Author

خرافات الشبكات الاجتماعية

|

هل نستطيع أن ننجح في دراستنا ووظائفنا وتطوير مهاراتنا بمعزل عن شبكات التواصل الاجتماعي؟
نعم، نستطيع وبشدة. وأكبر دليل تجربة الدكتور الشاب في علوم الكمبيوتر الدكتور كال نيوبورت، على الرغم من صغر سنه ونجاحه المهني والتأليفي فهو لم يسبق له أن سجل أو شارك في أي موقع من مواقع التواصل الاجتماعي. لقد شاهدت له محاضرة ثرية على اليوتيوب يناشد فيها الجميع بالانصراف والرحيل عن شبكات التواصل الاجتماعي؛ ليحققوا النجاح الحقيقي. ورد الدكتور نيوبورت على ثلاث خرافات ترى أنه من المستحيل أن نعيش في منأى عن الشبكات الاجتماعية.
1 - تقول الخرافة الأولى: "عدم مشاركتك في الشبكات الاجتماعية أسلوب جاهلي عقيم كأنك تأتي إلى عملك على حصان، فهو احتجاج على استخدام تقنية عصرية أساسية". ويرى الدكتور نيوبورت أن هذه النظرية فارغة وسطحية. ويشير إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تقنية تستفيد من تقنيات أساسية أخرى. وهي كأحد المصادر والقنوات، مستدلا بالشخص الذي يستقي أخباره من الصحف ولا يستقيها من التلفزيون مثلا. فبإمكانه الحصول على المعلومات وأصدائها من بدائل أخرى وربما بجودة أعلى. وشدد الدكتور كال على أن طبيعة المشاركة في مواقع التواصل تجرفك لاستخدامها بنمط إدماني، مستشهدا بتوظيف القائمين على المواقع Attention Engineers "مهندسي انتباه" كالذين يعملون في كازينوهات القمار في "لاس فيجاس" للإطاحة بضحايا جدد. وأرى شخصيا أنه تشبيه بليغ، وأضيف: في صالات القمار يهدر المال. وفي الشبكات الاجتماعية يهدر الوقت.
2 - تقول الخرافة الثانية: "كيف سيعرفني ويجدني الناس إذا لم أوجد في الشبكات الاجتماعية. ستضيع علي الفرص". يرد الدكتور كال بأن الناس سيعرفونك عندما تحقق نجاحا علميا أو إنجازا في أي مجال. وفعلا من أقل الناس استخداما للشبكات الاجتماعية هم العلماء والمنجزون. المشاركة الغزيرة في وسائل التواصل تعزز الصخب. والإنجاز ينحاز للصمت. والأنهار العميقة لا تحدث ضجيجا.
3 - تقول الخرافة الثالثة: "الشبكات الاجتماعية مسلية وليست ضارة". يرى الدكتور نيوبورت خلاف ذلك تماما. فهي سامة. يستدل بقضائنا للكثير من أوقاتنا ونحن نعيش في حالة الانتباه المشتت a state of fragmented attention فنحن نكسر تركيزنا طوال اليوم لنتصفح شاشات جوالاتنا وأجهزتنا. لا نمنح أسرنا أو دراستنا أو عملنا التركيز المطلوب. نحن في تشتت دائم. وعندما يغيب التركيز يغيب الإتقان والجودة والإخلاص والتفاني. يغيب كل شيء.
يا أصدقائي، لا أدعوكم إلى مغادرة الشبكات الاجتماعية، لكن أدعوكم إلى الترشيد في استخدامها من أجلكم وأسركم ومستقبلكم.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها