Author

الإحصاء .. ومسح الطاقة المنزلي

|
أصدرت الهيئة العامة للإحصاء أخيرا أول نشرة لمسح الطاقة المنزلي في المملكة. وتوفر النشرة بيانات وتقديرات ومؤشرات إحصائية لمصادر وأشكال واستخدامات الطاقة المنزلية وأنماط استهلاكها. وغطى المسح جميع مناطق المملكة، مصنفا بياناته حسب المنطقة الإدارية، وأنواع الطاقة واستخداماتها، والجنسية. إضافة إلى ذلك غطى المسح خصائص المساكن كالنوع والمساحات والمكونات التي تكيف "تبرد" أو تخضع للتدفئة. وسعى معدو المسح إلى التعرف على العوامل والسلوكيات الاجتماعية والاقتصادية والجغرافية التي تؤثر في أنماط استهلاك الطاقة في المنزل، وتوفير مؤشرات وبيانات حولها. أظهر المسح أن عدد المنازل التي تسكنها أسر في المملكة يصل إلى نحو 5.47 مليون منزل، منها 3.50 مشغولة بأسر سعودية والباقي بأسر مقيمة. تعد الكهرباء أهم وسائل الطاقة المستخدمة في المنازل حيث وصل إجمالي استهلاك المنازل من الكهرباء إلى نحو 114 مليار كيلواط/ ساعة في عام 2016. وبذلك بلغ معدل استهلاك الكهرباء السنوي للمنزل الواحد نحو 20.9 ألف كيلوواط/ ساعة. كما أظهر المسح أن الأغلبية الساحقة من المنازل في المملكة "99.93 في المائة" من جميع المساكن تستخدم الكهرباء وأن معظمها " 99.19 " في المائة تحصل على الكهرباء من الشبكات العامة، بينما توفر الشبكات الخاصة والمولدات الكهربائية لنسبة محدودة من المنازل. تنحصر المنازل التي لا تستخدم الكهرباء في ثلاث مناطق هي المدينة المنورة ونجران والباحة، ولا تتجاوز نسبة هذه المنازل نصف من 1 في المائة من المنازل في هذه المناطق. ومع أن هذه النسبة قليلة جدا إلا أنه ينبغي التعامل مع موانع استخدام الكهرباء في هذه المنازل وسبل التغلب عليها، كما ينبغي العمل على ربط الجميع بالشبكة العامة للكهرباء. يذكر المسح أن نسبة المنازل التي تستخدم الطاقة الشمسية تصل إلى نحو 1.3 في المائة من الإجمالي. ولا يحدد المسح نسبة تغطية الطاقة الشمسية من استهلاك هذه المنازل، ولكن يبدو أنها تغطية جزئية وأنها قد تكون منخفضة. وتحل منطقة حائل بأكبر نسبة في المنازل التي تستخدم الطاقة الشمسية حيث تصل نسبتها إلى نحو 2.8 في المائة من إجمالي المنازل هناك، تليها المنطقة الشرقية ونجران بنحو 1.9 في المائة لكل منهما. ويحتاج المسح إلى توفير بيانات أكثر عن أنماط استهلاك الطاقة الشمسية في المملكة لدعم التوجهات نحو زيادة الاعتماد على وسائل الطاقة المتجددة، وخصوصا الطاقة الشمسية التي تسطع في المملكة بقوة معظم أيام السنة. أكد المسح أن الأغلبية الساحقة من المنازل تستخدم الغاز في الطبخ حيث تصل النسبة إلى نحو 92.2 في المائة من إجمالي المنازل، ووصل إجمالي استهلاك المنازل إلى نحو مليار لتر من غاز البيوتان في عام 2016. ويمثل استهلاك المنازل للطبخ معظم استهلاك هذا الغاز في المملكة. من ناحية أخرى، تستخدم 6.7 في المائة من المنازل الكهرباء في الطبخ، أما المواد الأخرى كالحطب فيستخدم للطبخ في نحو 1.1 في المائة من المنازل. يرتفع استخدام المواد الأخرى في منطقتي نجران وجيزان، حيث تصل إلى 5.2 في المائة، 3.3 في المائة من إجمالي المنازل في المنطقتين على التوالي. وتشير بيانات المنطقتين إلى ارتفاع نسبة الطبخ بالحطب في المنازل الشعبية، كما يبدو أن هذا يعود إلى عادات الطبخ وتوافر الحطب في المنطقتين. عموما يستخدم 9.5 في المائة من إجمالي المنازل في المملكة الكتل الحيوية "الحطب والفحم والمخلفات الزراعية"، حيث يستهلك عديد من المنازل الكتل الحيوية للتدفئة. وينتج عن استهلاك الكتل الحيوية تلوث داخلي للمنازل قد يلحق أضرارا بسكانها، ولهذا ينبغي تحديد مواصفات بناء تتلاءم مع استهلاكها. أما بالنسبة لأنواع الوقود الأخرى فتستهلك نسبة قليلة من منازل المملكة كميات محدودة من الكاز "الكيروسين" والديزل "وقود التدفئة" في الطبخ والتدفئة. تسعى دول العالم إلى ترشيد استهلاك الطاقة، ويورد المسح أن معظم الأسر مهتمة بقضية ترشيد استهلاك الطاقة وذلك لأن جزءا لا يستهان به من ميزانيات الأسر يذهب لتغطية تكاليف استهلاك الطاقة في المنازل. ومن المتوقع ارتفاع نسبة تكاليف الطاقة في ميزانيات الأسر مع الزيادات المتوقعة لأسعار منتجات الطاقة. تمثل تكاليف الطاقة المنزلية حسب المسح أكثر من 5 في المائة من ميزانيات 69 في المائة من الأسر. وينفق ثلث الأسر في المملكة أكثر من 10 في المائة من ميزانياتها على الطاقة المنزلية. وتستقطع الطاقة أكثر من 15 في المائة من ميزانيات 14.6 في المائة من الأسر. وهذه النسب توضح مدى حاجة عديد من الأسر إلى الدعم عند رفع أسعار منتجات الطاقة، لأن زيادة الأسعار بنسبة 50 في المائة مثلا ستقود إلى خسارة ثلث الأسر لما يقل عن 5 في المائة من دخلها. عموما يؤكد المسح أن الكهرباء وغاز الطبخ يشكلان الأغلبية الساحقة من الطاقة المستهلكة في المنازل. إضافة إلى ذلك يظهر المسح جزءا كبيرا من المكاسب التي حققتها الأسر في مسيرة التنمية الطويلة التي مرت على المملكة. ومن أبرز تلك المكاسب تعميم الطاقة الكهربائية على التجمعات السكانية في المملكة، ومقتنيات الأسر من الأجهزة الكهربائية، وأنواع المنازل ومساحاتها. وإنصافا لمعدي المسح لا بد من التنويه بأنه جهد طيب، ويزخر ببيانات متنوعة عن الطاقة المنزلية واستخداماتها وأجهزتها، وخصائص المنازل. ويمكن الاستفادة من المسح في كثير من المجالات، كما يمكن تطويره مع الوقت ليواكب مسيرة تطورات استخدامات الطاقة في المملكة.
إنشرها