default Author

لغز يتحدى العلم

|
نعيش في الحاضر وجزء منا متمسك بالماضي يلهمه ويبعث في نفسه تساؤلا عن حضارات سادت ثم بادت بعد أن تركت لنا عبقا من ذكراها وشيئا من معجزاتها وغرائبها! على الرغم من أننا في أغلب الأحيان نقف عاجزين عن تصور وفهم ما حدث سابقا في عصر الفراعنة مثلا الذي أشبع بحثا وما زال الغموض يلفه، ولكن ماذا عن العصر الحجري الذي لا تزال صورته النمطية ماثلة في عقولنا، من رجال أشبه بالوحوش يرتدون أسمالا بالية ويحملون أداة صيد للحصول على الغذاء وهذا منتهى أحلامهم كما كنا نظن، إلى عام 1965 عندما نشر المكتشف الفرنسي "هنري لوط" كتابه المصور عن كهوف طاليسي التي تقع على بعد 2000 كم من العاصمة الجزائرية ضمن سلسلة جبال صخرية بركانية ممتدة لمساحة كبيرة وترتفع لأكثر من كيلو مترين اثنين فوق سطح البحر فتبدو وكأنها أطلال لمدينة مهجورة! وعلى الرغم من أن المكتشف الحقيقي لها هو "جبرين بو بكر" المنتمي للطوارق الذي سكنوا المكان واستوطنوه، لذا عرف جبريل أسرار الجبال ومداخلها ومخارجها فاستغله المكتشف الفرنسي للوصول إلى أعظم لغز محير على مر التاريخ على الرغم من تأخر اكتشافه إلى القرن الحالي نتيجة وعورة المنطقة وصعوبة الوصول إليها! فماذا وجد هنري وجبريل داخل تلك الكهوف، جعلها لغزا يصعب حله؟ لقد احتوت جدران تلك الكهوف على رسومات عالية الدقة لا تتناسب مع إمكانات الفترة التي رسمت بها عام 5000 قبل الميلاد وبعضهم ذهب إلى أن عمرها يتجاوز الـ30 ألف سنة بناء على التحليل الذري لها وما زال الجدل دائرا حتى الساعة. فبعض هذه الصور والرسومات أذهلت العلماء، فهي تصور مخلوقات في منتهى الغرابة لا تشبه البشر ولا الحيوانات وبدت كأنها ترتدي بدلات فضائية، ورسومات أخرى كأنهم يجلسون في مركبات متطورة لا تتناسب مع إمكانات ذلك الزمان وتخرج من جنباتها ألسنة اللهب في منظر مهيب يشبه الصواريخ اليوم! وفي صورة أخرى بدت النساء والفتيات يلبسن الفساتين والتنانير القصيرة، وملابس شفافة غير مألوفة وكأنهن مدعوات إلى حفل، ورجال يطيرون أو يجرون وراءهم أجساما طائرة، وأناس يتجولون بطائرات داخل مدينة ضخمة شديدة التطور. وإلى اليوم لم يستطع العلم ولا العلماء فهم وتفسير تلك الرسومات، وتعددت التكهنات فمنهم من قال، إن من رسمها أتى من قارة أتلانتس المتطورة والغارقة ولكن جاء من يقول باستحالة ذلك لبعد مكان غرق القارة المزعومة، وبعضهم قال، إن رسمها جاء نتيجة تناول راسميها نباتات مهلوسة، وآخرون قالوا، إنها بسبب أناس سافروا عبر الزمن قادمين من المستقبل، وأقرب تفسير أن هناك كائنات فضائية زارت المكان وكلها أمور لا دليل تستند عليه!
إنشرها