Author

التحالف ضد الإرهاب

|

لا مجال لتبرير الإرهاب، أو وضع أي مسوغات له. الرصاصات التي أزهقت أرواح أكثر من 300 شخص في مسجد الروضة بالقرب من مدينة العريش في مصر، كان يمكن أن تحدث في أي بلد آخر. وشاحنات القتل التي جابت عددا من المدن الأوروبية، وأزهقت أرواح أبرياء تكررت في أكثر من مكان. قطارات الموت الإرهابي التي تمارسها قطعان الإرهابيين لا مجال للسكوت عليها أو تبريرها.
من المؤسف، أنه لا يزال هناك خطاب تبريري يتغلغل من خلال منصات التواصل الاجتماعي، وبعض الفضائيات المؤدلجة، وأيضا من خلال الواتس أب وغيره من وسائل التواصل الشخصي.
ويدعم كل هذا عمل تقوده قوافل الإعلام الإرهابي، التي تنتج كميات من الرسائل النصية والمحتويات المزيفة، التي تستهدف بث الشائعات، ونشر الفتن، وتشمل تلك المحتويات نصوصا مبتورة، وأفكارا مكذوبة.
ومع الأسف فإن بعض هذه المحتويات، التي يأخذ بعضها الشكل الوعظي الناعم، تحوي في ثناياها قدرا كبيرا من المغالطات والأفكار التي تتم زراعتها في الأذهان، مع التوسل بطلب تدويرها لنصرة ما يزعمون أنه الحق. وبعض السذج يفعلون، حتى دون قراءة هذه المحتويات أو التدقيق فيها.
لكن من الأمور التي لا تحتاج إلى تمحيص، أن الحق لا يتعارض مع العقل ولا مع المنطق ولا مع مقتضيات التعامل الإنساني.
وأي مجنون يسوغ قتل مسلم يؤدي صلاة في مسجد، ناهيك عن استهداف مجاميع من البشر تسير على الرصيف، أو أطفال في روضة...إلخ. أقول إن أي إنسان يعطي تبريرا لمثل هذا الجرائم لا يمكن التعامل معه على أنه عاقل ولا سوي.
ومن المؤسف أن هناك بعض من كنا نظنهم عقلاء ما زالوا يربطون بين تلك الحوادث وتبريرات لا يمكن تصديقها. إن من يرتضي أن يقتل أبوه أو أخوه أو قريبه أو ابن وطنه أو حتى الغريب سواء في بلاده أو في بلدان أخرى، لا يمكن أن يكون صاحب قضية ناهيك عن أن يكون مؤهلا للإصلاح والتأهيل.
لقد ابتلي العالم بمجاميع من الإرهابيين المجرمين، الذين أصبحوا يتعطشون للدماء، وهؤلاء المرضى، تتم مواجهتهم بالقوة.
لقد وعى العالم كله هذه الحقيقة، ونجحت خطوات الإجهاز على «داعش» وسواها من محاضن الإرهاب في العراق. إن من المهم أن يستمر توحد العالم ضد هذه المجاميع المجرمة في كل بقعة من بقاع العالم.

إنشرها