علاوة على ذلك، يحدد تقريرنا بعنوان "الأعمال غير المعتادة: التعجيل بالتقدم نحو تحقيق التغطية الصحية الشاملة"، البلدان المدرجة في فئة 75 في المائة ذات الأداء الأفضل التي سرعت عجلة الحصول على الخدمات عن طريق تحقيق نتائج أفضل. فقد حققت بلدان مثل رواندا وتركيا وكازاخستان وفيتنام وبوركينا فاسو وجمهورية لاو الديمقراطية الشعبية تحسنا لم يسبق له مثيل في سد الفجوة في الحصول على الخدمات، إضافة إلى ذلك، فإن بلدانا من جميع مستويات الدخل تأتي في طليعة اعتماد التغطية الصحية الشاملة من خلال قيادة وطنية استثنائية وإصلاحات طموحة. إنهم يدركون أن هذا هو الشيء الصحيح والذكي الذي يجب القيام به من أجل مواطنيهم. إن التغطية الصحية الشاملة أكثر من مجرد ضرورة أخلاقية. إنها أحد عوامل التوازن الاجتماعي القوية التي تسهم في تحقيق الاستقرار والترابط الاجتماعي، إنها تلبي التطلع المتزايد نحو تحقيق الصحة الجيدة للناس في جميع أنحاء العالم. وتشكل التغطية الصحية الشاملة أيضا استثمارا أساسيا رئيسا في رأس المال البشري لأي بلد، وهي أكبر محرك للنمو الاقتصادي المستدام والشامل للجميع. وبدون رعاية صحية بأسعار جيدة وبجودة عالية، فإن فرص الأطفال في الانتظام والتفوق في المدارس وقدرة الآباء على العمل والتقدم في حياتهم المهنية تكون معرضة للخطر دون داع. وبينما لا تخضع التغطية الصحية الشاملة لوصفة عالمية موحدة، هناك تحديات مشتركة تتجاوز السياقات وتستفيد من الجهود المتضافرة لكسر الحواجز وتبادل أفضل الممارسات. ومن أجل تقييم ما أحرزنا من تقدم، ومن أجل دفع الالتزام السياسي المتزايد، والتعجيل بالتقدم نحو تحقيق التغطية الصحية الشاملة بحلول عام 2030، انعقد المنتدى العالمي للتغطية الصحية 2017 الأسبوع الماضي من 12 إلى 15 كانون الأول (ديسمبر) في طوكيو. وشارك في المنتدى متحدثون رفيعو المستوى من شينزو آبي رئيس الوزراء الياباني وأنطونيو جوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة إلى جيم يونج كيم رئيس مجموعة البنك الدولي و الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية و أنتوني ليك المدير التنفيذي لليونيسف، وانضم إليهم رؤساء دول ووزراء من أكثر من 30 بلدا، وجهات مانحة ثنائية، وهيئات خيرية. وتولت منظمات مجتمع مدني عالمية قيادة وعقد يومين من المنتدى وحدثا عاما رفيع المستوى، لتعكس صوت المواطنين القوي الذي يقود حركة التغطية الصحية الشاملة. وهذا المنتدى هو تتويج للفعاليات التي عقدت على مستوى البلدان في جميع أنحاء العالم يوم 12 كانون الأول (ديسمبر)، الذي أطلقت عليه الأمم المتحدة رسميا هذا العام اسم "يوم التغطية الصحية الشاملة". إننا نمر بمنعطف مهم وحاسم على طريق تحقيق التغطية الصحية الشاملة. وثمة التزام سياسي عالمي لم يسبق له مثيل، وقيادة مثيرة للإعجاب على مستوى البلدان. لكن الطريق إلى تحقيق التغطية الصحية الشاملة لا يمكن أن يتأتى من خلال "العمل بالأسلوب المعتاد". علينا أن نعتمد الابتكار على نطاق من شأنه أن يحقق تحولا في النظم الصحية. ويشير عرض للابتكارات في المنتدى إلى تدفق نبع فياض من الإبداع الناشئ من الممارسين المتفانين وصانعي التغيير المتحمسين. ونحن في البنك الدولي نتطلع إلى العمل مع شركائنا الملتزمين والنشطين في جميع أنحاء العالم والتعلم منهم في مجال مساندة جميع البلدان، لجعل التغطية الصحية الشاملة حقيقة واقعة بحلول عام 2030.

إنشرها