الطاقة- النفط

مختصون: «أوبك» على دراية جيدة بالنفط الصخري .. ومستعدة لتطورات السوق كافة

مختصون: «أوبك» على دراية جيدة بالنفط الصخري .. ومستعدة لتطورات السوق كافة

أكد تقرير دولي، ضرورة أن يعمل المنتجون وشركات الطاقة على تكثيف الجهود لتلبية الطلب الذي ينمو بأسرع ما يتوقع كثيرون في الصين، مشيرا إلى أن الاستعداد لمواجهة نمو الطلب هو أمر ضروري لنجاح واستقرار سوق النفط الخام والمنتجات النفطية.
وأشار التقرير الصادر عن شركة الطاقة بريتيش بتروليوم "بى بى"، إلى أن الصين تعد سوقا رئيسية للنمو في مجالات الطاقة المختلفة وبخاصة المنتجات النفطية مثل زيوت التشحيم الممتازة، مشيرا إلى أهمية التركيز على دعم الاستثمار طويل الأجل في الصين.
ولفت إلى إعلان شركة "بي بي" أخيرا عن خطط لبناء مصنع جديد لمزج الزيوت في الصين للمساعدة على تلبية الطلب المتزايد بسرعة على مواد التشحيم عالية الجودة في البلاد باستثمار قدره 230 مليون دولار أمريكي، وهو ما يعد أكبر استثمار من قبل "بي بي" في مجال المنتجات النفطية في جميع أنحاء العالم.
ونوه بأن شركات الطاقة الدولية بحاجة إلى تعزيز القدرات التنافسية وبناء سلسلة توريد مستدامة في الصين، وضمان إمدادات مستقرة من المواد الخام والتوزيع السلس للمنتجات.
وشدد التقرير على أهمية الشراكة بين شركات الطاقة الدولية والشركات الوطنية في دول الإنتاج خاصة في منطقة الخليج العربي، لافتا إلى أنه لا أحد منا يمكن أن يفعل كل شيء وحده ونحن بحاجة إلى التعاون، مشيرا إلى إعلان أحدث اتفاقية شراكة تجمع "بي بي" مع شركة أدنوك الإماراتية، واصفا هذا الأمر بأنه يمثل نوعا جديدا من الشراكة بين الشركات. وفي هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية" أندرياس جيني؛ مدير شركة ماكسويل كوانت للخدمات النفطية، "إن انتعاش الإنتاج الأمريكي جاء كردة فعل طبيعية على قيام "أوبك" وشركائها المستقلين بتمديد خفض الإنتاج وزيادة توقعات تسجيل مستوى أفضل للأسعار"، مشيرا إلى أنه لا يستبعد أن يسجل الإنتاج الأمريكي مستويات جديدة من الارتفاع في العام الجديد.
وأشار إلى أن "أوبك" تولي اهتماما كبيرا لدراسة وضع الإنتاج الصخري الأمريكي وتأثيره في استقرار السوق وفي جهود استعادة التوازن في السوق، ويتمثل ذلك في لجان المتابعة الشهرية لتطورات الإنتاج الأمريكي، لافتا إلى دعوة "أوبك" المفتوحة للمنتجين الأمريكيين بالمشاركة في مسؤولية استعادة التوازن في السوق وتقليل الفجوة بين العرض والطلب.
من جانبه، أوضح لـ "الاقتصادية" المحلل العراقى عامر البياتي، أن المنتجين في "أوبك" وخارجها بقيادة السعودية وروسيا دشنوا لتعاون وثيق طويل المدى، وأن هذا التعاون أنهى العام الأول بنجاح جيد ومرشح لتحقيق مزيد في السنوات المقبلة، على الرغم من حملات التشكيك التي صاحبته وادعت أن إعلان التعاون لن يصمد كثيرا.
وأوضح، أنه هناك رغبة جادة من كل المنتجين في استمرار جهود التعاون بعد ما تحقق من إنجازات جيدة في استعادة التوازن في السوق، مشيرا إلى أن "أوبك" استعدت جيدا لكل التطورات في السوق ولديها رؤية مستقبلية واعية، كما أنها استعدت جيدا أيضا إلى مرحلة التخارج من الاتفاق بشكل هادئ ومتوازن بدون التسبب في أي صدمات للسوق، وذلك في حالة تحقيق كامل التعافي وامتصاص فائض المخزونات وتحقيق علاقة متوازنة ومستقرة بين العرض والطلب.
من جانبه، قال لـ "الاقتصادية" أندريه يانييف المحلل البلغاري، "إن مستوى المخزونات من الخام يتراجع تدريجيا وبوتيرة سريعة وهو مؤشر جيد على تعافي السوق، لكن في المقابل هناك بعض العوامل السلبية مثل زيادة مخزونات الوقود وهو ما يجعل الأسعار في حالة تقلب بسبب ضغوط عدة عوامل متضادة ومتباينة التأثير".
وأوضح أن مد تخفيضات الإنتاج حتى نهاية العام المقبل ليس هو كل ما يستطيع المنتجون أن يقدموه إلى السوق في المرحلة الراهنة، مشيرا إلى أن دور "أوبك" سيتنامى مع التقدم في فترة تنفيذ خفض الإنتاج خاصة فيما يتعلق بضبط الامتثال وتنشيط الاستثمار ومكافحة أثر المضاربات.
من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط، أمس، لتعكس اتجاهها وتعوض خسائرها المبكرة، بعد إغلاق خط أنابيب في بحر الشمال لإجراء إصلاحات وتركيز المستثمرين على السلع الأولية في أعقاب انفجار في نيويورك.
وزادت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 1.01 دولار إلى 64.41 دولار للبرميل بحلول الساعة 1605 بتوقيت جرينتش.
وسجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 57.70 دولار للبرميل، بارتفاع 35 سنتا عن التسوية السابقة.
وبلغ الفارق بين الخامين أعلى مستوياته منذ أواخر أكتوبر، مع صعود خام برنت بعد إغلاق خط الأنابيب الذي ينقل أكبر خامات نفط بحر الشمال.
وكان خط الأنابيب، الذي تبلغ طاقته 450 ألف برميل يوميا وينقل خام فورتيس من بحر الشمال إلى مرفأ كينيل للمعالجة في اسكتلندا، يعمل بطاقة منخفضة لنحو أربعة أيام قبل إغلاقه.
وقال جون كيلدوف الشريك لدى أجين كابيتال إل.إل.سي في نيويورك، إن السوق كانت تتوقع عودة خط الأنابيب للخدمة سريعا وفوجئت بتمديد فترة الإغلاق.
وصعد الخامان في وقت سابق من الجلسة في أعقاب انفجار في محطة بورت أوثوريتي للحافلات في نيويورك.
وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة يوم الجمعة، "إن شركات الحفر أضافت حفارين نفطيين اثنين في الأسبوع المنتهي في الثامن من ديسمبر ليرتفع العدد الإجمالي إلى 751 حفارا وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر".
وتشير زيادة عدد منصات الحفر إلى زيادة أخرى في إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام الذي زاد بالفعل أكثر من 15 في المائة منذ منتصف 2016 إلى 9.71 مليون برميل يوميا.
ويعد هذا أعلى مستوى لإنتاج الولايات المتحدة منذ بداية السبعينيات ويقترب من مستوى إنتاج روسيا والسعودية أكبر منتجين للنفط الخام. ويهدد ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة بتقويض جهود دعم الأسعار من خلال تقليص المعروض من النفط.
وأضاف الخام الأمريكي عند تسوية يوم الجمعة ارتفاعا بنسبة 1.2 في المائة، وصعدت عقود برنت بنسبة 2.1 في المائة، فى ثاني مكسب يومي على التوالي، بدعم ارتفاع واردات النفط إلى الصين قرب أعلى مستوياتها على الإطلاق خلال نوفمبر.
وفقدت أسعار النفط 1.7 في المائة على مدار تعاملات الأسبوع الماضي، في ثاني خسارة أسبوعية على التوالي، بفعل ارتفاع إنتاج النفط في الولايات المتحدة لمستوى قياسي جديد.
وأعلنت شركة "بيكر هيوز" للخدمات النفطية يوم الجمعة ارتفاع منصات الحفر الأمريكية بمقدار منصتين، في ثالث زيادة أسبوعية على التوالي، ليصبح إجمالي المنصات العاملة حاليا 751 منصة، وهو أعلى مستوى للمنصات منذ الأسبوع المنتهي 8 أيلول (سبتمبر) الماضي.
وسجل الإنتاج الأمريكي زيادة مقدارها 25 ألف برميل خلال الأسبوع المنتهي في الأول من ديسمبر الجاري، ليصبح إجمالي الإنتاج 9.71 مليون برميل يوميا، وهو أعلى مستوى للإنتاج الأمريكي منذ تجميع البيانات أسبوعيا عام 1982.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 61.03 دولار للبرميل يوم الجمعة مقابل 60.12 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، أمس، "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول ارتفاع عقب انخفاض سابق، وإن السلة خسرت أقل من دولار مقارنة بنفس اليوم من الأسبوع السابق الذي سجلت فيه 61.71 دولار للبرميل".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط