Author

سن القيادة

|
تحدثت عضوة شورى عن تمكين المرأة من قيادة السيارة وهي في سن الـ18، وهذا الأمر كان مثار نقاش طويل بين مجموعة من المهتمين في المجال الأمني والمروري بالذات. تقول الإحصائيات إن أكثر من 80 في المائة من حوادث السير "الخطيرة" – ويقصد بالخطيرة هنا هي تلك الحوادث التي تؤدي إلى الوفاة أو الإعاقة تقع من أحداث لا تتجاوز أعمارهم الـ20. إن الرقم المخيف الذي تمثله هذه الإحصائية هو الدافع لكتابتي أكثر من مرة عن رفع سن قيادة السيارة للشباب، وهو سبب دعوتي اليوم لأن ترفع السن لكل من سيقود السيارة في البلاد ذكورا وإناثا، لكنها في حالة الفتاة أكثر إلحاحا بطبيعة الحال. يمكن أن تتعرض الفتاة صغيرة السن لمواقف لا تستطيع التعامل معها بحكم التربية المتحفظة الموجودة في مجتمعنا. عندما نتحدث عن العمر في موضوع القيادة، نحن نتحدث عن بيئة متكاملة، ولا يمكن أن نقارن البيئة عندنا بغيرها بسبب الاختلافات الثقافية والمجتمعية، هنا يسري على المملكة ما يمكن أن يحدث فيها، وهو أمر شاهدنا بعضه خلال الفترة الماضية عندما حاول بعض الفتيات أن يمارسن القيادة قبل أن تتحقق المتطلبات الأساسية لهذه العملية وهي عديدة. قيادة المرأة تتطلب توفير كل الضوابط النظامية والتجهيزات الأساسية ومنها توفير عمليات التدريب السليم، فقد يكون بعض الفتيات قادرات على القيادة في دول أخرى حيث تعلمن، لكننا هنا – وأنا أشهد على ذلك وغيري كثير – ندخل الشوارع ونحن في حالة من الشد بسبب الممارسات السيئة التي نشاهدها. الممارسات التي تترسخ فتصبح عادة لدى حتى السائقين الذين يأتون إلى البلاد وهم أكثر انضباطا والتزاما، فيجدون أنفسهم في هذه الغابة التي ينطبق عليها المثل "إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب". لهذا نحذر دائما من عدم إهمال أي جزئية يمكن أن تسهل قيادة المرأة وتضمن لها السلامة. يندرج تحت هذا البند وجود الرقابة الدقيقة والمنطقية والتقنية في كل الشوارع والتطبيق الصارم للعقوبات قبل أن تبدأ عمليات منح الرخص. الوقت المتاح- كما هو واضح- لا يسهم في تسهيل أي من تلك الإجراءات. لهذا أقول إنه قد يكون من المناسب أن تمنح الرخص لمن فوق الـ30 مبدئيا، ومن ثم يتم الاستمرار في تخفيض سن الترخيص مع وجود الالتزام من قبل الجميع بتعليمات المرور.
إنشرها