أخبار اقتصادية- عالمية

بعد ارتفاعها 730 % منذ بداية العام .. مخاوف من انهيار «بيتكوين»

بعد ارتفاعها  730 % منذ بداية العام .. مخاوف من انهيار «بيتكوين»

أثارت القفزات القياسية لعملة بيتكوين التي صعدت 730 في المائة في أقل من عام ذعر المتعاملين من انفجار فقاعة قد تهدد بخسائر بملايين الدولارات للمستثمرين فيها.
وقال مختصون لـ “الاقتصادية”، إن ما يحدث من ارتفاع لعملة بيتكوين لم يطرأ من قبل في تاريخ العملات، حيث زادت قيمتها منذ بداية العام بنحو 730 في المائة، وتلك زيادة غير مسبوقة بأي معيار من المعايير سواء في سوق العملات أو غيرها من الأسواق، فمؤشر إس آند بي 500 “ستاندرد آند بورز” لم يتجاوز الزيادة التي حققها منذ بداية العام 15 في المائة.
وأشار هؤلاء إلى أن العملة الافتراضية حققت أيضا خلال أيام معدودة زيادة سعرية قدرت بـ 45 في المائة، ونتيجة لتلك الزيادة ارتفعت القيمة الاجمالية لجميع عملات بيتكوين المطروحة في الأسواق حاليا من 92 مليار دولار الى 133.5 مليار دولار.
واللافت أن جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك “مورجان ستانلي” وأحد أبرز خصوم عملة بيتكوين، التي سبق أن وصف التعامل بها على أنه “احتيال” واعتبر أن الارتفاع الكبير والمتواصل في أسعارها فقاعة ستنفجر قريبا، وستصيب المتعاملين بها بخسائر فادحة، وهدد بطرد أي موظف يعمل لديه إذا ما نصح عملاء البنك بالاستثمار في “بيتكوين”، انصاع في نهاية المطاف إلى الواقع وفضل الاستفادة منه بدلا من تعرضه إلى الخسارة.
الواقع أن العملة الذهبية رغم تراجع منيت به الأسبوع الماضي، إلا أنها سريعا ما استعادت قوتها، وحققت قفزات سعرية وتجاوزت سقف الثمانية آلاف دولار للعملة الواحدة وسط توقعات بأن تصل إلى عشرة آلاف دولار بنهاية العام.
هذا الواقع دفع بالرئيس التنفيذي لبنك مورجان ستانلي إلى إعادة النظر في مواقفه وإصدار تعليماته إلى العاملين معه بدراسة إمكانية تقديم المساعدة إلى عملاء البنك للحصول على العملة الذهبية، فالرجل باختصار يدرك أنه بغض النظر عما يعتقد فإن تجاهل “بيتكوين” في الوقت الحالي، يعني خسارة فرصة استثمارية ضخمة وأرباح تقدر بملايين، والأهم ربما خسارة عملائه الذين سيبحثون عن بدائل أخرى، أكثر قبولا واستعدادا لمساعدتهم في الاستثمار في العملات الافتراضية وتحديدا “بيتكوين”.
ويصبح التساؤل: ما الذي يحدث في سوق العملات الافتراضية التي توقع كثير من المختصين في أسواق العملات أنها لن تصمد كثيرا وستنهار؟ ولماذا تحقق “بيتكوين” تحديدا تلك القفزات الفلكية التي جعلت منها ظاهرة تاريخية في سوق العملات؟ وهل باتت العملات الافتراضية واقعا لا فرار منه؟ أم أن الارتفاع الراهن لا ينفي أننا أمام ظاهرة مؤقتة، وأن ما يعتبره البعض فقاعة مصيرها الانفجار أمر حتمي؟
روبرت ويلسون المختص في العملات الإلكترونية يعتقد أن ما يحدث لـ “بيتكوين” لم يحدث من قبل في تاريخ العملات، ويوضح لـ “الاقتصادية” أنه منذ بداية العام حتى الآن زادت قيمة “بيتكوين” بنحو 730 في المائة، وتلك زيادة غير مسبوقة بأي معيار من المعايير سواء في سوق العملات أو غيرها من الأسواق، فمؤشر إس آند بي 500 “ستاندرد آند بورز” لم تتجاوز الزيادة التي حققها منذ بداية العام 15 في المائة.
ويقول ويلسون “إنه على الرغم من بعض التقلبات العنيفة في قيمة “بيتكوين” الأسبوع الماضي إذ انخفضت إلى 5500 دولار، إلا أنها خلال أيام معدودة حققت زيادة سعرية قدرت بـ 45 في المائة، ونتيجة تلك الزيادة ارتفعت القيمة الإجمالية لجميع عملات “بيتكوين” المطروحة في الأسواق حاليا من 92 مليار دولار إلى 133.5 مليار دولار. لكن هل يمكن أن يكون الانخفاض الذي وقع الأسبوع الماضي مؤشرا على مصاعب في الطريق أمام العملة الذهبية؟ يستبعد روبرت ويلسون ذلك ويؤكد أن الطلب لا يزال مرتفعا على العملة الافتراضية، والعرض منخفض نظرا إلى محدودية الكمية المتاحة من عملة “بيتكوين”، ويشير إلى أن الانخفاض الذي حدث مرجعه أن عملية التحديث التي كانت ستتم لنظام التحويلات المالية لتسريعه تم تأجيلها.
إضافة إلى ذلك، هناك مجموعة من العوامل الإيجابية التي دعمت سعر “بيتكوين”، فالإجراءات التنظيمية التي اتخذتها السلطات اليابانية مثلت عنصر دعم للعملة الافتراضية، في مواجهة التدابير المقيدة التي تتبناها الصين وكوريا الجنوبية تجاه العملات الافتراضية، ولا شك أن دخول بنك مورجان ستانلي على خط إمكانية الاستثمار في العملة الذهبية سيسهم في زيادة أسعارها في الفترة المقبلة.
ويعتقد بعض المختصين في مجال العملات الإلكترونية أن الارتفاع المتواصل في أسعار العملة الافتراضية قد يمثل خطرا حقيقيا عليها جراء استهدافها من قبل القراصنة الإلكترونيين.
جيمس مارتن الباحث الاقتصادي وأحد المضاربين في مجال العملات الافتراضية يرى أن الارتفاع المتواصل في سعر “بيتكوين”، وتحقيق المستثمرين أرباحا ضخمة يمثل عامل جذب من قبل ما يعرف بالهاكرز للاستيلاء على جزء من تلك الأرباح، وهو ما حدث أخيرا حيث نجح هؤلاء الهاكرز في الاستيلاء على أكثر من 30 مليون دولار من المستثمرين في “بيتكوين”.
ويضيف لـ “الاقتصادية” أن “هذا النوع من الخسائر المالية يدفع بكثير من المستثمرين، خاصة صغار المستثمرين، الذين يفتقدون المقدرة على حماية أرباحهم بشكل حقيقي، من الابتعاد عن الاستثمار في تلك العملة، وهو ما يؤدي إلى انخفاض الطلب ومن ثم إمكانية تراجع السعر على الأمد الطويل”.
إلا أن بعض المختصين يعتقدون أن الارتفاع الحاد في أسعار العملة الذهبية، وما يحمله ذلك الارتفاع من إمكانية كبيرة لتقلبات ضخمة مستقبلا في مستويات الأسعار، يوجد حالة من عدم الثقة بالعملات الافتراضية عامة و”بيتكوين” على وجه الخصوص.
وتقول لـ “الاقتصادية”، الدكتورة آمبر مارك أستاذة التجارة الدولية “يمكننا وصف “بيتكوين” بالأموال المجنونة، ومع هذا لا يمكن إنكار أنها تقوم بدور مهم في عديد من البلدان التي تواجه مصاعب اقتصادية حادة، حيث ينتاب الغالبية العظمى من المواطنين مخاوف حقيقية من ضياع أصولهم المالية نتيجة التضخم. فـ “بيتكوين” تجد أسواقا جيدة لها في فنزويلا وزيمبابوي والبرازيل، وجميعها دول تواجه معدلات تضخم مرتفعة، ولهذا يفضل البعض الاستثمار حاليا في تلك العملة ما يوجد طلبا متزايدا عليها”. وتضيف آمبر مارك “المستثمرون في العملات الافتراضية تمكنوا جميعا من تحويل أموالهم بعيدا عن أعين الحكومات، وهذا في كثير من الأحيان يكون أحد العناصر الإيجابية ويساعد المستثمر على تجنب قرارات الحكومات والأنظمة الآيلة إلى السقوط، كما حدث في زيمبابوي وكما هو مرشح أن يحدث أيضا في فنزويلا”.
ومع إقرار الدكتورة آمبر بأن الوضع الراهن لـ “بيتكوين” يصعب إنكار أنه فقاعة، إلا أنها تعتبر أن الأسواق في الوقت الراهن تمر بفقاعة ضخمة وليس “بيتكوين” بمفرده.
وتستدرك قائلة “العملة الذهبية كانت قيمتها أواخر العام الماضي 750 دولارا والآن تتجاوز ثمانية آلاف دولار، ويحتمل أن تصل إلى عشرة آلاف دولار، فإذا لم تكن تلك فقاعة فما الذي يمكن أن نصفه بالفقاعة؟ لكن الأمر ليس حصرا على “بيتكوين”، فاللوحات الفنية تشهد أيضا فقاعة ضخمة للغاية، إذ بيعت أخيرا لوحة لفنان عصر النهضة ليوناردو دافينشي بـ 450 مليون دولار، وهذا النوع من الأموال يمكن أن نصفه بالأموال المجنونة، والمشكلة أن تلك الفقاعات إذا انفجرت إحداها فإنها حتما ستؤثر بقوة في الآخرين، وهو ما قد يضع الاقتصاد الدولي في مأزق حقيقي إن حدث ذلك”.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية