أخبار اقتصادية- عالمية

الاتحاد الأوروبي يتوسع شرقا لمواجهة النفوذ الروسي

الاتحاد الأوروبي يتوسع شرقا لمواجهة النفوذ الروسي

يباشر الاتحاد الأوروبي جولة جديدة من المحادثات في بروكسل بهدف توطيد علاقاته مع ست من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة، وسط مخاوف حيال تصاعد النفوذ الروسي في المنطقة.
لكن مع بقاء روسيا والنزاع المستمر في شرق أوكرانيا خارج جدول الأعمال الرسمي للاجتماع، من المرجح أن تكتفي قمة "الشراكة الشرقية" باستعراض الوضع بدون الخوض في إعلان نوايا جوهري.
وبحسب "الفرنسية"، فقد أفاد الاتحاد الأوروبي بأن القمة المقررة مع أوكرانيا وجورجيا ومولدافيا وأرمينيا وأذربيجان وبيلاروسيا ستركز على 20 هدفا "قابلا للتحقيق"، وفق خطة عمل تهدف إلى مكافحة الفساد وتعزيز سيادة القانون وتحديث اقتصاديات الدول المعنية.
ولا ينطوي الإعلان المشترك الذي سيصدر عن القمة على أي ذكر للحرب الجارية في شرق أوكرانيا بين القوات الحكومية والانفصاليين المدعومين من روسيا، حيث يكتفي النص بالدعوة إلى "تجديد الجهود للتشجيع على تسوية سلمية للنزاعات في المنطقة"، في تباين كبير مع اللهجة الشديدة التي تبنتها قمة الشراكة الشرقية الأخيرة عام 2015 التي انتقدت بصورة مباشرة وواضحة ضم روسيا منطقة القرم.
وشدد مسؤول أوروبي كبير على أن الكتلة ما زالت "ملتزمة بشدة" في جهودها لتسوية النزاعات في دول الكتلة السوفياتية السابقة، لكنه لفت إلى أن القمة ليست الإطار المناسب للقيام بذلك، مضيفا أن قمة للشراكة الشرقية ليس أداة لتسوية النزاعات، بل أداة لمناقشة كيفية تطوير شراكتنا وتثبيتها".
واندلع النزاع في أوكرانيا الذي أوقع أكثر من عشرة آلاف قتيل، بعد اجتياح روسيا للقرم ردا على الإطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش الموالي للكرملين بعد رفضه توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي.
وتدفع أوكرانيا في اتجاه الحصول على تعهد واضح من الدول الـ28 بأنه سيكون بمقدورها مستقبلا الانضمام، وقد حذر الرئيس بترو بوروشنكو بأن إغلاق الباب بوجه أوكرانيا سيعطي شرعية لادعاءات الكرملين بأن له "مصالح خاصة" في المنطقة.
ولا يبدي الاتحاد الأوروبي كثيرا من الحماسة للتوسع شرقا، ولا سيما بعدما رفض الناخبون الهولنديون أول محاولة لعقد اتفاق شراكة مع أوكرانيا في استفتاء جرى في نيسان (أبريل) 2016.
وقالت أماندا بول المحللة في مركز السياسة الأوروبية إنه "كل سنتين تطلب أوكرانيا هذا النوع من الخطاب، حين يتضح أنها لن تحصل عليه، فالاتحاد الأوروبي لا يبحث عن أعضاء جدد"، كما أن الأزمة الأوكرانية وفضيحة الفساد بمليار دولار في مولدافيا خففتا من الاندفاع الذي أبداه الاتحاد في أوائل الشراكة الشرقية.
وتعقد القمة في ظل مسألتين ملحتين هما بريكست والأزمة السياسية في ألمانيا، حيث فشلت جهود المستشارة أنجيلا ميركل لتشكيل ائتلاف حكومي في نهاية الأسبوع الماضي.
وسيغيب عن القمة بعض كبار المسؤولين مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو الذي يمتنع عن الحضور في أول مرة يتلقى فيها دعوة بعد رفع العقوبات الأوروبية المفروضة عليه.
ومن المقرر أن توقع أرمينيا اتفاق شراكة معززة مع الاتحاد الأوروبي على هامش القمة وحرص مسؤول أوروبي على التوضيح أن الكتلة بذلت كثيرا من الجهود للتثبت من أن هذا الاتفاق لا يتعارض مع عضوية هذا البلد في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي المدعوم من موسكو.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية