default Author

دودة تنقذ الأرض

|

تذهب إلى السوق، السوبر ماركت، الصيدلية، أو أصغر بقالة قرب منزلك، فتعود محملا بأنواع الأكياس البلاستيكية الثقيل منها والخفيف، وكل غرض يضعونه لك في كيس زيادة في الاهتمام بك، وليتهم اهتموا بالبيئة وتركونا نحمل مشترياتنا في كيس أو كيسين بالكثير!!
يستخدم العالم سنويا قرابة تريليون كيس بلاستيكي، ينتهي بها الحال إما محلقة في الجو، أو منثورة على جنبات الطرقات وفي البراري أو في أعماق البحار والمحيطات، حيث يستغرق تحللها ما يقارب 10 إلى 1000 سنة، ما يشكل خطرا بيئيا كان ولا يزال هاجس كثير من الباحثين؛ لأنه يعد سببا رئيسا لإنتاج ثاني أكسيد الكربون وزيادة الاحتباس الحراري. وأخيرا، وجد العلماء أن الحل يكمن في مقدرة نوع معين من الدود على التهام هذه الأكياس، تم اكتشاف هذه المقدرة العجيبة بطريقة مفاجئة في بادئ الأمر، وذلك عندما قامت عالمة الأحياء "فيديريكا بيتروكيني" بتنظيف خلية نحل لديها، حيث قامت بنقل اليرقات أو الدود إلى كيس بلاستيكي فترة مؤقتة، وعندما عادت إلى الكيس البلاستيكي، وجدته ممتلئا بالثقوب، ما يعني أن الدود قام بالتهامه.
هذه الدودة هي دودة الشمع، التي تعرف علميا باسم "جاليريا ميلونيلا"، وتعيش في خلايا النحل، كما يتم استعمالها كطعم للأسماك، وتستطيع أن تلتهم مادة البوليثين، وهي مادة صناعة البلاستيك التي يصعب تفكيكها، حيث يؤمن الباحثون بأن لعاب الدودة يحتوي على إنزيمات تفكك الروابط الكيميائية في البلاستيك بسرعة، ومن ثم هضمها بواسطة بكتيريا توجد في أمعائها.
وفي اختبار أجرته جامعة كامبريدج، تم وضع 100 دودة شمع داخل كيس بلاستيكي، وخلال 40 دقيقة فقط، استطاع الباحثون ملاحظة ثقوب على الكيس، وبعد مرور 12 ساعة، تم التهام 92 ملليجراما من البلاستيك. وقالت الدكتورة بيتروكيني، القائمة على البحث في معهد الطب الحيوي والتكنولوجيا الحيوية في كانتابريا: "نخطط لتنفيذ هذا الاكتشاف بطريقة قابلة للتطبيق، كي تمكننا من التخلص من النفايات البلاستيكية، والعمل على حل لحفظ المحيطات، الأنهار والبيئة بشكل عام من المخاطر الحتمية لتراكم البلاستيك".
فـ 100 دودة من هذه الديدان بإمكانها التغذي على 34 39- ملليجراما من البلاستيك خلال 24 ساعة، محولة نصف هذه الكمية إلى ثاني أكسيد الكربون، والباقي تخرجه على شكل حبيبات مع فضلاتها، ويمكن استخدامها كمخصبات زراعية فيما بعد، وتبقى الديدان في حالة صحية جيدة بعد الوجبة. ويبحث العلماء الآن عن شبيه لهذه الديدان في البحار للقضاء على الأنواع الأخرى من البلاستيك كالبولي بروبلين وغيره.

إنشرها