Author

اليمن .. مواجهة تاريخية لطرد المحتل الإيراني

|

الراقص على رؤوس الثعابين الرئيس السابق علي عبدالله صالح سقط بلدغة مميتة، فقط بعدما أعلن فك تحالفه معهم بيومين .. هددوه ثم نفذوا بسرعة وعيدهم باغتياله .. وخرج زعيم الميليشيات الحوثية عبدالملك الحوثي متبجحا شامتا بوقاحة وحشية ليعلن أن يوم مقتله استثنائي وتاريخي وعظيم، فيما العاصمة صنعاء واليمن برمته في حالة انتفاضة ضد الحوثيين الإيرانيين، وكأن مقتله والتشهير والتمثيل به على هذا النحو جاء كي ينزع عن وجه الحوثي آخر قناع تنكري ليرى حتى العميان حقيقته الوحشية.
قيل وسيقال الكثير في فصول مأساة اليمن ودور الرئيس اليمني السابق فيها .. لكن ذلك بات في حكم التاريخ .. أما الراهن الذي يتداعى بسبب ما حدث وكان فهو أن الانتفاضة المباركة التي هبت قبيل موته، تنادي اليوم القوى الوطنية والعربية في اليمن لأن تتأجج وتواصل مسيرة نضالها لتخليص اليمن من هذه الشراذم الميليشياوية الحوثية بأجندتها الإيرانية الصفوية الفارسية، وبهلوساتها السلالية المزعومة وبفقهها الظلامي الدموي خارج الحضارة والإنسانية.
الشعب اليمني اليوم، بكل مكوناته وأحزابه من شرفاء قادة حزب المؤتمر وغيره من أحزاب ومقاومين مستقلين وقبائل يجمعهم قاسم مشترك واحد هو تخليص اليمن من طغمة الحوثيين ومن يقف وراءهم من غلاة الإرهاب وفي مقدمتهم حكومة الولي الفقيه في طهران.
وحين أعلن خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز ومعه دول التحالف عاصفة الحزم لنصرة الشرعية في اليمن كان يدرك حجم الخطر الذي يراد لليمن، وأن مشروعا إيرانيا تسعى حكومة الولي الفقيه إلى إيجاده ليكون بمنزلة حكومة وصاية للاحتلال الإيراني من خلال الميليشيات الحوثية مستنسخا فعلته الشنيعة التي أقامها في لبنان ممثلة في "حزب الله" الإرهابي فقد كانت قراءة القيادة السعودية للأحداث، إذا، في مكانها الأكثر صحة فقد تكشفت الأيام عن المآلات الخطيرة التي تستهدف اليمن وجودا وتستهدف معه المملكة ودول الخليج أيضا، ولم يكن إعلان عاصفة الحزم إلا مبادرة لقطع دابر تداعي المخططات الشريرة للعدو الإيراني خصوصا وقد كان اليمن يعيش حالة من الفوضى والتمزق والصراع لم يكن معه بد من هذه الوقفة الحازمة. ومن المؤكد أن موقف دول التحالف اليوم سيظل أشد حرصا وانتباها في الدعم وفي مراقبة الأحداث أيضا فالعدو الإيراني وعملاؤه الحوثيون والألاعيب الخبيثة لـ«حزب الله» الإرهابي والقيادة القطرية السادرة في غيها كانت ولا تزال تراهن على إخراج اليمن من أسرته العربية والاستحواذ عليه شعبا ومقدرات وأرضا. غير أن مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح والانتفاضة التي سبقت ذلك وأخذت بعده تستجمع قوة اندفاعها هي ما تثق السعودية ودول التحالف بأنها الكفيلة بتخليص اليمن من مأساته ومما يراد له من مخطط جهنمي يوقعه في قبضة العدو الإيراني وإرهابييه دول وأحزاب وعصابات.
من أجل ذلك سيتعين على القوى المنتفضة في اليمن من جميع الأحزاب والقبائل والمستقلين والحكومة الشرعية أن تصطف صفا واحدا لإزهاق هذا المخطط الجهنمي، وإذا كانت صنعاء العروبة قد انتفضت فإن يمن العروبة كله عليه أن ينتفض شمالا وجنوبا شرقا وغربا لكيلا يجد هذا المخطط له شبرا على أرض اليمن ليتحرك فيه، وهذا يعني أن على اليمن الشقيق أن يعض على الجراح وأن تكون معركته مع الحوثي والإيراني وزبانيتهما "عاصفة عض الجراح" لتحرير اليمن من عصابات الحوثيين ومن ضباط الحرس الثوري وسفاحي «حزب الله» الذين أذاقوا الشعب اليمني ويلات قاسية بين الجوع والفقر والمرض والخوف واختطاف الأطفال الصغار من البيوت طعاما لحروب عبثية الذين نهبوا خزائنه ومرتبات موظفيه وأفرغوا مصحاته من الأدوية والعقاقير وسطوا على كل ما قدمته السعودية ودول الخليج وغيرها من دول العالم من مساعدات إنسانية، فضلا عن دهم غاشم ودموي للبيوت وقطع الطرق وسفك للدماء حيثما مروا أو حيثما ذهبوا. وبالمجمل سعوا إلى تغيير هوية اليمن العربي سواء من خلال أضاليلهم الفقهية وشعاراتهم السياسية المدلسة أو من خلال إقدامهم على تغيير مناهج التعليم في المدارس.
من هنا فالمعركة اليوم في اليمن مواجهة تاريخية لها طريق واحد باتجاه واحد فقط هو سحق الإرهابيين وطرد المحتل الإيراني ليبقى اليمن حرا عربيا عزيزا منيعا بأهله وعضوا كريما مكرما في أسرته العربية.

إنشرها