default Author

القادة وصقل قدراتهم للرؤية المستقبلية «2 من 2»

|

يمكن للقياديين ترك أثر كبير عند مستوى (5 أقدام) . على سبيل المثال، أوجد تشاد - منج تان، أحد مهندسي جوجل الأوائل، اتجاه "البحث داخل الذات" في الذكاء العاطفي والإدراك في 2006 – 2007، الذي أصبح في نهاية المطاف مؤسسة للقيادة. التقيت خلال برنامج الإدارة المتطورة في كلية إنسياد، مئات التنفيذيين ممن يمتلكون وعيا ذاتيا والتزاما بسد الثغرات التي تقف في طريقهم لتحقيق الأفضل.

داء المرتفعات
كان مفاجئا خلال أبحاثي اكتشاف أن 70 في المائة من التنفيذيين الكبار أبدوا ظاهرة نطلق عليها "داء المرتفعات"، وعلقوا في أحد المستويات الثلاثة. فافتقارهم للمرونة قد يضعهم وفرقهم ومؤسساتهم في وضع حرج.
أكبر مجموعة هي تلك التي تبقى عند مستوى 50 قدما وتقاوم أي محاولة للتغيير. يشبههم رام شاران بشيء عالق في مرآة الرؤية الخلفية. فهم لا يستخدمون فكرا يخول لهم النظر للمستقبل والماضي، أو داخل المؤسسة وخارجها. أجدهم "رهائن إرث"، فهم ليسوا منفتحين أمام الأفكار الجديدة والعالم الخارجي. كما أننا نجد المسؤولين في شركة كوداك عالقين عند مستوى 50 قدما من التفكير، حيث لا يرون فرصا أو تهديدا في التكنولوجيا التي غيرت ملامح السوق. وكما يعد من الأهمية في عالم الأعمال أن تكون فاعلا عند المستوى التكتيكي – 50 قدما - كونه ينطوي على مكافآت عديدة، لكنه قد يتحول إلى مرحلة خطيرة.
المجموعة الثانية الكبيرة المصابة بداء المرتفعات هي التي احتجزت نفسها عند مستوى 50 ألف قدم. فالعيش في الغيوم، مثل القياديين الذين يأتون برؤية جديدة بشكل أسبوعي، يؤثر في أدائهم سلبا ويجعله دون المستوى عندما يتعلق الأمر بالنتائج. وكما قال نيلسون مانديلا: "الرؤية من دون فعل أشبه بحلم صباحي. ولكن الرؤية مع العمل قد تغير العالم".
المجموعة الثالثة، المصابة بمرض الارتفاعات هي الأصغر. وربما تشمل أكثر القادة إشكالية بين المجموعات الثلاث: ولا سيما أولئك العالقون عند مستوى (5 أقدام). فهؤلاء الأشخاص الأنانيون والنرجسيون إلى حد كبير يقضون جزءا كبيرا من وقتهم في التفكير في أنفسهم. وهذه النوعية التقليدية من المديرين المولعين بالتفاصيل، يقفون في طريق معظم الأشخاص. كما تشمل المجموعة القياديين ممن يعانون مشكلات سلوكية أو اضطرابات نفسية.

كيف نعالج اضطرابات مستويات القيادة؟
تظهر أبحاثنا في مجال تطوير القيادة فوائد حيوية لاستخدام المستويات الثلاثة للقيادة. والوقت الذي يتطلبه كل مستوى لا ينطبق على باقي المستويات. فالقياديون الذين يتمتعون بالوعي ومرونة التفكير، ويتواصلون عبر المستويات الثلاثة المختلفة ينظر لهم على أنهم قياديون فاعلون على درجة عالية.
نصيحتي هنا بسيطة. عليك التفكير في أسلوب قيادتك وتوجهاتك، ومن ثم التفكير والتواصل على المستويات المختلفة. فحتى في حال لم تكن المسؤول عن وضع رؤية مؤسستك، من الجيد قضاء بعض الوقت بشكل أسبوعي في التفكير والتعلم عن العالم الخارجي، وإمكاناته وتغييراته والاتجاهات السائدة فيه والفرص والتهديدات الناجمة عن ذلك، في الوقت الحالي وفي المستقبل (عند مستوى 50 ألف قدم). وبالمثل، خصص بعض الوقت للتطبيق الفعلي والتنفيذ (50 قدما). وأخيرا، خصص وقتا للتفكير في من أنت عليه، وما تفعله، وأسباب قيامك بذلك، وكيف بإمكانك تحدي نفسك لتصبح القيادي الأفضل الذي تستطيع أن تكون (5 أقدام – المستوى الشخصي).
عزز تطورك خلال رحلة القيادة من خلال التدريب والتوجيه والحصول على تغذية راجعة، وأيضا من خلال تخصيص بعض الوقت للتفكير والتعلم. استحدث مجموعة من العقليات والسلوكيات التي تناسب المستويات الثلاثة للقيادة: ابتداء من الصورة الكبيرة، إلى مرحلة التكتيك ومن ثم المستوى الشخصي، واحرص على ربط جميع المستويات دون الوقوع في داء المرتفعات.

إنشرها