Author

ما يحدث في اليمن توقّعه ولي العهد

|

الانتفاضة المباركة التي شهدتها اليمن أمس الأول في صنعاء وعديد من المحافظات، وفيها إعلان الرئيس السابق علي صالح تخليه عن الحلف مع الحوثيين، بعدما أدرك خطورة مخططهم، وتغولهم على الشعب اليمني ومؤسساته الرسمية، أكدت صحة وسداد قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في إعلانه "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل" للوقوف مع الشرعية اليمنية ضد ميليشيات الحوثيين، التي استولت على العاصمة اليمنية ومقار الدولة، وراحت تنشر الرعب والفساد، وتهدد الجوار الخليجي، مستهدفة السعودية والإمارات والبحرين بمؤامراتها وإرهابها المسنود من حكومة الولي الفقيه الإرهابية في طهران، ومن قيادات قطر المنفذة للأجندة الإيرانية.
الأحداث الدائرة اليوم في اليمن، والمؤذنة بانقشاع كابوس الرعب الذي عاناه الشعب اليمني الشقيق، باغتت الحوثي والإيراني والقيادة المستسلمة لإيران في قطر بصفعة مدوية، ارتجت لها عقولهم الطائفية المريضة، وهم يسمعون هدير جموع الشعب اليمني يصعقهم بعميق ولائهم لوطنهم، وبشديد انتمائهم لأمتهم العربية، وبصارخ مقتهم لمذهبية طائفية عنصرية هي شذوذ عن هويتهم العربية الأصيلة ودينهم الإسلامي السمح.
هذا الموقف الشعبي اليمني الشامل في هبته للكرامة والحرية والولاء لأرومته العربية هو ما كانت على ثقة بحدوثه القيادة السعودية،؛ لإيمانها بأن تلك هي حقيقة اليمن شعبا وتاريخا وقيما، وهي القراءة التي لم تكن السعودية في شك من صدقيتها، ولذلك بادرت إلى نصرة اليمن الشقيق، بإعلان "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل"؛ لإعادة الأمن والاستقرار لربوعه، وردع المخطط الإيراني الصفوي الفارسي من أن يهدد أمن المملكة، أو أن يعكر صفو سلمها الاجتماعي، أو يؤثر في مسيرتها التنموية بأي شكل من الأشكال، أو أمن الخليج والمنطقة عامة، ودون تعويل أو انتظار لدور الأمم المتحدة خصوصا، وقد تبينت مواقفها الرجراجة من خلال تقاريرها الملتبسة، ومن خلال دعواتها المغلفة بـ"سلوفان" حقوق الإنسان، ولذلك عمد التحالف إلى أن يتولى بنفسه زمام المبادرة في نصرة الحكومة الشرعية اليمنية، والوقوف إلى جانب الشعب اليمني؛ لإخراجه مما يراد له من مخطط خبيث.
هكذا كان هو الاستشراف الذي صدر عنه الموقف من قبل القيادة السعودية ودول التحالف، حين استولى الحوثيون بإرهابهم على صنعاء ومدن أخرى، وهكذا كان هو تكهُّن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بأن الرئيس السابق علي عبدالله صالح سينحاز في النهاية إلى الموقف العربي، فقد جاءت الأحداث لتؤكد ذلك الاستشراف وهذا التكهن. ومن هنا فموقف التحالف، والسعودية في المقدمة فيه، عبَّر عن مساندته لهذه الانتفاضة المباركة، وترجم المساندة بالانفتاح على مختلف الطيف السياسي الراغب في إنهاء هذه المأساة، بمن فيهم قيادات حزب المؤتمر، الذي يتزعمه الرئيس السابق علي صالح، ما يعني أن اليد الممدودة لصنع السلام من قبل السعودية ودول التحالف من قبل هي اليوم على الموقف ذاته لمن يمد يده لإخراج اليمن من محنته وإعادة المياه إلى مجاريها.
اليوم تسير عجلة التاريخ في اليمن إلى الأمام، وليله بدأ ينجلي، فقد ذاق الشعب اليمني على مدى السنوات الثلاث الماضية الويلات، وعانى التنكيل، وحوصرت مدنه وقراه، ونهبت ثرواته، وانتزع أطفاله من أحضان بيوتهم بأيادي الحوثيين، وزج بهم طعاما في معارك عبثية، علاوة على السطو على المساعدات الإنسانية التي قدمتها السعودية وغيرها من دول العالم، وحرمان الشعب اليمني من مرتباته ومن غذائه ومن شرابه ومن تعليمه ومن علاجه، لكن ذلك كله اليوم بات تحت مطرقة الإرادة الشعبية اليمنية، فالشعب اليمني اليوم كسر حاجز الخوف، وتدافع لانتزاع حريته والثأر لكرامته والعودة ببلاده عزيزة منيعة إلى جانب أشقائها العرب.

إنشرها