Author

الملك: نزاهة الوطن لا يمسها ما بدر من فساد

|

في خطابه لأعمال السنة الثانية من الدورة السابعة لمجلس الشورى، تحدث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بحس القائد المسكون بهموم الوطن وأمنياته وآماله، وعن التحديات التي تواجهها السعودية، وعِظَم المسؤولية التي لا يتردد في النهوض بها سواء في شؤونها الداخلية على مستوى الوطن، أو على المستويين الإقليمي والدولي.

فعلى المستوى الوطني، تكرس السعودية لمسيرة تحولها الوطني ولـ"رؤية 2030" جهودا متلاحقة، تتركز على أسس علمية وعملية على جميع المستويات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والصحية، مستهدفة إحداث تحولات كبرى نوعية، تترقى فيها السعودية إلى مصاف الدول المتصدرة في الإنتاج والجودة في جميع قطاعاتها الخدمية والإنتاجية بتكثيف وحرص شديدين، على أن تكون القوى الوطنية عماد هذا التحول النوعي الكبير، وبما يضمنه لها من تنمية مستدامة تأخذ المجتمع السعودي إلى حضارة هذا العصر بهويته الواثقة والمتضافرة أصالة وحداثة، بحيث تحقق ذاتها، وفي الوقت نفسه تنفتح على كل جديد يثريها تطورا وتقدما، ويعزز تواصلها مع الأمم والشعوب بحس إنساني رفيع.
ومنذ تقلد خادم الحرمين الشريفين الحكم حققت مسيرة التحول مع "الرؤية" إنجازات وثابة، اجتازت بها المملكة شوطا كبيرا، واختزلت بجهد التخطيط والعمل زمنا شواهده شامخة، تطرق خادم الحرمين الشريفين في خطابه بالشورى إلى بعضها، سواء على مستوى الأنظمة الإدارية والحقوقية وإعادة الهيكلة، أو على مستوى التوسع في الخدمات الاجتماعية من تعليمية وصحية وبلدية وإسكان، أو على المستوى الاقتصادي وتنظيف البيئة الاجتماعية من الفساد، بتشكيل لجنة عليا برئاسة ولي العهد، أكد فيها الملك سلمان مكافحة الفساد بكل أنواعه وأشكاله، والمواجهة بعدل وحزم، لافتا الانتباه إلى أن من أوقفوا بتهمة الفساد هم قلة قليلة، وأن ما بدر منهم لا ينال من نزاهة مواطني هذه البلاد الطاهرة الشرفاء من الأمراء والوزراء ورجال الأعمال والموظفين والعاملين على كل المستويات، وفي مختلف مواقع المسؤولية في القطاعين العام والخاص، وكذلك المقيمون والمستثمرون.
إن من شأن ذلك الانطلاق بتنمية المملكة إلى آفاق ريادية كانت "رؤية 2030" قد حددت أبرز معالمها في الانتقال إلى التصنيع والتقنية وتطوير وابتكار مصادر للطاقة النظيفة والمتجددة، وتنمية إدارة موارد المياه، وفي السياق أيضا معها تحقيق مجتمع المعرفة.
تلك وغيرها مما له علاقة بالشأنين الاجتماعي والوطني هي ما حملته كلمات خادم الحرمين في خطابه السنوي في الشورى، حيث أكد أن رؤية المملكة تستهدف إعدادها لمكانة اقتصادية متقدمة، تمكنها من التوسع في إيجاد فرص العمل للشباب والشابات، ولذلك دعا خادم الحرمين المسؤولين إلى التوسع في خدمة المواطنين، وأكد أهمية تعميق دور القطاع الخاص، وجهود الدولة لتحفيزه ودعمه بما يحقق في الحالين إسهاما متزايدا في أعمال التنمية من قبل جميع المواطنين، ويدفع بالتنمية في الوقت نفسه إلى الآفاق التي تتطلع إليها أهداف "الرؤية".
في الموقف العربي، أكد خادم الحرمين مواقف المملكة الثابتة في التعاون مع أشقائها العرب، ومع محيطيها الإقليمي والدولي، أيضا أكد سعيها الدائم إلى تحقيق كل ما يضمن للشعوب حقوقها وحريتها وكرامتها، وكل ما يحقق الأمن والسلام. ولذلك فإن المملكة تعمل مع حلفائها لمواجهة نزعة التدخل في شؤون الدول الداخلية، وتأجيج الفتن الطائفية، وزعزعة الأمن والاستقرار الإقليميين. وتسعى إلى ترسيخ قيم التسامح والتعايش، وتعمل على رفع المعاناة عن الشعوب، وإلى هذا أكد خادم الحرمين فيما يخص الاعتراف الأمريكي الأخير بالقدس عاصمة للكيان الصهويني، وبنقل السفارة الأمريكية إليها، أن المملكة تستنكر وتبدي أسفها الشديد للقرار الأمريكي بشأن القدس؛ لما يمثله من انحياز كبير ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابتة في القدس، التي كفلتها القرارات الدولية ذات الصلة، وحظيت باعتراف وتأييد المجتمع الدولي.

إنشرها