FINANCIAL TIMES

حيل الصناديق المدرجة في البورصة تتضمن أفكارا متطورة

حيل الصناديق المدرجة في البورصة تتضمن أفكارا متطورة

الصناديق المدرجة في البورصة تأتي مع بعض التسويق النشط وفي الوقت المناسب هذه الأيام. وهي تُظهر شعورا بالإبداع والخيال، وتستغل أقوى الاتجاهات في الوقت الحاضر، لكن هل هي منطقية كاستثمارات؟
في الشهر الماضي اتجهت الصناديق المدرجة في البورصة إلى السوق لتتيح للمستثمرين فرصة الرهان على نجاح إقرار الإصلاح الضريبي "الرمز على شريط البورصة: TAXR"، وعلى استمرار تراجع مراكز البيع بالتجزئة في الولايات المتحدة "الرمز EMTY"، وعلى صعود تجارة التجزئة على الإنترنت "الرمز CLIX". يمكنك أيضا شراء الصناديق المدرجة في البورصة للاستثمار في الأسهم التي تستفيد من سياسات الديمقراطيين "الرمز DEMS" والجمهوريين "الرمز GOP".
التوقيت، في الوقت الذي تقترب فيه شركات التجزئة الأمريكية من أهم أسبوع، وصوت التوتر السياسي يصل إلى أعلى مدى حتى الآن، والجمهوريون يحاولون الاتفاق على التخفيضات الضريبية، هو توقيت ممتاز في كل حالة. لكن هل هذه حيل، أم أفكار استثمارية لائقة؟
على نحو يثير القلق، التسويق يشبه كونه طُعْما لجلب الأنظار، وهذا أمر ينبغي أن يجعل الجميع يتريث. من السهل أن نتصور المستثمرين غير المحنكين وهم يدخلون ويخرجون بالضبط في الأوقات الخاطئة، وهو أمر يغلب عليهم فعله على أي حال. لكن هناك حجة في جميع الحالات تفيد أن هذه الصناديق المدرجة في البورصة لها استخدام صالح.
دعونا نبدأ بالصناديق السياسية المدرجة في البورصة التي تقدمها "إيفنت شيرز" EventShares التي أسسها ثلاثة خريجين من جامعة ميزوري من خلال شركة جولدمان ساكس لإدارة الأصول. بطريقة ما، هي جزء من سباق التسلح للإتيان بعوامل استثمار إضافية، للانضمام إلى العوامل التي من قبيل الزخم والقيمة.
فكرتهم هي معالجة الحساسية تجاه السياسة الاقتصادية على أنها أحد العوامل. بالتأكيد المخاطر السياسية تتسبب في تحولات داخل السوق، وهذه غالبا ما تكون خفية. وهي لا تتداخل بشكل موثوق مع كثير من العوامل المستخدمة حاليا لمحاولة التغلب على السوق. فالشركات المتحيزة للديمقراطيين لن تميل بشكل طبيعي نحو القيمة أو النمو، مثلا.
"إيفنت شيرز" فككت أفكارها إلى عدد قليل من المواضيع. صندوق GOP يقتني الأسهم التي تستفيد من إلغاء الضوابط التنظيمية واستقلال الطاقة والأمن وحماية الحدود والإنفاق على البنية التحتية. ويستثمر صندوق DEMS في الطاقة النظيفة والشركات التي تستفيد من الرعاية الصحية، وزيادة فرص الوصول إلى التعليم الأفضل، والإصلاح المالي لتقسيم أكبر المصارف، وكذلك في المجموعات التي تستثمر في تعزيز الصالح الاجتماعي.
هذه الصناديق المدرجة في البورصة تتخذ مراكز دائنة وأخرى مكشوفة. مثلا، صندوق DEMS يتخذ مركزا دائنا في شركة فيرست سولار، في حين يتخذ GOP مركزا مكشوفا. وما إذا كانت جميع الأفكار ستستفيد بقدر ما هو مأمول يبقى سؤال مهم: في الوقت الحاضر، مثلا، لا يبدو أن أسهم GOP في البنية التحتية في حالة جيدة، في حين إن الأسهم التي من شأنها أن تستفيد من تحرير الأنظمة تبدو أكثر صحة. وفي الوقت نفسه يحاول صندوق TAXR الإمساك بالأسهم التي تستفيد إلى أقصى حد من مشروع قانون الإصلاح الضريبي، عندما يظهر في نهاية المطاف. ويتطلب ذلك تغيرا كبيرا في الوقت الذي يتشكل فيه مشروع القانون ويتحول داخل الكونجرس.
ومع أن من المنطقي اعتبار السياسة "عاملا"، لا يبدو أن من الممكن تجزئتها وجعلها على شكل مؤشر. الصناديق المدرجة في البورصة المذكورة نشطة، حيث يقوم مديرو المحافظ بتحديث السوق يوميا على أساس تغيراتها. ويمكن استخدامها كأدوات على المدى الطويل - قد يبدو TAXR صندوقا ينبغي أن ينتهي بمجرد أن نعرف النتائج من الكونجرس، لكن "إيفنت شيرز" ترجو أن تستمر الفوائد من أي حزمة ضرائب يتم إقرارها في التأثير في السوق لسنوات.
في الوقت نفسه، تقدم "بروشيرز" ProShares مؤشرين على أساس المؤشرات التي تقدمها "سولاكتيف" Solactive. صندوق EMTY يتخذ مراكز مكشوفة بنسبة 100 في المائة على قائمة من شركات التجزئة الأمريكية التي لها متاجر فعلية على الأرض، في حين إن صندوق CLIX يتخذ مراكز دائنة بنسبة 100 في المائة في شركات التجزئة العالمية على الإنترنت "أمازون وعلي بابا هما أكبر شركتين يقتني الصندوق أسهمهما" ويتخذ مراكز مكشوفة بنسبة 50 في المائة في شركات التجزئة الأمريكية التي لها متاجر فعلية على الأرض. والحجج الداعية إلى ذلك قوية بما فيه الكفاية. هناك عدد كبير فوق الحد من مراكز التسوق في الولايات المتحدة، والغالبية العظمى تعاني انخفاض المبيعات.
وفي الوقت الذي تراجعت فيه المتاجر العامة 40 في المائة تقريبا خلال الـ 12 شهرا الماضية، بينما كسبت شركات التجزئة على الإنترنت أكثر من 50 في المائة، قد يبدو الأمر كما لو أنه تم اعتصار الفائدة من هذا التداول. النمو في الرسملة السوقية لـ "أمازون" هذا العام وحده تتضاءل بجانبه كامل الرسملة السوقية لأكبر المتاجر في مراكز التسوق مجتمعة.
لكن سميون هايمان، من "بروشيرز"، لديه قائمة بالأسباب التي تجعل هذا الاتجاه في "مراحله المبكرة". فحتى الآن نحو 10 في المائة فقط من مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة تتم عبر الإنترنت، ولم تلحق "أمازون" بعد بمبيعات "وول مارت"، وحتى لو وجدت شركات التجزئة العريقة على الأرض وسيلة للبقاء على قيد الحياة، فمن المرجح أن تعاني من أنموذج أعمال أضعف بشكل دائم، مع هوامش ربح أكثر ضيقا. تعافى سعر سهم "وول مارت" هذا العام، لكن هايمان يشير إلى أن هذا تم على أساس انكماش الهوامش.
كل هذه الصناديق المدرجة في البورصة من المرجح أن يتم تداولها بشكل كبير واستخدامها أدوات تحوط. وهذا يساعد على تفسير سبب عدم دخولها حيز الوجود صناديق مفتوحة النهاية، لكنها متاحة الآن على شكل صناديق مدرجة في البورصة. ويمكن أن يصبح DEMS وGOP أداتي تداول كبيرتين قبيل الانتخابات النصفية والانتخابات الرئاسية - على الرغم من أنهما ستنطويان على مخاطر مزدوجة، من حيث إن المستثمر النهائي يخطئ في فهم الاحتمالات السياسية، وأن يسيء مديرو الصناديق الحكم على الشركات المؤهلة للاستفادة من سياسات معينة. الفكرة رائعة لكن سيكون من الصعب تنفيذها.
الجانب السلبي الأكبر ربما يكون في الرموز ذاتها المثيرة للضحك إلى حد كبير، الموجودة على شريط الأسعار. هناك كثير من الفرص الإضافية لرموز ذكية توضع على شريط أسعار البورصة في المستقبل، وشريط الأسعار الذي لا ينسى يجعل من الأرجح أن يقبل المستثمرون على الشراء. لكن هناك مخاوف من أن التشكيل الأنيق والذكي للعلامة التجارية سيشجع بالأحرى على نشوء تداولات سطحية قصيرة الأمد في هذه الصناديق، حتى إن كانت هناك أفكار استثمارية متطورة تقوم عليها.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES