default Author

الطعام المعمر

|

نعلم أن لكل شيء نهاية وفترة صلاحية، حتى البشر لهم عمر محدد ثم يتوفاهم الله، ومن أسرع الأشياء تلفا الأطعمة والأشربة، رغم توافر أحدث الطرق لتخزينها إلا أنها قد تفسد لأسبوع أو أسبوعين إذا كانت في الثلاجة وبضعة أشهر في "الفريزر"، ولكن اكتشف حديثا أن هناك مأكولات ظلت لمئات السنين وما زالت صالحة للأكل!
فسبحان الله يرسل لنا الأدلة لنرى عظمته وقدرته جل في علاه "وفي الأرض آيات للموقنين، وفي أنفسكم أفلا تبصرون، وفي السماء رزقكم وما توعدون".
العسل من أقدم الأطعمة التي عرف الإنسان أهميتها حتى قبل أن يعرف الكتابة لدرجة أن الفراعنة أسموه "شراب الآلهة" لما عرفوا من فوائدة فقد كان يعالج كثيرا من الأمراض في مصر القديمة مثل النزلات الشعبية والسعال والإصابات، خاصة الحروق والجروح.
ومعظم شعوب العالم القديم استخدموا العسل كنوع من القرابين في طقوسهم الدينية ولغايات علاجية بحتة. أما شعوب الشرق الأوسط فقد استعملوا العسل لاعتقادهم أنه رمز لطهارة الروح والخلود.
كل هذا قد يعطي مبررا لوجود جرار العسل مدفونة في المقابر مع الموتى في رحلتهم للدار الآخرة، ولكن الغريب أن يكون العسل لم يتغير طعمه ولا قوامه لآلاف السنين مثلما حدث في مقبرة وجدوها بالقرب من الأهرامات، حيث كان العسل قابلا للأكل رغم مرور أكثر من ثلاثة آلاف سنة!
ومن المعروف أن كثيرا من أنواع الجبن تتحسن مع مرور الوقت، ولكن ليس لدرجة أن يظل 3500 سنة محتفظا بطعمه وقابلا للأكل، حيث وجد في الصين أقدم نوع من الجبن في العالم معلقا على صدور ورقاب 200 مومياء برونزية ووجدت مدفونة بشكل غامض في صحراء "تكلامكان" الصينية! ويعود تاريخ هذا الجبن إلى 1615 قبل الميلاد.
ووفقا لصحيفة "الديلي ميل" البريطانية، فإن علماء الكيمياء في معهد "ماكس بلانك" الألماني للبيولوجيا الجزئية وعلم الوراثة الخلوية، اكتشفوا أن هذا الجبن هو من الأنواع سريعة التحضير الخالية من اللاكتوز، الذي ربما كان مسؤولا عن نشر صناعة الألبان في كل أنحاء آسيا في العصر البرونزي ودليلا مباشرا على نوع من أنواع التكنولوجيا القديمة!
وفي عام 2010، عثر علماء الآثار داخل إحدى المقابر الأثرية قرب مدينة شيان التي كانت في الأزمنة الغابرة عاصمة الصين لمدة 110 أعوام، على وعاء فيه حساء عظام لم يجف، وما زال سائلا كما كان قبل نحو 2400 عام، حتى العظام ظلت كما هي تطفو على سطح الحساء الذي تحول لونه إلى الأخضر.

إنشرها