FINANCIAL TIMES

المستشارة تفقد لمستها المسيطرة

المستشارة تفقد لمستها المسيطرة

المستشارة تفقد لمستها المسيطرة

السلطة التي تمتعت بها أنجيلا ميركل على وزرائها وحزبها كانت أسطورية في الماضي. الآن هناك علامات على أن قبضتها آخذة في التراجُع.
آخر هذه الدلائل جاءت الأسبوع الماضي خلال نزاع على المركب الكيماوي المثير للجدل، “جليفوسات”. صدّق الاتحاد الأوروبي مجددا على هذا المبيد الحشري بعد أن غيرت برلين موقفها بشكل غير متوقع: فهي تمتنع عادة خلال التصويت على جليفوسات لكن وزير الزراعة، كريستيان شميدت، قرر الأسبوع الماضي الموافقة عليه دون استشارة زميلته، باربارا هيندريكس، وزيرة البيئة المنتمية للحزب الديمقراطي الاجتماعي. أشار بعض الأشخاص إلى أن ميركل كان ينبغي أن تطرد شميدت بسبب مثل هذا الخرق الواضح لنظام مجلس الوزراء. لكن الوزير نجا دون أي عقاب يذكر. قال أحد المعلقين البارزين إن موقف ميركل أصبح ضعيفا جدا بسبب أداء حزبها المخيب للآمال في الانتخابات وانهيار محادثات الائتلاف مع حزب الخضر وحزب الديمقراطيين الأحرار إلى درجة أنها فقدت السلطة لطرد شميدت.
بعد الانتخابات مباشرة أعيدَ انتخاب مستشارها، فولكر كاودر، رئيسا للمجموعة البرلمانية المكونة من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي/ الاتحاد الاجتماعي المسيحي، لكن بأغلبية أقل بكثير. واعتبرت النتيجة علامة على استياء عميق سائد بين بعض أعضاء البرلمان المحافظين من قيادة المستشارة.
وفي الشهر الماضي تخلت ميركل عن مسعى لانتخاب صديقة قديمة ـ وزيرة التعليم السابقة، أنيت شافان ـ رئيسة لمؤسسة كونراد أديناور، مركز فكري منتسب لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، بعد مواجهة مقاومة شديدة. ربما تذهب هذه الفرصة الآن إلى نوربرت لاميرت، المتحدث الرسمي السابق باسم البرلمان الألماني. وهذا أيضا اعتُبِر علامة على سلطتها الآخذة في التراجُع.
مع ذلك، لا تزال ميركل باقية بشكل ثابت في منصبها مستشارة ورئيسة لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي. يقول ثورستين فاس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة برلين الحرة: “لا أحد يدعو حقا إلى التشكيك في قيادتها - لا يزال هناك ذلك الشعور بأنه لا بديل عنها. لذلك أستطيع تفهم السبب في أنها تبدو مرتاحة إلى هذا الحد الكبير”.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES