أخبار اقتصادية- عالمية

واشنطن تثير أزمة داخل "منظمة التجارة".. وتشكك في هيئة تسوية النزاعات

واشنطن تثير أزمة داخل "منظمة التجارة".. وتشكك في هيئة تسوية النزاعات

يبدأ المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية في بوينس آيرس مناقشاته في أجواء أزمة، إذ تشكك واشنطن في فاعلية هيئة تسوية النزاعات في المنظمة وتعقد سير عملها.
وتواجه منظمة التجارة العالمية انتقادات حادة من الولايات المتحدة منذ وصول دونالد ترمب، الرئيس الجمهوري، إلى السلطة. لكنها تشهد أيضا نزاعات بين دول أعضاء فيها والصين.
وأكد البرازيلي روبرتو ازيفيدو، المدير العام للمنظمة، في مؤتمر صحافي، ثقته بالمنظمة مع افتتاح المؤتمر، وقال، "أؤمن بهذا النظام، ليس لأنه يتسم بالكمال بل لأنه أساسي وهو الأفضل المتوافر لدينا".
وأشار إلى أن منظمة التجارة العالمية سمحت بتجنب "سياسات حمائية أحادية الجانب وحروب اقتصادية محتملة وكارثة اقتصادية".
وكان قد صرح قبل أن يتوجه إلى بوينس آيرس، بأن هذا المؤتمر "لن يكون سوى مرحلة إضافية باتجاه تحرير التجارة".
ودافع ماوريسيو ماكري، الرئيس الأرجنتيني، بنفسه الأحد عن المنظمة، قائلا، "إن مشكلات منظمة التجارة العالمية تحل بمزيد من الاعتماد على المنظمة وليس بأقل من ذلك".
وأوفدت واشنطن إلى بوينس آيرس، وفدا بقيادة روبرت لايتيزر، الممثل الأمريكي للتجارة، المفاوض المعارض جدا للمنظمة وخصوصا لنظامها في تسوية النزاعات.
وتريد الولايات المتحدة، إعادة التفاوض حول الاتفاقات التجارية التي أبرمت بإشراف المنظمة، بعدما انسحبت من اتفاق التبادل الحر لآسيا المحيط الهادئ، وأجبرت كندا والمكسيك على إعادة التفاوض حول اتفاق التبادل الحر لأمريكا الشمالية.
وقال، ازيفيدو الأحد، "إنه سيطلب من لايتيزر التزاما سياسيا وإرادة سياسية ومرونة". وأضاف، في مؤتمره الصحافي، "بدون مرونة لن نصل إلى أي مكان".
وتشكك واشنطن في فاعلية هيئة تسوية النزاعات في منظمة التجارة العالمية، وتعقد سير عملها، مع أنها واحدة من أسباب وجود المنظمة لأنها تنظر في الخلافات العديدة بين الحكومات حول قضايا الدعم المالي للسلع أو الرسوم الجمركية.
وهي تلعب دورا مهما مثيرا في الحرب التجارية بين المجموعتين الأمريكية والأوروبية للصناعات الجوية بوينج وإيرباص.
وفرضت إجراءات أمنية مشددة حول فندق هيلتون، حيث تعقد الاجتماعات. وقد نصبت في دائرة تحيط بالفندق حواجز أمنية في شريط يبلغ عرضه نحو 300 متر.
وتظاهر بضع مئات من الناشطين في المنظمات الأرجنتينية، تعبيرا عن رفضهم لتحرير الاقتصاد الذي تدعو إليه المنظمة، بدون أن تسجل أي حوادث.
وفقدت منظمة التجارة العالمية من تأثيرها تدريجيا، وتبدو غير قادرة على تسوية النزاعات بين عدد من الدول الأعضاء والصين التي انضمت إليها في 2001.
ويأخذ الأوروبيون والأمريكيون على بكين دعمها المفرط لصناعييها ما يتيح لهم بيع الفولاذ والألمنيوم مثلا بأسعار زهيدة.
وتسعى الصين للحصول على اعتراف بها "كاقتصاد سوق"، لكن الولايات المتحدة والأوروبيين يتحفظون على ذلك.
وحققت المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي والسوق المشتركة لدول أمريكا الجنوبية "ميركوسور" للتوصل إلى اتفاق للتبادل الحر، التي بدأت في تسعينيات القرن الماضي، تقدما في الأشهر الأخيرة. ويسعى الأرجنتينيون إلى إصدار إعلان في هذا الشأن خلال اجتماع بوينس آيرس.
ويصطدم اتفاق بين "ميركوسور" الأرجنتين، والبرازيل، والأوروجواي، والباراجواي، والاتحاد الأوروبي بتحفظات تاريخية. فالأوروبيون يخشون تدفق منتجات زراعية من أمريكا الجنوبية على أسواقهم. ويخشى الصناعيون في دول "ميركوسور" من جهتهم مواجهة منافسة منتجات تحويلية أوروبية.
وقال، دبلوماسي أوروبي، "إن الخطاب الحمائي الأمريكي أدى في الواقع إلى تحفيز المفاوضات حول اتفاقات تجارية"، التي تتجاوز الولايات المتحدة، وذكر مثالا على ذلك اتفاق التبادل الحر الذي أعلن الجمعة "إنجازه" بين الاتحاد الأوروبي واليابان.
وأضاف، أن "اتفاقا بين الاتحاد الأوروبي و"ميركوسور" لن يكون مجرد معاهدة للتبادل الحر بل اتفاقا جيو- استراتيجيا مهما وإشارة سياسية قوية".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية