السياسية

الحوثي .. بيض أفاعي قم وربيب الضاحية

الحوثي .. بيض أفاعي قم وربيب الضاحية

القصر الرئاسي في صنعاء الخاضع للحوثيين وقد دمر تماما بعد ضربة جوية لطائرات التحالف العربي أمس. "الفرنسية"

طالما تباهى الرئيس المغدور علي عبدالله صالح بصلابته وبقدرته الفريدة على مراقصة الثعابين. وقاتله "الحوثي" كما "القاعدة" و"داعش" لم يكن استثناء من لعبة صالح الأثيرة "البيضة والحجر"، التي امتلك لها صالح لسان رأس عنيد، إذا ما استدعى الأمر خطابا جماهيريا تسبقه النياشين والأوسمة، وآخر ناعما أملس إذا ما وجد مبررا - وما أكثرها - لإحداث توازنات وتحالفات سياسية جديدة، يزعم صالح أنه الأقدر على إيجادها من عدم.
لكن صالح لم يفطن هذه المرة إلى بيضة أفعى مختلفة عن باقي البيض الذي عرفه من قبل، بيضة لم تخرج إلى النور إلا بعد أن فَقَسَت وكبرت في رحم ثورة الملالي الطائفية، لتجد في انتظارها قابلتها المتمرسة حزب الضاحية اللبناني، مشاركا الحوثي ازدواجية اللغة والولاء، فاللسان عربي والفعل الشائن فارسي موغل في ثاراته واغتيالاته.
"البيضة والقابلة" عنوان مرحلة سيتمكّن الحوثي فيها من قلب صنعاء، بينما ظن صالح - وأغلب الظن إثم - أنه من القوة بذكاء ليدير هذه العلاقة كما يريد هو لا كما يريد رأس الأفعى إيران، ونسي أو تناسى أن منطق السياسة مهما كان ناعما أو متلاعبا ليس له أن يستأصل سمّ المذهبية الطائفية وخرافاتها من رؤوس آمنت بثاراتها، لتردد الميليشيا الإيرانية بعد أعوام من الحلف والعداء فوق رأس صالح الصريع: "يا حسين.. يا حسين".
صرخة انتشت لصوتها الدموي ربيبته تدريبا وتفخيخا في ضاحية لبنان، وأومأت لها بحبور المنتصر سلة البيض الفاسد في قُم، بينما تألمت لها شعوب أنهكها التكرار المقيت لمسرحية العبث وعقود من الخوف والفقر والجهل، ودائما بفعل يتكرر ما بين تديين للسياسة وتسييس للدين.
بيض طهران يدمي الحجر، ليس لشجاعة ظاهره ولكن لجبن وخبث متأصلين، يقتاتان على الكراهية وغضب الجهّال، ويتحالفان لأجل ثارات الدم مع كائن من كان. من ظلمات "القاعدة" إلى جهالات الحوثي، مرورا بذئاب "داعش"، ولعل هذا ما يصعب شرحه لغرب رأسمالي نفعي بعيد ومفتون بأسواق طهران البكر، وأسير لظن مغرور يشبه ظن صالح الرهين حتى آخر لحظاته، لقدرته المزعومة على إصلاح كل شيء وهزيمة أي شيء، للدرجة التي نسي معها في سنواته الأخيرة أن البيض الذي شهده غضا طريا، تجبّر وبات يَكسِر ولا يُكسر.
رحل صالح بخيره وشره، وبقي بيض إيران الحوثي شاهدا بألوانه الكالحة وبأفعاله الوحشية على ردة جاهلية كان لا بد منها رغم وحشيتها، لينتفض شرفاء صنعاء واليمن مدركين ما هم مقبلون عليه، وأي منقلب سينقلبون إذا ما أحكم مثلث الإرهاب في المنطقة بمعونة الميليشيا الرجعية، الإطباق على البلاد واستنزاف مزيد من مقدرات حكمة اليمن السياسية والثقافية والاقتصادية.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من السياسية