FINANCIAL TIMES

إعادة تصميم «سناب تشات» لمواجهة «فيسبوك»

إعادة تصميم «سناب تشات» لمواجهة «فيسبوك»

يطلق رئيس سناب تشات، إيفان سبيجل، تحديا لمواجهة شريط الأخبار الناجح الذي أدخلته فيسبوك ضمن عملية إصلاح شاملة لتطبيق تبادل الصور، ترجو الشركة أن يساعدها على استعادة حصة سوقية من شركة التواصل الاجتماعي.
فيما يوصف بأنه أكبر عملية إعادة تصميم منذ سنوات، ستفصل سناب تشات الصور والرسائل التي ينشرها الأصدقاء عن المحتوى الحرفي المتخصص الذي ينتجه الناشرون والمشاهير وغيرهم من "أصحاب النفوذ".
وتعتقد سناب، الشركة الأم صاحبة التطبيق، أن إيجاد شريطين مختلفين للأخبار سيجعل الخدمات التي تقدمها تبدو وكأنها أكثر حميمية وأكثر سهولة من حيث الاستخدام. ويرى سبيجل أن "فصل الجانب الاجتماعي عن وسيلة التواصل" من شأنه أن يجعل سناب تشات يبدو تطبيقا "شخصيا بشكل أكبر".
لكن وول ستريت تتوق لرؤية نمو أسرع في عدد مستخدمي تطبيق الشركة التي يتم تداولها بنسبة 20 في المائة أقل من سعر الاكتتاب في آذار (مارس). وأبلغت سناب الشهر الماضي عن زيادة في إيردات الربع الثالث بلغت 126 في المائة على أساس سنوي لتصل إلى 208 ملايين دولار، أقل بكثير من توقعات المحللين. وارتفع صافي الخسائر أكثر من ثلاثة أضعاف ليصل إلى 443 مليون دولار، في ثالث تقرير للأرباح على التوالي لا يطابق التوقعات.
وعملية إعادة التصميم تمثل تحديا مباشرب للنهج الذي تتخذه فيسبوك منذ زمن طويل، والذي يمزج بين ما ينشره الأصدقاء وبين العناوين الرئيسية ومقاطع الفيديو من صفحات وناشرين يتابعهم المستخدمون.
يقول سبيجل في مقطع فيديو يشرح فيه التغييرات: "إحدى الشكاوى التي سمعناها حول وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بأن الصور ومقاطع الفيديو الواردة من الأصدقاء تختلط مع المحتوى الوارد من الناشرين والمبدعين وذوي النفوذ. لكن أصدقاءك ليسوا المحتوى - بل هم العلاقات. اليوم نحن نجعل من الأسهل العثور على الأشخاص الذين تريد التواصل معهم".
وستدفع سناب تشات بالتغييرات لتصل إلى مستخدمي التطبيق النشطين بشكل يومي، الذين يصل عددهم إلى 178 مليون مستخدم، خلال الأسابيع المقبلة، بحسب ما أعلنت يوم الأربعاء.
ويعتبر النهج الذي تتخذه الشركة، الهادف إلى إضفاء الطابع الشخصي، مدين لشركة نيتفليكس أكثر مما هو مدين لفيسبوك. مثل التوصيات المخصصة لفئات معينة لتزكية برامج التلفزيون والأفلام على موقع البث المباشر للفيديو، ترغب سناب في إدراج صور الأصدقاء استنادا إلى سلوك الفرد نفسه. تعتمد فيسبوك على سلسلة واسعة النطاق من الإشارات، مثل تعليقات و"إشارات الإعجاب" من الأصدقاء لتصفية الكمية الضخمة من المواد المنشورة عبر الموقع يوميا لتصبح مواد أكثر قابلية للاستيعاب.
يقول بينيديكت إيفانز، الشريك لدى "أندريسين هوروويتز"، شركة رأس المال المغامر التي تشمل استثماراتها فيسبوك وتويتر: "هناك مشكلة أساسية تعانيها أي من تلك الأنواع من المنتجات - فأنت ترغب في أن يقدم الناس المزيد من المواد، لكن حينها سيكون هناك الكثير منها فوق الحد. وهذا الوضع الصعب قاد فيسبوك لا محالة نحو استخدام التزويد على أساس الخوارزميات (...) دائما ما كانت سناب تقول إن ذلك ليس بالأمر الجيد، لكنه نتيجة طبيعية لوجود الكثير من الأشخاص الذين يستخدمون النظام".
الخوارزميات التي تتحكم في الترتيب الذي تظهر فيه العناصر في المعلومات الواردة في شريط الأخبار تعرضت لعملية تدقيق أكبر هذا العام، وسط مخاوف بشأن كيف يمكن لما يسمى بالأخبار المزيفة الانتشار دون رادع، فضلا عن ظهور "فقاعات الترشيح" التي يمكنها تعميق الانقسامات الاجتماعية.
لكن في الوقت نفسه، بينما تتزايد الانتقادات لسياسات فيسبوك التي غالبا ما تكون مبهمة بشأن تلك الخوارزميات، تواصل أكبر شبكة تواصل اجتماعي في العالم إظهار نمو قوي.
في الوقت نفسه، كانت سناب تكافح من أجل توسيع نطاق جمهورها في الأشهر الأخيرة. وأقر سبيجل خلال مكالمة الأرباح الفصلية للشركة بأن إضافة 4.5 مليون مستخدم جديد يوميا كان "معدلا أقل مما كنا نتمنى". الآن، يراهن بأنه يمكنه تحسين صيغة شريط الأخبار التي أدت إلى زيادة مستخدمي فيسبوك إلى أكثر من ملياري مستخدم شهريا.
عندما أطلقت فيسبوك أول مرة ميزة شريط الأخبار في عام 2006 أصيب المستخدمون بصدمة. حتى ذلك الحين كان يتعين على الأشخاص الذين يودون رؤية آخر صور ومنشورات أصدقائهم زيارة صفحاتهم الشخصية، صفحة صفحة في كل مرة.
روتشي سانجفي، التي عملت ضمن فريق فيسبوك الذي أطلق ميزة شريط الأخبار، قالت عندما ظهرت تلك الميزة في أيلول (سبتمبر) 2006، استيقظ المبرمجون على "مئات الآلاف من الأشخاص الغاضبين". وكتبت في منشور لها عبر فيسبوك العام الماضي: "كان يتعين علينا التسلل من الباب الخلفي عند مغادرة المكتب".
لكنها أضافت: "رغم أن الجميع ادعى عدم رضاه عن تلك الميزة، إلا أن المشاركة تضاعفت".
وحذر سبيجل المستثمرين الشهر الماضي من أن الانخراط في سناب تشات ربما يتعرض للتعطيل بسبب عملية إعادة التصميم في الوقت الذي يتأقلم فيه الناس مع النظام الجديد، لكنه يظل مقتنعا تماما، مثلما كان التنفيذيون في فيسبوك قبل 11 عاما، بأن الشكل الجديد هو خطوة ضرورية.
في حين كانت عملية اتخاذ القرارات في فيسبوك مدفوعة إلى حد كبير بالبيانات، اعتمدت سناب حتى الآن على حدس سبيجل لتصميم المنتجات. قال إيفانز: "سناب تحاول جاهدة التفكير أساسا في كيفية عمل الصداقات عبر الهاتف الذكي، بينما تفكر فيسبوك بشكل أكبر بمحاولة التصفح في سلوك المستخدمين".
وتشهد عملية إعادة التصميم تخلي سبيجل عن بعض مقاومته التاريخية أمام الخوارزميات. فالمواضيع المستندة إلى الصور في سناب التي ينشرها الأصدقاء والتي كانت تُعرَض سابقا على أساس الترتيب الزمني، ستصبح الآن قائمة "نشطة" مستندة إلى أفضل تخمين للبرمجية للأصدقاء المقربين لكل مستخدم.
يقول سبيجل: "لقد بنينا أول منصة اتصالات على الإطلاق تتكيف مع الطريقة التي تتواصل بها".
الابتكار في التصميم الذي تتميز به سناب تشات - والذي يتضمن انفتاح التطبيق على نافذة كاميرا واسعة لتشجيع الإبداع، بدلا من قائمة من المنشورات يجري استهلاكها – يظل دون تغيير في عملية إعادة التصميم الأخيرة. منشورات الأصدقاء تظهر على يسار الشاشة، في الوقت الذي تظهر فيه جزئية الاكتشاف للمنشورات المهنية على اليمين.
في محاولات أخرى تهدف إلى التبسيط، غيرت سناب كيفية إظهار صفحات المستخدمين وأضافت روابط واضحة أكثر لتسليط الضوء على ميزة الخرائط، التي كانت متاحة سابقا فقط من خلال الضغط على عرض الكاميرا.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES