Author

الواجهة البحرية

|

شغلت أنباء افتتاح الواجهة البحرية في جدة كثيرا من سكان العروس، واعتبرها محبو المدينة الوجه الجديد للواجهات البحرية في المملكة، ولعل كلمة أمير المنطقة عندما قال "هل ستحافظون على واجهة مدينتكم ؟" أحد عناصر الحث على حماية البيئة والبنية الجمالية في المدينة وغيرها من مدن المملكة.
شاهدنا بعد أيام أعمالا قام بها أشخاص لا يعيرون المدينة حقها، ولا يهتمون بمسؤوليتهم الوطنية. أدت تلك الأعمال للإساءة إلى منظر الواجهة وتشويه العملية الأساس التي قامت بها الأمانة وافتخر بها أهل جدة. لن أخوض في الأسباب التي دفعت هؤلاء لفعل ما فعلوا، لكنني أتمنى أن تكون هناك دراسة واقعية للحالات الشاذة التي تنتج مثل هذا التخريب.
أما ما يهمني أن أتطرق إليه هنا فهو الدور الحيوي لعمليات الرقابة في إيقاف العبث والجريمة، والقبض على من شوهوا الواجهة البحرية تم بواسطة الرقابة الإلكترونية للموقع، وهو أمر أشار إليه الأمير وهو ينبه المواطنين والمقيمين لأهمية الموقع وأهمية المحافظة عليه. لم يتمن أحد أن يحدث ما حدث، لكن وجود تلك الوسائل سيجعل ممن تجاوزوا عبرة لغيرهم. هذه التجهيزات أصبحت ضرورة لضمان أمن وسلامة الموقع ومرتاديه.
هذه حالة والحالات المشابهة كثيرة، وما يحل من المشاكل وما يكشف من الجرائم عن طريق التصوير والرقابة أصبح واضحاً، حتى أن كثيرين ممن كادوا يقعون ضحايا لعمليات أذية من أشخاص معينين تمكنوا من الإفلات باستخدام التهديد بالتصوير وهو السلاح الجديد الذي يحمي كثيرا ممن كادوا يكونون ضحايا.
الجميل في الموضوع هو رخص وسهولة تركيب هذه التجهيزات. استمرار هذا التوجه في المستقبل مع تطور التقنية وتوافر وسائل النقل السريع للصوت والصورة مهم، وهو يجعلني أطالب كل الأمانات والبلديات التي تبذل مبالغ كبيرة في منشآتها وخدماتها إلى تعميم وسائل الرقابة هذه وهي أمضى وأفضل من كل الوسائل البشرية والمادية الأخرى التي كنا نعتبرها الوسائل الوحيدة المثالية لتحقيق أمن وسلامة المواقع والمنشآت.
يضاف لما سبق ضرورة أن يكون المستخدم على وعي كامل بأن هذه المواقع تحت الرقابة، حتى لا تكون هناك محاولة لكسر النظام من الأساس، كما أنه قد يكون ضرورة قانونية في حالات كثيرة تتعلق بالقضاء والمنازعات.

إنشرها