الطاقة- النفط

النفط يحلق قرب أعلى مستوياته في عامين.. قبل يومين من اجتماع فيينا

النفط يحلق قرب أعلى مستوياته في عامين.. قبل يومين من اجتماع فيينا

مالت أسعار النفط إلى الانخفاض مع الاستمرار قرب أعلى مستوى لها منذ عامين، نتيجة استمرار إغلاق خط أنابيب كيستون النفطي الذي يربط بين كندا والولايات المتحدة في حين أدت أيضا توقعات بتمديد اتفاق تخفيض الإمدادات الذي تتزعمه أوبك إلى تعزيز الأسواق.
وبلغت أسعار تعاقدات نفط غرب تكساس الوسيط الأمريكي 58.91 دولار للبرميل عند الساعة 00:29 بتوقيت جرينتش متراجعة أربعة سنتات عن آخر سعر لها عند الإغلاق ولكنها مع ذلك ظلت قرب أعلى مستوى وصلت إليه منذ عامين يوم الجمعة وهو 59.05 دولار.
وبلغت أسعار تعاقدات خام برنت القياسي 63.84 دولار للبرميل دون تغيير بشكل فعلي عن آخر إغلاق.
وما زال سوق النفط الخام في العالم في حالة ترقب قبل 48 ساعة من انطلاق الاجتماع الوزاري 173 لدول منظمة أوبك ويعقبه الاجتماع الوزاري الثالث لدول أوبك وشركائهم المستقلين لبحث تطورات السوق ومراجعة خطط وبيانات خفض الإنتاج ووضع الإنتاج الأمريكي المنافس وسط ترجيحات قوية بالإعلان عن مد العمل بتخفيضات الإنتاج التي تنتهي في مارس المقبل وسيمد العمل بها حتى نهاية عام 2018.
وفي هذا الإطار، قال لـ "الاقتصادية" أندرياس جيني مدير شركة ماكسويل كوانت للخدمات النفطية، إن ملفات مهمة ومؤثرة ستكون مطروحة بقوة خلال الاجتماع الوزاري في لدول أوبك خاصة وضع الإنتاج في كل من ليبيا ونيجيريا وفرص استمرار أو إلغاء الإعفاءات التي منحت إلى الدولتين مع بدء تطبيق الاتفاق في يناير من العام الجاري.
وأشار إلى أن الملف العراقي سيكون أيضا مطروحا بقوة خاصة أن هذا هو أول اجتماع وزاري للمنتجين بعد أزمة انفصال كردستان في سبتمبر الماضي، لافتا إلى أن العراق تعهدت بثاني أكبر حصة خفض بعد السعودية وقدرها 210 آلاف برميل يوميا وكانت تضغط سابقا في اتجاه الحصول على إعفاء بسبب التوترات والصراعات الداخلية والإقليمية التي تعتبر العراق طرفا فيها.
ولفت إلى أن أزمة كردستان تتطلب دراسات جديدة لوضع الإنتاج في العراق خاصة أن بغداد لديها خطط طموحة لزيادة الإنتاج لتعويض ضعف الموارد السابقة التي عاناها كثير من المنتجين ولكن الوضع في العراق ما زال يواجه تحديات كبيرة بعد هزيمة تنظيم داعش واستمرار الصراع في نفط مدينة كركوك.
من جانبه، أكد لـ"الاقتصادية" بيتر فنش مدير وكالة موديز لخدمات الاستثمار في التشيك، أن وضع الإنتاج الصخري الأمريكي سيكون من القضايا الملحة بقوة على أجندة لقاء المنتجين يوم الخميس خاصة في ضوء تقديرات واسعة أن يشهد عام 2018 طفرة واسعة في إمدادات النفط الأمريكي والذي حصد مكاسب واسعة من تعافي الأسعار على نحو كبير في الشهور الثلاثة الماضية.
وأضاف أن النفط الصخري يتلقى دفعة قوية من زيارة أخيرة قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى الصين ودشن فيها تعاون تجاري واستثماري ضخم في مجال الطاقة بين أكبر منتجين ومستهلكين للطاقة في العالم بحجم صفقات وصل إلى 250 مليار دولار.
وبين أن المصافي الصينية لجأت أخيرا، إلى تنويع إمداداتها وزيادة الواردات من النفط الصخري الأمريكي وهو ما عزز مستويات الطلب على النفط الأمريكي ودفع إلى زيادة الاستثمار والتركيز على الإنتاج بالطاقات القصوى، متوقعا أن يشهد قطاع الطاقة الأمريكي استقطاب استثمارات صينية على مستوى جيد ما يعزز زيادة الإنتاج ويقاوم بعض الشيء تأثيرات جهود أوبك لضبط المعروض.
من ناحيته، قال لـ"الاقتصادية" أندريه يانيف المستشار الاقتصادي البلغاري في فيينا، إن أسعار النفط الخام حصدت مكاسب متوالية مع اقتراب موعد اجتماع أوبك دون أي خلافات في مواقف المنتجين بتوافق شبه تام على مد العمل بتخفيضات الإنتاج، مشيرا إلى أن تعطل خط أنابيب كيستون أسهم في دعم الأسعار على نحو كبير مع توقف الإمدادات الكندية من النفط الخام إلى جانب حالة المخاوف الواسعة التي أحاطت بخطوط الأنابيب الأمريكية.
وأشار إلى أن أوبك تولي اهتماما واسعا لمعرفة حجم النمو في النفط الصخري الأمريكي خلال العام المقبل حتى يأتي قرارها بمد التخفيضات مدروسا وملائما لاحتياجات السوق ومحفزا على تحقيق التوازن، لافتا إلى تركيز أوبك الجيد على التعرف على هذه الزيادات من مصادر متنوعة منها بالطبع تقارير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى جانب استماعها مؤخرا لتقديرات بعض خبراء السوق والمستثمرين في عقود الطاقة.
وأضاف أنه حتى الآن هناك تباين في تقديرات نمو النفط الصخري في العام المقبل ولكنها في الإجمال تراوح بين 500 ألف برميل ونحو مليون ونصف المليون برميل يوميا، متوقعا أن تكون قرارات أوبك الجديدة مدروسة بشكل جيد وبما يضمن تحقيق أعلى مستويات النتائج الايجابية والمردود الفعال على سوق النفط.
وأدى إغلاق خط أنابيب كيستون الذي تبلغ طاقته 590 ألف برميل يوميا في أعقاب تسرب إلى المساعدة على رفع سعر الخام الأمريكي بعد أن أدى ذلك إلى تقليص المخزونات.
وتراجع المعروض في الأسواق العالمية أيضا نتيجة جهود أوبك ومجموعة من المنتجين الآخرين تضم روسيا خفض الإنتاج 1.8 مليون برميل يوميا منذ كانون الثاني (يناير).
وينتهي هذا الاتفاق في آذار (مارس) 2018 ولكن أوبك ستجتمع في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) لبحث سياستها.
وقال وليام أولوجلين المحلل في مؤسسة ريفكين سكيوريتيز "مع اجتماع أوبك هذا الأسبوع يتوقع تجار النفط تمديد تخفيضات الإنتاج".
وتوقع وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، الإبقاء على إنتاج النفط مستقرا حتى 2035، مضيفا أن الحكومة لا تدرس خفض عدد منتجي النفط.
وأكد يوم الجمعة الماضي، أن روسيا ستبحث تفاصيل تمديد الاتفاق العالمي في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) لكنه لم يذكر شيئا بشأن أمد التمديد لما بعد انتهاء أجل الاتفاق في آذار (مارس).
وتراجعت أسعار النفط بالسوق الأوروبية اليوم الإثنين، للمرة الأولى في خمسة أيام، لينزل الخام الأمريكي من أعلى مستوى في عامين ونصف العام، وخام برنت من أعلى مستوى في أسبوعين، بفعل عمليات تصحيح وجني أرباح، بالتزامن مع مخاوف بشأن ارتفاع إنتاج النفط في الولايات المتحدة لمستويات قياسية جديدة.
وتترقب أسواق النفط هذا الأسبوع الاجتماع الرسمي لأوبك، والذي من المتوقع أن يسفر عن تمديد اتفاق خفض الإنتاج العالمي لمدة تسعة أشهر أخرى حتى نهاية 2018.
وحققت أسعار النفط الأسبوع الماضي ارتفاعا بأكثر من 3.5 في المائة، لتستأنف مكاسبها الأسبوعية القوية التي توقفت مؤقتا في الأسبوع السابق، ودعم هذا الارتفاع هبوط الدولار الأمريكي، والاحتمالات القوية لتمديد اتفاق خفض الإنتاج العالمي.
وارتفع إنتاج النفط في الولايات المتحدة بنسبة 15 في المائة، منذ حزيران (يونيو) 2016 ليصل إجمالي 9.66 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي 17 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، وهو أعلى مستوي على الإطلاق للإنتاج الأمريكي.
وتحتل الولايات المتحدة حاليا المركز الثالث في قائمة أكبر البلدان المنتجة للنفط في العالم، بالقرب من مستويات الإنتاج في روسيا والمملكة العربية السعودية، ومن المتوقع استمرار ارتفاع إنتاج النفط الأمريكي، خاصة مع تسارع أنشطة الحفر والتنقيب في مناطق حقول النفط الصخري.
وأعلنت شركة "بيكر هيوز" للخدمات النفطية يوم الأربعاء الماضي، ارتفاع منصات الحفر الأمريكية بمقدار تسع منصات، في ثاني زيادة خلال الثلاثة أسابيع الأخيرة، ليصبح إجمالي المنصات العاملة حاليا 747 منصة، وهو أعلى مستوى للمنصات منذ الأسبوع المنتهي 13 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن توافق أوبك على تمديد الاتفاق لمدة تسعة أشهر أخرى حتى كانون الأول (ديسمبر) 2018، خاصة وأن المخزونات العالمية لا تزال أعلى من متوسط خمس سنوات، بالإضافة إلى ارتفاع إنتاج النفط في الولايات المتحدة لمستويات قياسية جديدة.
إلى ذلك، أبدت العراق وليبيا رغبتهما في زيادة الاستثمارات النفطية على نحو واسع في الفترة المقبلة لتعويض الفترة السابقة حيث أكدت العراق نجاحها التام في القضاء على الإرهاب وهزيمة تنظيم داعش مشيرة إلى عودة شركات الطاقة الدولية للعمل بقوة في العراق .
جاء ذلك في افتتاح المنتدى الاقتصادي التاسع للغرفة التجارية العربية النمساوية أمس، بحضور وفود من السعودية والعراق وليبيا وسورية وغيرها من الدول العربية .
وقال لـ"الاقتصادية" ضاحي جعفر مستشار وزارة النفط العراقية، إن بلاده بصدد تأسيس خط أنابيب جديد بين كركوك وميناء جيهان التركي، مبينا أن العراق تشجع الاستثمارات النفطية الدولية للعودة بقوة إلى البلاد .
من جانبه، أكد لـ"الاقتصادية" الدكتور أحمد معيتق نائب رئيس حكومة التوافق الوطني في ليبيا، أن إنتاج النفط الليبي تعافى على نحو كبير وتجاوز مليون برميل يوميا بعد أن كان قد سجل أدنى مستوى له وهو 250 ألف برميل يوميا بسبب الهجمات على المنشآت النفطية، مشيرا إلى وجود مؤشرات قوية للتعافي في البلاد وتوحيد المؤسسات النفطية وحمايتها .
وفي سياق متصل، استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع بتراجع طفيف مع الحفاظ على مكاسبها عند أعلى مستوى في عامين مدعومة من تعطل الإمدادات الكندية والمخاوف بشأن خطوط الأنابيب الأمريكية إلى جانب الدعم المتواصل من خفض المنتجين في أوبك وخارجها لمستويات الإنتاج.
وفي سياق متصل بالشركات المنتجة، أكد تقرير دولي متخصص أن ثماني شركات عملاقة للطاقة وهى "بى بى" و "إيني" و "إكسون موبيل" و" ريبسول" و "شل" و "شتات أويل" و "توتال" و "وينترشال"، وافقت على التعاون المشترك من خلال اتفاق خاص يقضى بزيادة خفض انبعاثات غاز الميثان من استثمارات النفط والغاز الطبيعي التي تعمل في جميع أنحاء العالم.
وأوضح التقرير – الذي أعدته شركة توتال الدولية -أن شركات الطاقة الثماني ملتزمة بالعمل وفق الاتفاق على تشجيع الآخرين خاصة في مجال استثمارات الغاز الطبيعي في كافة مراحلها على أن تفعل الشيء نفسه.
وأشار التقرير إلى أن هذا الالتزام الدولي الذي يجمع الشركات الثماني العملاقة يأتي في إطار الجهود الواسعة النطاق التي تبذلها صناعة الطاقة العالمية لضمان استمرار الوقود التقليدي خاصة النفط والغاز في القيام بدور حاسم في المساعدة على تلبية الطلب المستقبلي على الطاقة مع التصدي في نفس الوقت لتغير المناخ، مبينا أن الانتقال إلى مستقبل منخفض الكربون سيتأثر بمدى خفض انبعاثات الميثان.
وقال التقرير إن شركات الطاقة الثمان يتركز على التخفيض المستمر لانبعاثات الميثان وتحسين دقة البيانات والدعوة إلى وضع سياسات ولوائح سليمة بشأن انبعاثات الميثان وزيادة الشفافية.
ولفت التقرير إلى تأكيد دراسات عديدة أهمية خفض انبعاثات الميثان بسرعة إذا أريد تلبية الطلب المتزايد على الطاقة وتحقيق الأهداف البيئية المتعددة، موضحا أن الاتفاق بين الشركات تم برعاية منظمات دولية هامة معنية بالطاقة منها وكالة الطاقة الدولية، والاتحاد الدولي للغاز ومعهد الطاقة والموارد، ومنظمة الأمم المتحدة للبيئة.
وأشار التقرير إلى وجود فرصة كبيرة لتنفيذ جميع تدابير خفض فعالية الميثان من خلال تكلفة منخفضة في جميع أنحاء العالم وهو ما سيكون له تأثير كبير على تغير المناخ على المدى الطويل، مؤكد أهمية إغلاق جميع محطات الطاقة العاملة بالفحم والقائمة بشكل رئيسي في الصين .
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط