Author

خدمة وصال

|

تقدمت خدمات وزارة التنمية الاجتماعية مراحل حين أوجدت فكرة وصال. هذه الخدمة المهمة التي تسهم في حماية المتعففين من صعوبات الحاجة، وتسهم في تحقيق معرفة متكاملة عن الوضع الاقتصادي للجميع باستخدام كل الوسائل المتاحة. وجود من يهتمون لأمر المحتاجين وعندهم الاستعداد - في الوقت نفسه - للإسهام في تخفيف معاناتهم أمر مهم ويصب في مصلحة الوطن.
إن قدرة الجهات الخدمية على الوصول للمحتاج دون اضطراره للتقدم بطلبات ومتابعة معاملات، يدفع بالخدمة المجتمعية لمرحلة البحث عن المستحق الحقيقي للدعم. عرفنا في سنوات مضت أن كثيرين ممن لا يستحقون الدعم المقدم من صناديق الدولة المختلفة، كانوا يتمتعون بهذه المزايا، ورغم أنه تم التأكيد أكثر من مرة أن هذه الصناديق والبرامج تصرف عبر مصارف الزكاة، وهو أمر يجب أن يحرص على عدم التلاعب به من يخاف الله، استمرت أعداد كبيرة من المقتدرين على منافسة المحتاجين على شيكات الضمان وخدمات التنمية الاجتماعية والجمعيات الخيرية.
صحيح أن فكرة وصال مهمة، لكنها ليست الخطوة الأخيرة في طريق البحث عن المحتاجين وسد حاجتهم وضمان المجتمع المتفهم والمقدر لأحوال كل أبنائه وبناته. الدخول المتقدم على معلومات الأفراد المالية، ومتابعة كل ما يدخل الاقتصاد وما يخرج منه سيؤدي في مرحلة مقبلة إلى ضبط كل المعلومات التي تتعلق بالدخول والأشخاص. هنا يصبح العمل مع الفئات المستحقة أكثر احترافية ودقة ومواءمة مع واقع احتياجات الأفراد والأسر.
استمرار العناية بالتقنية والرقابة المالية، التي نشاهد أجزاء كبيرة منها تظهر على السطح اليوم سيوفر لنا من المعلومات المهمة ما يسمح لنا بتطوير برامج متكاملة تتعامل مع الحقائق وتقدم الحلول المنطقية للمشاكل الحقيقية. معلومات يمكن أن تسهم في خفض نسب البطالة، وبرمجة الاحتياجات التعليمية، وتدقيق ما يحتاج إليه السوق من المهارات والتخصصات.عملية تسهم في النهاية في التحكم في أعداد المحتاجين والسيطرة عليها وإلغاء كل ما يتسبب في وجود الحاجة بين فئات المجتمع المختلفة.
تبقى لفكرة وصال في المرحلة الحالية أهمية عالية، لأنها تدعم مسيرة التعاون المجتمعي والتراحم بين الناس، وقد تجد الوزارة ممن يوثق بهم في المجتمع من يسهمون معها في تكوين قاعدة بيانات حقيقية بالمحتاجين المتعففين من خلال مبادرتها في اختيار شهودها على الوضع الاقتصادي لمكونات المجتمع وهو أمر غير صعب.

إنشرها